محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب..السياحة العربية بين " الازدواجية " والتحذير القادم من دبي !

محمد البهنساوي

السبت، 14 مايو 2022 - 08:06 م

 

الدول العربية عامة وفي القلب منها دول الخليج تعد أحد أهم الأسواق المصدرة للسياحة حول العالم , وتبذل الدول السياحية الكبرى جهدا مضاعفا للحصول على نصيب قوي منها ,

ومصر ليست ببعيد عن تلك الجهود , بل والمفترض أن تنال الأسواق العربية جهدا مضاعفا من الترويج والتنشيط السياحي المصري

 وعندما نتحدث عن العلاقة بين السياحة المصرية والأسواق العربية يجب مراعاتة عدة نقاط مهمة أولها أنه من الخطأ التعامل مع السياحة العربية بمبدأ " جاية جاية " , فالتنافس الدولي عليها يفرض مزيدا من الجهد المصري للحصول علي نصيبنا العادل والمستحق من الأشقاء , كما يجب أن نراعي التحولات بالأسواق العربية عامة والخليجية بشكل خاص ,  فلم تعد تلك الأسواق تعتمد فقط على الزيارات الصيفية الإعتيادية للقاهرة والٍإسكندرية بعيدا عن السياحة الثقافية والأنماط السياحية بالبحر الأحمر , فهناك ملايين الشباب العاشقون للغوص والسفارى وآلاف الأسر العربية  المقبلة بشغف على زيارة منتجعات جنوب سيناء والبحر الأحمر , وثالث تلك القواعد إدراك أن السياحة العربية لم تعد بمفهومها السابق القاصر فقط على دول الخليج بل امتد منذ سنوات ليشمل تقريبا كل الدول العربية من الخليج للمحيط بإقبال ومفهوم سياحي جديد , ولنقف عند أرقام مثل زيارة مليون جزائري لتركيا في شهور قليلة بفضل تسهيلات بالتأشيرات , ولنراقب الحركة الخارجة من تونس والمغرب وحتى اليمن ولبنان وسوريا رغم أزماتهم

من هنا جاء الاهتمام الذي توليه المقاصد العالمية للدول العربية كافة , كم تكتسب الأسواق العربية أهمية إضافية خاصة لمصر لعدة أسباب منها شغف الأشقاء جميعا لزيارة كافة المنتجعات المصرية , وسهولة تحقيق طفرة في الحركة العربية ببعض الجهد والتسهيلات , ناهيك عن أن السياحة العربية مازالت هي الأكثر إنفاقا وبفارق كبير عن باقي الأسواق كما لازالت الملاذ الآمن للسياحة المصرية في كافة أحوالها

 

مزيد من الجهد والتسهيلات

 

ندرك بالطبع الجهد الذي تبذله وزارة السياحة والآثار والتسهيلات الكبيرة التي تم منحها مؤخرا لعدة أسواق عربية , لكن وبصراحة لازال هناك قصور من الجميع بهذا الملف ولا زلنا بحاجة لمزيد من الجهد والتسهيلات , وحتى لا يكون كلامنا مرسلا أو نظريا , نتوقف عند أحدث الأمثلة والبراهين علي كلامنا , المشاركة المصرية بملتقى السفر العربي بدبي من 9 إلى 12 مايو الحالي , ومن خلال رصدنا لتلك المشاركة و متابعتنا لأخبار الملتقى الحدث السياحي العربي الأهم . ومن خلال تلقينا آراء وتحليلات بعض الخبراء المصريين الذين شاركوا بفعاليات الملتقى ومنهم ناصر تركي نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية وهشام إدريس عضو غرفة الشركات ومحمد عيد سليمان مسئول التسويق بأحد العلامات الفندقية المصرية الكبيرة نستطيع رصد بعض الملاحظات المهمة

رغم التراجع الذي يراه البعض في دور المعارض السياحية الدولية , بل وتوقف بعضها بمنطقتنا وفي مقدمتها بورصة السياحة المصرية , لازالت بورصة دبي الحدث السياحي الأهم وتزداد أهمية وإقبالا سنويا مما يدفعنا لمراجعة توقف بورصة السياحة المصرية وتعلم الدرس من التسهيلات والاهتمام الذي توليه دبي لإنجاح معرضها

هناك مشاركة واسعة للمنتجعات المصرية من كافة المناطق السياحية , ورغم أن المشاركة الواسعة تؤكد أهمية الملتقى لكن هناك علامة استفهام تكشف حقيقة تلك الأهمية , ففي كل المعارض الكبرى خاصة الأوروبية والروسية والأوكرانية يتواجد كبار المستثمرين المصريين بأنفسهم , لكن في ملتقى دبي يكتفون بسفر موظفيهم ويغيبون هم عن المشاركة !! , وربما يفسر هذا غياب الشراكات الكبيرة بين السياحة العربية والمصرية

وعلي المستوي الرسمي نجد مصر ممثلة ومشاركة وبقوة في كل فعاليات وندوات وأحداث علي هامش البورصات الدولية الكبرى خاصة لندن وميلانو وبرلين وغيرها سواء متحدثين أو قضايا وأفكار , وهذا للأسف لا يتحقق بملتقى دبي وتغيب مصر و أفكارها عن أجندة مؤتمرات وندوات الملتقى التي تخلو من أسم أي خبير سياحي مصري رسمي أو من القطاع الخاص وهذا لا يتسق كون مصر أهم الأسواق السياحية بالمنطقة .

ونأتي للجناح المصري لنجد أيضا بعض جوانب القصور أو التقصير التي يجب تفسيرها , فمنذ سنوات وأنا أتابع شكوى القطاع السياحي من موقع وتصميم الجناح المصري بالملتقى , وللأسف كتبنا عدة مرات عن أن الجناح المصري عنوان للسياحة المصرية ونعتاد على حصوله علي المركز الأول كأفضل جناح بكبري المعارض الدولية , لكن الأمر مختلف مع ملتقى دبي , وأطالب عمرو القاضي رئيس هيئة تنشيط السياحة الذي رأس الوفد المصري بالملتقى التحقيق في هذا الأمر , وهل مكان الجناح محل الشكوى السنوية مسئولية الهيئة , بالتأكيد التصميم مسئوليتها فلماذا تكرار الشكوى من التصميم والمكان ؟!

وبكل أسف كيف للجناح المصري ألا يكون محط اهتمام وأنظار جميع زوار الملتقى ؟ وهنا نشير لعلامة الاستفهام الدائمة بغياب الفعاليات الفنية عن الجناح المصري , فإذا كان الفن المصري الأقوى والأكثر تأثيرا بالمنطقة وكذلك الرياضة والغناء وغيرها الكثير , وإذا كان الملتقى يقام بدولة عربية وجميع رواده من الاشقاء العرب فلماذا يغيب النجوم التي يعشقها العرب وتغيب كذلك الفعاليات الفنية والفلكلورية القادرة على جذب جميع زوار الملتقى للجناح المصري ؟ وكذلك شبه غياب للحملات والأدوات الترويجية والتنشيطية عن الجناح المصري , كلها علامات استفهام تحتاج إجابة ووقفة

 

وتبقي وقفة نهائية 

 

هناك جرس إنذار شديد للسياحة المصرية من ملتقى السياحة العربية بدبي . بالطبع كل ما سبق جرس إنذار , لكن هناك غيرها الكثير , في مقدمتها أن هناك دول عربية مجاورة قادمة وبقوة إلى المنافسة السياحية والحصول على جزء من الحركة الوافدة للمنطقة وتستعد لتحقيق ذلك بأدوات ترويجية وإنفاق ضخم على حملات الترويج , نتمني لتلك الدول الشقيقة التوفيق بالطبع لكن لابد من أن نستعد للمنافسة وبقوة حتى لا نخسر جزء من حصتنا المقبولة من الحركة الوافدة للمنطقة كما لابد من بدء التنسيق المشترك مع هؤلاء الأشقاء حتى يجني الجميع ثمار التعاون المشترك

واشير الى ما ذكره الصديق الخبير السياحي محمد عيد سليمان عن ملاحظاته العامة للملتقى عن مستقبل السياحة وأن جناح التكنولوجيا وشركات التجارة الإلكترونية ومواقع الحجز الالكترونى وتسويق المقاصد السياحية على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من أهم الأجنحة في المعرض لكونها مستقبل السياحة الحالى والقادم بقوة بنسب عالية جدا قد تخلق أزمات لدى شركات السياحة التقليدية إذا لم تلحق بركب التطور .كما أشار الي أهمية البلوجرز Travel Blogger والذين أصبحوا من أهم وسائل الترويج للمنتجعات والمقاصد السياحية والمقارنات ليست فقط على جودة المحتوى ولكن أيضا على أرقام المتابعين بالملايين مما يهدد الشكل التقليدى لما يسمى Media Fam Trip

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة