خالد حمزة
وتأتيك الهزائم .. من داخلك !
الثلاثاء، 10 مايو 2022 - 10:35 ص
المهزوم من الداخل لا ينتصر أبدا، مهما كان لديه من الأسباب.
والمنتصر من الداخل سينتصر، مهما طال الزمن.
وعند الحيوانات .. تبلغ سرعة الغزال 90 كيلومترا فى الساعة، بينما تبلغ سرعة الأسد 60 كيلومترا.
ومع ذلك .. تقع الغزلان فريسة للأسود، ولا شيء يفسر ذلك .. غير الخوف.
فالأسود لا تفترس إلا الغزلان، التى تمكن منها الخوف من داخلها.
ومرة .. ضاقت نفس الشاعر السورى نزار قبانى، فكتب يائسا: الآن فقط أشعر بهزيمتى الداخلية . ثم أنشد شعرا:
بينى وبين سعادتى بحر عميق /
والناس حالوا بين قلبى والطريق
فلكم أعالجهم / وبى سقم الضياع
ولكم أنجيهم / وكنت أنا الغريق
فمن داخلك تأتى الهزائم .
وزمان .. كان للفيلسوف اليونانى سقراط طبيب حقود، استنكر على الملك إطلاقه لقب الطبيب الأول على سقراط منفردا.
سأله الملك عن طريقة يثبت فيها أنه أعظم، حتى يقوم بإطلاق اللقب عليه.
سأسقيه السم ويسقينى إياه، ومن ينجو بنفسه يكون صاحب اللقب .
وافق سقراط، وحدد الملك موعدا بعد أربعين يوما.
أحضر سقراط أحد مساعديه، وأمره بسكب الماء فى زجاجة، على مسمع من الرجل.
وفى اليوم المنشود .. ناول الرجل السم لسقراط، فأصيب بالحمى، ولكنه شُفى منه بعد علاجه.
ثم ناول سقراط خصمه قارورة السم، فلما تناوله، مات من فوره.
تعجب سقراط، وقال للملك:
لم أسقه إلا ماء عذبا، سأشرب منه أمامك.
أنا لم أقتله، لقد قتله وهمه وخوفه!