جمال حسين
جمال حسين


يوميات الاخبار

عندما هدَّد الإخوان بشنق وزيرى الدفاع والداخلية !!

جمال حسين

الأحد، 08 مايو 2022 - 06:44 م

« الاختيار ٣ » ضَرب فأوجع ..تسريبات «الصوت والصورة» وثقت دموية الجماعة ونسفت مظلوميَّة الإخوان وعلى قدر النجاح جاء الهجوم والصِياح من أحفاد حسن البنا

«اسمع يا محمد يا إبراهيم.. ما تنساش إنى أنا اللى جبتك وزير داخلية.. ولو كنت فاكر إن 30 يونيو هتنفعك تبقى غلطان.. دا يوم وهيعدِّى زى كل يوم.. أنا بحذَّرك وبقولك بالفم المليان 30 يونيو هتفشل وبعدها مش هارحمك أنت والسيسى وهاشنقك بإيدى فى قلب ميدان التحرير»!!.
هنا أُغلقت السماعة فى وجه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وكان المتحدِّث على الطرف الآخر الرئيس الإخوانى محمد مرسى.


هذه المُكالمة العاصفة كانت أثناء حصار المتظاهرين الغاضبين لمكتب الإرشاد بالمقطَّم، والذى أشعل ثورة الغضب داخل قلب محمد مرسى؛ رفض وزير الداخلية تنفيذ أوامر الرئيس له بسرعة تدخُّل الشرطة لإنقاذ مكتب الإرشاد من حصار المتظاهرين الثائرين، بعد سقوط 11 منهم قتلى برصاص جماعة الإخوان المُنهمر من أعلى مكتب الإرشاد !!
هذه الحكاية رواها لى اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، الذى تربطنى به علاقة ودٍّ واحترامٍ، وكان له ولرجال الشرطة دورٌ وطنىٌّ كبير أثناء ثورة 30 يونيو جنبًا إلى جنبٍ مع أبطال القوات المسلَّحة، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، الذى حَمل روحه على أكفه؛ لإنقاذ مصر من الاحتلال الإخوانى الذى جثم على صدر مصر والمصريين سنةً كبيسةً.. انفردت جريدة الأخبار بنشر هذا الانفراد القنبلة فى ذلك الوقت، وأحدث ضجَّةً عالميةً بعد أن تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالميَّة، ليتأكَّد الغرب من دموية جماعة الإخوان، التى كانت تصرخ وقتها  وتدَّعى المظلومية.


ولهذا الانفراد حكايةٌ، حيث كنتُ على موعدٍ مع وزير الداخليَّة؛ لإجراء حوارٍ صحفىٍّ لجريدة الأخبار.. وعندما دخلت عليه، وجدته مهمومًا للغاية.. سألته عن السبب،  فروى لى تفاصيل تلك المُشادة العنيفة التى وقعت بينه وبين الرئيس محمد مرسى بسبب أحداث المقطَّم.. قال الوزير: فوجئت بالرئيس محمد مرسى يتصل بى، ويطلب منى سرعة تدخُّل الشرطة لفض حصار الشباب الغاضب من مكتب الإرشاد بالمقطَّم، فقلت له: «يا سيادة الرئيس يوجد 9 جثث، وهناك مُسلحون يُطلقون الرصاص من أعلى مكتب الإرشاد على المتظاهرين، أرجوك أعطى أوامركَ لمكتب الإرشاد بالتوقُّف عن إطلاق الرصاص؛ لأنى لو دخلت سيقال إن الشرطة هى التى قتلت الشباب»، فردَّ علىَّ: «أنا بأْمرك أن تُنزل قوات العمليات الخاصة عند مكتب الإرشاد فورًا».. قلت «لا» ورفضت تنفيذ الأمر.. وهنا ثار مرسى ثورةً عارمةً، وكان هذا هو آخر اتصالٍ لمرسى معى.. بعدها خطَّط قيادات مكتب الإرشاد للانتقام منى، وحذَّرنى البعض من أن قيادات الإخوان يُدبِّرون لى شيئًا، خلال حضورى المؤتمر الذى سيلقى فيه مرسى خطابه الشهير، الذى سبق ثورة 30 يونيو، ونصحونى بعدم الحضور، لكنِّى كنتُ متأكِّدًا أنهم لن يستطيعوا عمل شىءٍ، وذهبت للحفل، وعندما دخلت القاعة قابلونى بعاصفةٍ من الغضب والشتائم، وحضرت الخطاب الذى خرج فيه مرسى عن كل حدود المعقول.. بعدها أرسلوا لى شبابهم فى مظاهرةٍ أمام مقر الأمن الوطنى، فأصدرتُ تعليماتى للقوات بتفريقهم والتعامل معهم، وهربوا فورًا من الموقع.
توثيق دمويَّة الإخوان


هكذا كان النهج الدموى لجماعة الإخوان، التى ارتكبت العديدَ من الجرائم الإرهابيَّة التى راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف شهيدٍ من خِيرة شباب مصر، وأُصيب أكثر من 12 ألفًا آخرين.. تفجيرات وقتل وحرق وتدمير وترويع للآمنين، رافعين شعار «يا نحكمكم يا نقتلكم»!!  
وخلال احتفاليَّة العيد مع أبناء الشهداء، كشف الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأول مرَّةٍ، أن قيادات جماعة الإخوان هدَّدوا بتدمير مصر ثلاث مرات صراحةً.. المرة الأولى كانت مع المشير الراحل محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق - رحمه الله -، عندما هدَّده محمد مرسى بحرق ميليشيات الجماعة لمصر؛ إذا لم تأتِ نتائج الانتخابات الرئاسيَّة لصالحه.. والتهديد الثانى كان من خيرت الشاطر، عندما قال إن الجماعة أحرقت مقرَّات الحزب الوطنى من قبل، وقادرة على عمل محاكمة شعبيَّة لقيادات الحزب.. أما التهديد الثالث فكان من خيرت الشاطر للفريق أول عبدالفتاح السيسى شخصيًا، عندما كان وزيرًا للدفاع، حيث استمرَّ الشاطر لمدة 45 دقيقة يُهدِّده بالقتلِ وتخريب البلاد !!
ضَرب فأوجع


الرئيس السيسى أكَّد أن ما تناوله المسلسل هو الحقيقة بعينها، وأن كل كلمةٍ قِيلت، خلال المسلسل، كانت واقعًا عِشناه.. وقال إن تأثير المسلسل على الجميع، داخل مصر وخارجها، كان طاغيًا، ويُعادل تأثير ألف كتابٍ وألف ساعةٍ حواريَّةٍ، وتعجَّب الكثيرون من الأسرارِ التى كشف عنها المسلسل، وتساءلوا كيف لدولةٍ كانت على حافة الهاوية أن تُسيطر على كل تحركات أعدائها، وتُوثِّق مؤامراتهم صوتًا وصورةً، ولا تظهر تلك التسريبات إلَّا فى الوقت المناسب !!
كنتُ حريصًا على متابعة حلقات مسلسل  «الاختيار 3»، الذى لم تكن معظم أحداثه غريبةً علىَّ؛ فقد سبق أن عِشت وتعايشت مع تلك الأحداث والمواجهات، خلال عملى مُحرِّرًا أمنيًا لجريدة الأخبار، ومندوبًا للصحيفة لدى وزارة الداخليَّة.. المسلسل جسَّد واقعًا عِشناه، ومِحنةً عبرناها بمِنحةٍ إلهيَّةٍ اسمها عبدالفتاح السيسى، الذى شاءت الأقدار أن يكون على رأس جيشٍ عظيم أنقذ مصرَ من الضياع..


لا أكون مُبالغًا إذا أجزمت بأن المسلسل  حقَّق نجاحًا مُدويًا، وجذب ملايين المُشاهدين، المصريين والعرب وأنصار الجماعة، لشاشات التلفاز.. ولِمَ لا والمسلسل يُوثِّق بالصوت والصورة أخطرَ فترةٍ عاشتها مصر فى حربها ضد جماعة الإخوان الإرهابيَّة، خلال العام الأسود الذى حكموا فيه مصر.. المسلسل ضَرب فأوجع، ونسف مظلوميَّة الإخوان بالوثائق والتسريبات، وعلى قدر النجاح جاء الصراخ والصِياح من أحفاد حسن البنا..
الاختيار أكَّد المُؤكَّد، وقال للمصريين «متخافوش على مصر»، فلديها صقورٌ تحميها، وعيونٌ تسهر على أمنها، وأبناؤها لا يهابون الموت..
رسائل التسريبات


بالتأكيد حقَّقت تسريبات مسلسل الاختيار ٣ أهدافها، ووثَّقت دمويَّة الإخوان.. فالجميع داخل مصر وخارجها سمعوا بآذانهم وشاهدوا بأم أعينهم مشاهد حيَّة، كشفت بالصوت والصورة ماذا كان يُدبَّر لمصر داخل أروقة مكتب الإرشاد بالمقطَّم، وماذا كان يُحاك لها بليلٍ داخل منزل الرئيس الإخوانى بالقاهرة الجديدة، خلال لقاءاته مع عُصبة مكتب الإرشاد.. شاهدنا تسريبات لحوارات الغدر والخيانة مع أجهزة استخبارات وقوى إقليميَّة ودوليَّة، ما كان لأحدٍ أن يُصدِّقها لولا أن سمعناها وشاهدناها بأعيننا..  
التسريبات فضحت قيادات الإخوان وكشفت للمُغيَّبين من أعضاء الجماعة أنهم كانوا مُنساقين انسياقًا أعمى خلف أصنام مكتب الإرشاد التى عبدوها.
اكتشفنا ألاعيب الإخوان، عبر تسريباتٍ حقيقيةٍ مُسجَّلةٍ بالصوت والصورة لوقائع التآمر ضد الجيش، والتعاون مع قوى إقليميَّة؛ لإنشاء ميليشيات مسلَّحة تابعة لهم، على غِرار الحرس الثورى الإيرانى، تكون بديلًا عن الجيشِ والشرطةِ، حيث فضحت التسريبات اتصالاتهم برئيس المخابرات الإيرانيَّة قاسم سليمانى، الذى حضر سرًا إلى القاهرة، مُنتحلًا صفة سائحٍ !!
التسريبات فضحت الوجه الحقيقى للتنظيم الإرهابى، وتحكُّم  «مكتب الإرشاد» فى قرارات وأحاديث وتحركات رئيس الدولة محمد مرسى..
التسريبات أبطلت مفعول موجة من لطمات حسابات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى قنواتهم المأجورة أيضًا، وأصابت الهاربين منهم بالرعب، فبدأوا يتساقطون، وأعادهم صقور المخابرات العامة، الواحد تلو الآخر، إلى مصر المحروسة؛ لينالوا جزاء الخيانة..
التسريبات وثَّقت جرائم الجماعة، وأنعشت ذاكرة المصريين بجرائمهم؛ حتى لا ينسوا تلك المؤامرات التى حِيكت منهم ضد الوطن..
نعم، التسريبات فضحت ما فى صدور الإخوان من غِلٍّ تجاه الجميع.


الاختيار قرار
مسلسل الاختيار أكَّد أن الدراما من أهم القوى الناعمة التى تُشكِّل وجدان الشعوب، حيث إن تلك الملحمة الوطنيَّة جسَّدت مُعاناة الشعب المصرى والتحامه فى مواجهة جريمة اختطاف الدولة، ومحاولة طمس الهُوية المصريَّة.. المسلسل بدأ عرض أجزائه فى شهر رمضان خلال العامين الماضيين، حيث تناول الجزء الأول بطولات الشهيد أحمد منسى ورفاقه من رجال قواتنا المسلَّحة الباسلة فى تطهير سيناء من الإرهاب والارهابيين، كما تناول الجزء الثانى بطولات رجال الجيش والشرطة فى مواجهة اﻷخطار التى تعرَّضت لها مصر، بعد سقوط حُكم جماعة الإخوان، عام 2013، مع التركيز  على أحداث فضِّ اعتصام «رابعة» المُسلَّح، وأحداث كرداسة الدمويَّة، أما الجزء الثالث، هذا العام، فجاء تحت عنوان «القرار»، ليُصبح وثيقةً لِما مرَّت به مصرُ من مؤامراتٍ فى السنوات العشر الأخيرة، وجاء بحقائق مُدوية؛ عبر تضمين المسلسل تسجيلات بالصوت والصورة تُمثِّل شهادةً دامغةً على دور «الإخوان» فى التوتُّرات الأمنيَّة، التى شهدتها مصر فى تلك السنوات الصعبة، وكيف أن هذه الجماعة الإرهابيَّة فُطرت على العنف منذ تأسيسها قبل 95 عامًا..
كل الشكرِ لكم طاقم عمل  وأبطال مسلسل «الاختيار»، فقد أمتعتونا، طوال شهر رمضان المُعظَّم، بتجسيد قضية وطنٍ كانت حاضرةً على موائد اللئام، وانتصرتم لشهداء ضحُّوا بدمائهم وبكل غالٍ ونفيسٍ، من أجل أن تحيا مصر، وعليكم أن تفخروا بأن إبداعكم أوجع وأحدث صراخًا، وزلْزل مضاجع أعضاء جماعة الإرهابيَّة، فى الداخل والخارج، فقد قدمتم لنا عملًا وطنيًا عبقريًا، سيبقى محفورًا فى ذاكرة مصر والمصريين

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة