الصحفية شيرين أبو عاقلة
الصحفية شيرين أبو عاقلة


حكايات| الصحفية شيرين أبو عاقلة.. مهنة البحث عن «الاستشهاد»

محمد رمضان

الأربعاء، 11 مايو 2022 - 03:52 م

 

أيام الصحفيين ومذكراتهم حُبلى بلحظات من التماسك أمام الكاميرات.. الانفجار من الداخل.. كتم صرخات الغضب.. يد تمسك بميزان الحقيقة.. عين ترصد وآذان تسجل وعقل يبدع ولسان ينطق وأقدام تهرول وراء المتاعب.. مهنة من أجل الإنسانية.

 

«اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان.. ليس سهلا ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم».. أنا شيرين أبو عاقلة.. سنوات من رحلة البحث عن الاستشهاد بين جدران فلسطين.

 

صحفية تحمل من روح الشباب قوتها في عمر الخمسين، دينها الوطن.. أمام كاميرا «الجزيرة» يحفظها وجهها مئات الملايين من العرب، وفي القلب منهم المصريون آمنوا برسالتها فحملت لهم من المحبة أضعافًا.. ولا تزال كلماتها ساخنة المعنى لم ينطفئ نور كلماتها: «ما في جمالك يا مصر».

 

حين فُتحت صفحة جديدة بيضاء في علاقات مصر وقطر لم تجد قناة الجزيرة وجهًا صادقًا مألوفًا للمصريين أفضل من «شيرين» لتقص شريط بثها المباشر الأول من نوعه منذ إنهاء عمل القناة رسميًا في العام 2013. 

 

11 مايو 2022.. رصاصة إسرائيلية غادرة استقرت في رأس الشهيدة شيرين أبو عاقلة خطفت عقول وقلوب الملايين ونقلتهم إلى مخيم جنين.. سقطت شيرين وطارت معها عشرات الإدانات الرسمية وخرجت لها جنازات شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

 

في القدس كان المهد لشيرين أبو عاقلة، في يناير/ كانون الثاني عام 1971، حيث تخرجت في مدرسة راهبات الوردية ببيت حنينا في المدينة المحتلة، قبل أن تحمل الجنسية الأمريكية.

 

مع انطلاقة مشوارها الجامعي درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، ثم اتجهت بعد ذلك إلى الدراسة الصحفية، حيث حصلت على بكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك الأردنية، وكان تخصصها في الصحافة المكتوبة.

 

لم تطق «أبو عاقلة» أيام الابتعاد عن القدس، فلبت النداء بعد تخرجها إلى الأراضي الفلسطينية، وعملت في عدة هيئات إعلامية من بينها إذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية، قبل الانتقال في عام 1997 إلى العمل بقناة الجزيرة الفضائية بعد عام من انطلاقها، حيث كانت من الرعيل الأول لمراسليها الميدانيين.

 

 

ظلت كلمات شيرين لسنوات طويلة رصاص مضاد في وجوه جنود الاحتلال.. حفظ الإسرائيليون وجهها عن ظهر قلب ولم تسلم من مزاعهم واتهاماتهم  بتصوير مناطق أمنية.. «كنت أشعر باستمرار أنني مستهدفة وأنا في مواجهة قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المسلحين».

 

رحلة شيرين أبو عاقلة في البحث عن «الاستشهاد» استقرت محطتها الأولى مع تغطيتها أحداث الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000 لكنها مرت بسلام ثم طارت إلى مخيم جنين وطولكرم عام 2002 لتغطي مجازر الاحتلال الإسرائيلي على أرضه، ثم الغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التي تعرض لها قطاع غزة.

 

ظلت كلمات أبو عاقلة أول صحفية عربية يسمح لها بدخول سجن عسقلان في عام 2005، حيث قابلت الأسرى الفلسطينيين الذين أصدرت محاكم إسرائيلية أحكاما طويلة بالسجن في حقهم.

 

وفي رحلة البحث عن الإنسان.. تحكي أبو عاقلة عن أكثر المشاهد التي أثرت فيها خلال زيارتها للسجن والاطلاع على أوضاع أسرى فلسطينيين، بعضهم قضى ما يربو على 20 عاما خلف القضبان.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة