القناطر الخيرية
القناطر الخيرية


حـدائق مصـر تتجمـل: شراكات مع الخبرات الأجنبية للإرتقاء بالحدائق لتضاهي نظيرتها العالمية

آخر ساعة

السبت، 14 مايو 2022 - 01:45 م

ياسمين عبدالحميد

تبحث مصر عن صناعة الجمال وإزالة القبح من كل شىء وتعد حدائقها العامة واحدة من الواجهات التي تعكس صورة هذا الجمال، ولذا وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقيام وزارة الزراعة بتطوير الأصول المملوكة لها من الحدائق والمتنزهات، خصوصًا تلك التى تقع فى نطاق القاهرة الكبرى، مثل حديقتى الحيوان والأورمان والأزبكية، وذلك بالشراكة مع الخبرات الأجنبية العريقة فى هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالإدارة والتشغيل، بهدف التطوير وتعظيم الاستفادة من تلك الأصول والارتقاء بها لتضاهى نظيرتها العالمية، وذلك بخلاف الحدائق المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة ألف فدان، والتى بلغت نسبة الإنجاز فيها حتى الآن نحو ٨١٪.

 

الدكتور محمد القرش، المُتحدث باسم وزارة الزراعة، أكد أنه سيتم استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية فى تطوير الحدائق، بحيث تحقق أكبر عائد ممكن، والارتقاء بها لتضاهى نظيرتها العالمية، مُشيرًا إلى أن الحدائق على مستوى العالم أصبحت مفتوحة أمام الجمهور، ومن ضمنها حدائق الحيوان، حيث أصبحت الحيوانات داخلها حُرة، وتعيش حياتها بشكل طبيعى، ويُشاهدها الجمهور وهى مُنطلقة بحرية من أماكن مُختلفة.

 

وقال القرش، إن مصر لديها حدائق تاريخية نباتية وحيوانية، أهمها داخل القاهرة الكبرى حدائق الحيوان والأورمان والأسماك، وكلها تحتاج إلى إعادة تطوير وتأهيل بعد أن تم إهمالها لفترات طويلة، رغم أنها تضم أفضل وأندر أنواع الزهور والأشجار.

 

وزارة الموارد المائية والرى، مُمثلة فى الإدارة المركزية للمتاحف والحدائق والأملاك، تُنفذ خطة لتطوير مُختلف الحدائق العامة التابعة للوزارة بمُختلف المحافظات، ومنها القناطر الخيرية والدلتا، والتى تُعد من أجمل الحدائق فى منطقة دلتا النيل، وتبلغ مساحتها نحو 68 فدانًا، إضافة إلى إنشاء عدد من المحال التجارية على الأسوار لتكون مصدراً للاستثمار، وتقوم الوزارة حاليًا بتطوير حديقه البحيرة وإنشاء سور حديقة النيل، وصيانة الحدائق المُطورة، وقياس التصرفات وتوزيع المياه وصيانة الشبكة الكهربائية، وإصلاح الأعطال ونظافة الشوارع، وأعمال المشاتل والصوب.

 

من جانبه، قال المهندس محمد الصادق، مدير عام إدارة الرى بالقناطر الخيرية، إنه يتم تنفيذ خطة مُتكاملة لأعمال تطوير كافة الحدائق، ومنها حدائق النيل بالمناشى، ومتابعة كافة التجهيزات لاستقبال المواطنين، بجانب تزويد الحديقة بالخدمات والألعاب الترفيهية للأطفال، وتجهيزها بفتح كافيتريات لبيع المشروبات والمأكولات لرواد الحدائق، وتجهيز شوارع الحدائق بالإنارة وسلال القمامة للحفاظ على نظافة الحدائق.

فى محافظة القاهرة، ووفقًا للواء محمد سلطان، مُدير الحدائق العامة بالمحافظة، فإنه يتم تطوير الحدائق العامة بالعاصمة، من خلال رفع كفاء النباتات وتزيينها بالإضاءة الحديثة لجذب المواطنين، لافتًا إلى أنه يوجد فى المحافظة 31 حديقة عامة يتم تطويرها حاليًا، من بينها حديقة الأندلس فى الزمالك، والتى تُعد واحدة من الحدائق التراثية الشهيرة فى القاهرة، وكذلك حديقة الطفل، المُقامة على مساحة ٢٠ فدانًا بمنطقة مدينة نصر.

 

وبحسب بيانات رسمية، فإن محافظة القاهرة تسعى للتوسع فى المساحات الخضراء التابعة لها بالحدائق العامة لتصل إلى 3.5 مليون متر، عبر 30 حديقة عامة تمتلكها المُحافظة موزعة على 38 حى سكنى، وتستحوذ المنطقة الشرقية على النسبة الأكبر من المسطحات الخضراء بـ65%، بينما المنطقة الجنوبية 24%، والمنطقة الشمالية 6.5%، والمنطقة الغربية هى الأقل بـ4.5%.

مُحافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، افتتح قبل فترة أعمال تطوير حديقة غرناطة بميدان روكسى بمصر الجديدة، بعد أن تم رفع كفاءتها وتركيب الأسوار الخارجية، وتقليم الأشجار، وتنسيق ووضع البرجولات الجمالية، والمقاعد حول الأشجار، ودهان الأسوار والبردورات، ورفع كفاءة الإنارة الداخلية والخارجية.

كما أن الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة بدأت فى تنفيذ خارطة تطوير حديقة ومنطقة الفسطاط بالكامل ضمن مشروع تلال الفسطاط، ويضُم مشروع تلال الفسطاط المساحات المحيطة بمتحف الحضارة المصرية بما فيها أرض حديقة الفسطاط وأرض نادى الأبطال وكذلك الأرض الفضاء على امتداد شارع الفسطاط حتى مسجد عمرو، وهو ما يحول شكل المنطقة بالكامل، ويشمل مخطط المشروع "حديقة تلال الفسطاط"، المُقرر إنشاؤها على مساحة 500 فدان فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية، لتحتضن متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص.

 

بعيدًا عن حدائق القاهرة الكبرى، وتحديدًا فى مُحافظة بورسعيد توجد واحدة من الحدائق التاريخية، والتى تُعتبر تجربة تطويرها نموذجًا لما يجب أن تكون عليه الحدائق العامة بمُختلف المحافظات، وهى حديقة فريال التى ظلت تُعانى الإهمال الشديد طوال السنوات الماضية، رغم موقعها المميز فى أرقى أحياء بورسعيد، وقرب المسافة بينها وبين المجرى الملاحى لقناة السويس، وأيضًا رغم أهميتها التاريخية فقد شهدت حفل افتتاح قناة السويس، الذى حضره ملوك وزعماء دول العالم، كما أن الحديقة يُحيط بها العديد من المبانى التراثية ذات الطابع المعمارى الفرنسى الذى تميزت به أغلب بيوت بورسعيد.

الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أعدت خطة لتطوير عدد من حدائق الحيوان فى محافظات الإسكندرية، والغربية، والفيوم، وأكدت الوزارة فى بيانات سابقة، الانتهاء من تطوير حديقة الحيوان فى الفيوم، بالتعاون مع القطاع الخاص، كما يتم العمل حاليًا فى تطوير حديقة الحيوان بالإسكندرية، وكذلك تطوير حديقة أنطونياس بالإسكندرية، وحديقة الحيوان بالغربية فى مدينة طنطا.

 

وفى محافظة بنى سويف، يتم تطوير حديقة الشلال، لتحويلها إلى مكان مُميز يرقى لاستضافة الفعاليات التى تنظمها المحافظة فى الأعياد والمناسبات الوطنية والقومية، حيث تم تصميم هيكل خرسانى للنصب التذكارى، وعمل الشدات الخشبية والتسليح للبدء فى أعمال الخرسانة، بالتوازى مع إعادة تصميم وتخطيط المساحات الفراغية والموقع العام والممرات الداخلية، وبدء أعمال التشجير والتجميل والدهانات، وتوصيل المرافق ورصف وتجديد السور، وغيرها من الأعمال الفنية والإنشائية.

 

من جانبه، تمنى الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، أن ترتفع أسعار تذاكر دخول المواطنين إلى الحدائق العامة، بصورة تُضاهى ما يتم تقديمه من خدمات، وحتى يتم زيادة تلك الخدمات وتحسينها باستمرار، بدلًا من إهمالها، لافتًا إلى أن ميزانية وزارة الزراعة المُخصصة لتطوير الحدائق لا تكفى لإدارتها وتطويرها بشكل جيد، مُشيرًا إلى ضرورة انضمام جميع الحدائق "النباتية والحيوانية" إلى هيئة مُتخصصة لإدارتها، وطرحها على القطاع الخاص لإدارتها بشكل جيد وتصبح شريكًا مع الحكومة فى تحقيق الفوائد والمكاسب من ورائها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة