خاطر عبادة
خاطر عبادة


دعاة فتنة وتطرف

بوابة أخبار اليوم

السبت، 14 مايو 2022 - 03:53 م

حينما قال الإخواني محمد مرسى للمشير الراحل حسين طنطاوى عام 2012 إن الموجة الحالية هى موجة إضرام نيران.. كان يقصد بالموجة الحالية بأن هناك مؤامرة وتوجه دولى حاليا لخلق حالة من الاضطرابات عن طريق العنف المسلح بالعالم العربى إبان ثورات ما يسمى الربيع العربى
وهو ما يفسر بأن التنظيم الدولى للإخوان كان أداة فى يد قوى خارجية وليس له انتماء وأنه الراعى الرسمى لجماعات الإرهاب.

وكشفت تسريبات أخرى أيضا لقيادات الإخوان بالصوت والصورة عرضها مسلسل "الاختيار ٣" عن ولع جماعة الإخوان بالسلطة وسعيهم للانفراد بالحكم وتجاوز مؤسسات الدولة والسيطرة على كل مفاصل الدولة وإقصاء باقى القوى السياسية؛ وهذا يتنافى مع الشعارات التى أطلقوها بأنهم حزب دينى إصلاحى لم يسعى للحكم ولا السيطرة، كما يظهر جهلهم بمفهوم الدولة بمحاولتهم تخطى جميع مؤسساتها.

كما يظهر جهلهم وتجاهلهم لإرادة الناس حينما قرر قطاع من الشعب انتخابهم كتجربة حكم فى إطار مفهوم الدولة والحفاظ على مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء ولكنه لم يكن ليقبل تجاوزها وتجبرها لتكون وصية على المسلمين بالباطل؛ وإن حدث فالعودة لميدان التحرير والقوات المسلحة مرة أخرى كما حدث فى يناير ٢٠١١

من الناحية البديهية.. إذا كان تمويلك من الخارج فإن انتماءك حتما يكون للخارج و لصاحب المال وهى الجهات الممولة لجماعة الإخوان المسلمين.. فكيف إذن يدعون الفضيلة ويخدعون الناس بإسم الدين ويصدعون آذاننا بإسم الحرية والنضال، وهم المنافقون حقا

والإخوان آلة كذب.. لا ننسى تحريضهم ضد الجيش والشرطة وبث الأكاذيب عن حدوث انشقاق فى صفوف الجيش حتى يعود مرسى للحكم وتكفير المسلمين فلعن المؤمن كقتله..وبعدها لم تتوقف الهجمات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء منذ عزل مرسى ..

 عمليا أن الشخص ااذي كذب مرة ومرتين يكتب عند الله كذابا ولا يمكن أن يصدقه الناس مرة أخرى حتى وإن أصاب مرة؛ لأن السرد كله يكون فى إطار التضليل فلا يؤخذ به.

فلم يتحمل الشعب نفاقهم أكثر من عام، لعنهم وضاق بهم ذرعا وانتزهت الملايين الغفيرة الفرصة للوقوف صفا واحدا فى الجانب الصحيح من التاريخ بلفظ أى جماعة تحاول الاستيلاء على الوطن أو خداع الناس بإسم الدين.. 

موجة إضرام نيران.. حينما أطلق المعزول تهديده بكل غرور.. وقتها كان الشعب يريد إعطاء الإخوان فرصة ويمتحن نواياهم الحقيقة، ولكنهم صوروا للناس أن ذلك منحة إلهية وكأن الحكم اصطفاء من الله فى رأى تلك الجماعة الضالة

من لطف القدر.. ان خرج الشعب ضد حكم الإخوان فى الوقت المناسب لأن استمرارهم كان يعنى حربا أهلية باستغلال "موجة إضرام النيران" فى المنطقة وجلب المزيد من المسلحين لمواجهة الجيش الوطنى 

 الجهات الممولة والفاعلة لصنع القرار السياسى داخل تنظيم الإخوان الدولى بالخارج شاركت مع عدة قوى إقليمية ودولية فى تبنى مشروع سياسى تدميرى لعدة دول عربية كان ظاهره الإصلاح والثورات البيضاء وباطنه يحمل كل حقد ودمار لدول الاسلام من خلال التحريض على الثورات الملونة وإحداث أكبر فتنة فى العصر الحديث امتد أثرها لتلتهم نيران الوحدة الوطنية والانتماء للأوطان واستغلال المساجد أسوأ استغلال

لم يصبر الشعب المصرى بوعيه وحدسه وفطنته على جهلهم أكثر من عام.. الدين المعاملة وليس مجرد شعارات وأحاديث.. الدين يوحد ولا يفرق وهو إنكار الذات وبذلها فى سبيل الإنسانية.. ولكن ما اكتشفه الناس فى هؤلاء هو النفاق، وادعاء الشرف لمن ينتمى أو يؤيد قرارهم السياسى فقط أما باقى المسلمون فى نظرهم فكانوا يصورونهم على أنهم مسلمون درجة ثانية أو إما أعداء لو خالفوهم الآراء.. فظهرت فتنة عظيمة زادت الناس تمسكا بضرورة نبذ جماعة الإرهاب.

هل أرادت القوى الاستعمارية التى وقفت خلف الإخوان لهم النجاح؟ أم أنها ارادت صعودا مؤقتا لإحداث صدام وفتنة وصراع مسلح أو حروب بين السنة والشيعة فى بعض البلدان.. وتلك هى السياسة التى دأبت الولايات المتحدة وقوى الغرب على انتهاجها منذ حرب العراق عام 2003 وأسفرت عن تنامى قوة إيران الإقليمية على حساب الدول العربية السنة، ثم صعد تنظيم ما يسمى بحزب الله اللبنانى بعد حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 أسفر عن مقتل آلاف المدنيين فى لبنان وعشرات من مقاتلى التنظيم، فيما فسره الخبراء على أنه اتفاق سر  بين الكيان الصهيونى والتنظيم الشيعى ليكون جماعة مسلحة فوق الدولة والذراع المسلح لإيران فى المنطقة.. ليصبح شعار الواقع الجديد هو الصراع الطائفى بين السنة والشيعة وليس موجها لإسرائيل.. وهو نموذج كان جليا فى الحرب السورية واليمن.

تشويه معنى الدين والجهاد والمعارضة في الإسلام .. كانت حيلة الاستعمار لاختراق الصف واختراع وحش إسمه جماعة الإخوان.. النتيجة: نشر الكراهية والفتنة وتكريس الانقسام بين الناس تسييس الخطب واستغلال الدين .. ظهور طبقة تجار الدين بدلا من دعاة الدين والخير

لم يكونوا دعاة دين.. ولم تصرف أموالهم فى سبيل الدعوة ولا الزكاة ولا الصدقات وإنما لتخريب الاقتصاد ونشر الشائعات والأكاذيب ورعاية الإرهاب

والدليل على نفاقهم أيضا.. كانت أول خطايا حكمهم والتى تسببت فى نفور الناس منهم وكراهيتهم الشديدة لهم.. هى اختطاف المنابر واستغلالها وتوجيهها لمصالحهم السياسية الدنيوية والهجوم على من يخالفهم، فكانت النتيجة تشويه صورة الدين الحنيف ثم نبذ الناس تلك الجماعة المتعصبة التى استغلت جهل وانتهازية بعض المسؤولين عن المساجد.

فكلما ارتقت المنابر عن الأهواء الشخصية والسياسية والجدال.. وتنزه الدين عن استغلال البشر .. وحسنت النوايا والمقصد.. تسود الراحة النفسية والاطمئنان ويتحقق النفع ويصل مفهوم الدين بصورته الصحيحة الحنيفة للناس.. لكن هؤلاء لم يحترموا أو يعظموا حرمة المساجد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة