آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

الدراما.. واستجابة الرئيس

آمال عثمان

الجمعة، 13 مايو 2022 - 04:52 م

 

استكمل الحديث الذى بدأتُه فى المقال السابق حول إحصائيات المنصات الرقمية، وعلاقة حجم المشاهدة بالمستوى الفنى والفكرى للأعمال الدرامية، وأن تلك الأرقام لا تعكس بالضرورة أهمية القضايا التى طرحها العمل الدرامى.

جاء مسلسل «فاتن أمل حربى» فى ترتيب متأخر عن أعمال أخرى فى بورصة الدراما، رغم أنه يطرح قضية من أخطر القضايا التى تهدد الأسرة والمجتمع المصرى، بعد ارتفاع نسب الطلاق لمعدلات مفزعة، ورغم تحفظاتى على بعض الجوانب الفنية التى خصمت من جودة العمل، إلا أنه عكس الواقع المؤلم الذى تعيشه مئات الآلاف من النساء، والصراعات المريرة التى تتكبدها كل منهن داخل أقسام الشرطة وأروقة المحاكم، برعاية قانون جائر وعاجز عن منحها وأبنائها أبسط حقوقها الإنسانية، وحمايتهم من أشباه الرجال!

وقد أسعدتنى الاستجابة السريعة من رئيس الجمهورية، وإعلانه تحرك الدولة الفورى لإعداد قانون أحوال شخصية جديد يحقق العدالة للجميع، وذلك من خلال مداخلة سيادته مع الإعلامية عزة مصطفى، وهذا ذروة النجاح للدراما ودورها فى تسليط الضوء على أخطر مشاكل وقضايا الوطن.

على الجانب الآخر يأتى مسلسل «بطلوع الروح» للمخرجة المبدعة كاملة أبو ذكرى، وأتوقف هنا أمام من يزعمون أن المسلسل يسيء للدين الإسلامى، ولكن بالله عليكم.. هل يسىء عمل درامى للدين الإسلامى وسماحته لأنه يكشف وحشية «الدواعش»، وما يرتكبونه من جرائم فى حق البشر؟ أم هؤلاء الدواعش الذين خرجوا علينا بخزعبلات عقولهم المسمومة وأفكارهم المريضة، بعد مقتل الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ليكفروها ويحرّموا الدعاء والترحم عليها؟ أليس من يسيء للدين الإسلامى أولئك الذين يظنون أنهم يمتلكون صكوك الغفران، ويحتفظون بمفاتيح الجنة والنار، ويسلبون حق إعلامية مناضلة فى الشهادة، بعد مقتلها أثناء تأدية عملها على أيدى جنود الاحتلال الإسرائيلى، فى جريمة نكراء هزت ضمير العالم؟! أليس من يتصورون أن عقيدة التكفير والكراهية والذبح والحرق هى دستور الحياة التى خلقها الرحمن الرحيم، هم من يسيئون لصورة ديننا الحنيف؟! وليس عملاً فنياً جسدت فيه المبدعة «منة شلبي» شخصية زوجة تقع أسيرة الدواعش باقتدار يجعلها تستحق بجدارة لقب أفضل ممثلة، وقدمت النجمة إلهام شاهين صورة للتعامل الشنيع مع سبايا «داعش» من النساء؟!
 أما المفاجأة حقاً فكانت مسلسل «مين قال» بطولة جمال سليمان وأحمد داش، واستحواذه على اهتمام شريحة كبيرة من الشباب، رغم أنه لم يظفر بحجم مشاهدة على المنصات، وهو يناقش قضية الصراع الفكرى بين الأجيال، وفرض الآباء اختياراتهم وسطوتهم على جيل اختلفت أفكاره وطموحاته وأحلامه، ورفضه لأمور كانت بمثابة مسلمات لدى الأجيال السابقة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة