أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

حزب الله والذين معه

أسامة عجاج

الثلاثاء، 10 مايو 2022 - 07:47 م

 

مساء الأحد القادم، قد نكون أمام صورة جديدة للبنان، مختلفة تماماً، قد تخالف تنوعه المذهبى والدينى ودوره الحضارى فى المنطقة، حيث تشير كل التوقعات، إلى أن حزب الله وحلفاءه، حركة امل (الشيعية) والتيار الوطنى الحر (الماروني)، وعدداً ممن يدورون فى فلكه من نسبة محدودة من السنة والدروز، قد يفوزون بالاغلبية المربحة فى انتخابات مجلس النواب القادم، المكلف ايضا بتزكية مرشح لترؤس الدولة اللبنانية، ومرشح الحزب -حتى الآن- حليفه جبران باسيل المارونى صهر رئيس الجمهورية الحالي، كما ان رئيس الوزراء السنى لن يخرج عن احد المؤيدين لسياساته، وفقا للمحاصصة الطائفية، صحيح ان النتائج هى افراز للرغبات فى الصندوق، ولكنها ستتسبب فى المزيد من التعقيد للدولة، على اكثر من صعيد، على الداخل الذى يتحكم فيه حزب الله، ونجح فى ان يكون دولة داخل الدولة، يساعده فى ذلك ١٠٠ ألف مقاتل، بحسب الارقام التى اعلنها زعيمه حسن نصرالله فى أكتوبر الماضي، وخلال الحقب الماضية تحول الحزب من قوة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي، واستطاع - رغم وجود روايات مختلفة - إجبارها على الانسحاب من الجنوب، وتغول داخليًا، لدرجة سيطرته على العاصمة بيروت عام ٢٠٠٨، فقط لأن الدولة حاولت ممارسة دورها، فى انهاء وجود نظام اتصال خاص به، بعيدا عن سلطة الحكومة، ومن يومها أصبح يملك فيتو على أى قرار. 


اغلبية حزب الله وانصاره مرتبطة بالعديد من العوامل، منها قدرته على حشد انصاره، والتعامل مع المشاركة فى الاقتراع، على انها (تعبد) كما لو كانت (صلاة او صوماً وجهاداً)، وفقا لتصريحات قيادته، حيث يسيطر على كل اصوات الشيعة، بالاضافة الى اختراقه للطوائف الاخري، حيث لديه انصار من السنة، التى تعانى من تراجع حاد، حيث هناك دعوة للمقاطعة، بعد اعلان زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى تعليق عمله السياسي، وغياب أى قيادة تستطيع تجميع الطائفة، ومن الدروز باستثمار التناقض بين رموزه، كما ان مرشحى حركات التغيير، التى ظهرت فى اعقاب مظاهرات اكتوبر ٢٠١٩، لم تنجح فى تقديم نفسها بديلا للقيادات التقليدية.  


وبسبب أغلبية حزب الله ستتأزم علاقات لبنان العربية والدولية، وجلها قد تتقاطع مع سياسات الحزب، خاصة مع تشعب دوره الذى خرج من الساحة اللبنانية الى أخرى عربية، سواء فى سوريا او اليمن وفى دول خليجية مثل البحرين، كما ان الحكومة القادمة ستجد صعوبة فى التوصل، الى اتفاق مع صندوق النقد او الحصول على الدعم الاقتصادى الدولي. 


 وأخيرا، على العرب ألا يتركوا لبنان (لقمة سائغة) لحزب الله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة