زينب اسماعيل
زينب اسماعيل


أحوالنا

مع" عمر" لا حزن أو انتحار

بوابة أخبار اليوم

السبت، 07 مايو 2022 - 12:47 م

بقلم زينب اسماعيل


"أيها الحزن تمهل قليلاً.. دعني أتأمل لوحة الحياة الأخيرة، لا تجعل مشهد غيابي كئيباً ومحبطاً. بل اجعله صدمة كهربائية لعل العالم يفيق " تلك الكلمات تعبر واقع ما نشعر به حين نفجع بخبر انتحار انسان ..  ولكن فكرة الانتحار وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق باتت سهلة وهينة عند صاحبها بشكل مخيف وفي مصر تزداد حالات الخلاص من الحياة بأشكال عجيبة ومبتكرة ومن أشخاص أبدا لا تشك لحظة في حبها للحياة ! أن صغر سن هؤلاء المنتحرين يثير التساؤلات حول مدى الإحباط الذى يحاصر هذه الفئات الواعدة من المصريين المفترض أنهم يمثلون أمل الأمة ، وغالبا يكون الفقر والبطالة والمرض على قائمة مبررات الخلاص من الحياة بعد أن يكتشف  فجأة أنه عاجز عن تلبية احتياجاته و غير قادر عن تحمل آلامه و أغلقت الحياة  أبوابها أمامه ، فى نفس الوقت الذى تتحدث فيه الحكومة عن إنجازات غير مسبوقة يعيشها المصريون فى مختلف المجالات .. إذا ما المشكلة ؟ أرجع بالذاكرة الي عهد عمر ابن الخطاب لماذا لم يكتب في تارخه منتحرا أو مكتئبا ؟  يروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه وقال:  يا عبدالله كل بيمينك ، فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة ، فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة ، فقال له عمر : وما شغلها ؟  فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة، فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟ ومن يغسل لك ثيابك ؟ ومن ..,ومن ..؟ ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها. أكرر" عمر" يرجو العفو عنه لأن الرجل آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها !  نقطة في بحر الحياة أيام "عمر" كانت بلا حزن ولا إكتئاب وطبعا ولا انتحار !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة