محمد صلاح
محمد صلاح


هيام

الاختيار

الأخبار

السبت، 07 مايو 2022 - 06:52 م

لا شك أن الدراما المصرية فرضت سيطرتها ونفوذها على المنطقة العربية، فالدراما تعد من أهم أسلحة القوى الناعمة، تلك القوى المتمثلة فى السينما والمسرح والموسيقى وغيرها من الفنون، يرى البعض أن القوى الناعمة يمكن أن تقوم بالأدوار التى تعجز عنها السياسة، بل يذهب البعض الى قدرتها على إصلاح ما تفسده السياسة، لما قد تلعبه فى التنشيط السياسى بين الدول، حيث إنها تستهدف الجماهير وصُناع القرار معًا.


أعترف أننى منذ أكثر من عشر سنوات اعتزلت جميع أنواع الدراما سواء السينمائية، والتليفزيونية، والمسرحية، بل وحاولت أكثر من مرة متابعة أكثر من عمل درامى، إلا أننى لم أستطع الانتباه أكثر من دقائق معدودة، قد يعود هذا إلى ما عشناه من دراما سوداء عقب أحداث يناير من أعمال التخريب، الانفلات الأمنى، الحكم الفاشى الإخوانى.


منذ سنوات خلت، وخلال شهر رمضان المبارك أتبع طقوسًا خاصة بداية من الاستيقاظ من النوم، مرورًا بإنجاز المهام الوظيفية، وتناول الافطار، وإتمام الصلوات وصلاة التراويح، السهر مع الاصدقاء على المقهى، ختامًا بتناول السحور مع الزوجة والأولاد، ثم الاستسلام للنوم.


لاحظت كل يوم أثناء تناول السحور بحديث دائم بين أبنائى وزوجتى عن أحداث مسلسل الاختيار، كل يوم أحداث جديدة، أسماء أعرفها جيدًا، أحداث قرأت الكثير عنها وشاهدت بعضها، ظل هذا المشهد يتكرر يوميًا منذ أوائل الشهر الكريم حتى آخره، وطبعًا كنت أستمع فقط، مع التعبير بإشارات توحى بأننى أُتابع حلقات المسلسل جيدًا، بحجة أن تعب اليوم يمنعنى من التعليق.


لفت نظرى أن أبنائى قاموا بربط ثلاثية الاختيار: (الشهيد منسى، رجال الظل، القرار) بل وتحليل أحداث الاختيار وربطها بأحداث مسلسل العائدون، بل أخبرونى بقيامهم يوميًا بنقاش طويل بينهم وأصدقائهم عبر أحد تطبيقات الانترنت حول الأحداث اليومية لكلا العملين.


أول أيام عيد الفطر، حرص الرئيس السيسى اثناء احتفالية العيد مع أبناء الشهداء على الحديث عن مسلسل الاختيار، كما وَجَّه التحية لأبطال العمل وأبطال مسلسل العائدون.


عقب انتهاء الاحتفالية، جلست لساعات طويلة جدًا جدًا أُشاهد حلقات المسلسلين عبر إحدى المنصات على الانترنت دون انقطاع.


حقًا إن العمل الدرامى بألف كتاب.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة