حوادث طعن في شوارع باريس
حوادث طعن في شوارع باريس


حالة استنفار دائم في الشرطة الفرنسية بعد حوادث الطعن المتكررة في باريس

أخبار الحوادث

الأحد، 15 مايو 2022 - 04:19 م

كتبت: مي السيد

استمرارا لهذا المسلسل الذى لا ينتهى، شهدت فرنسا الأسبوع الماضى حوادث طعن جديدة، والذى بدأ يشتد وتيرته منذ ما يقرب من 7 أعوام، عقب الهجوم الدامى الذى تبناه التنظيم الإرهابي داعش عام 2015 وأدى لسقوط 130 قتيلا و350 جريحًا، ومنذ ذلك الوقت، ولم تهدأ شوارع باريس، وما بين الحين والحين تطفو حادثة تؤرق الأجهزة الأمنية.

 

منذ أيام لفظ شاب فرنسى أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى بعد أن أطلقت قوات الشرطة النار عليه، عقب تهديده لهم بسكين فى منطقة بلوا وسط فرنسا، وقال المدعى العام إنه تم إجراء تحقيق أولى اوضح أن المهاجم كان يتجول فى شوارع بلوا مسلحا، وطلبت منه قوات الشرطة إلقاء السكين ولكن دون أى استجابة.


كان المتهم يقف أمام دار للمسنين، ورفض الاستجابة لمطالب الأمن، بل وتوجه نحوهم لتهديدهم، وهنا استخدمت الشرطة صاعقًا كهربائيًا لردعه ولكنه استمر فى التقدم نحوهم، وطبقا لبيان المدعى العام أن الشرطى استخدم صلاحيته ضد الشاب المغربى دفاعًا عن النفس وأطلق 4 طلقات نارية أرداه قتيلاً.

 

لم يتم التعرف على الدوافع وراء تصرف الشاب المغربى البالغ من العمر 26 عامًا، الذي تبين أنه حضر إلى فرنسا بتأشيرة طالب منذ عدة أشهر، ولم يكن له أى  سجل إجرامى ولا أى مطالب سياسية أو دينية لمعرفة سبب تجوله فى الشوارع حاملا ذلك السكين، ومازالت التحقيقات جارية لمعرفة دوافع الواقعة.


جريمة طعن أخرى شهدتها شوارع فرنسا، ولكن تلك المرة بمدينة نيس جنوب البلاد، عندما أقدم مواطن فرنسى على مهاجمة قس داخل كنيسة، وطعنه بسكين بصورة مفاجئة، وهو ما أحدث ضجة على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى، الأمر الذى دفع وزير الداخلية شخصيًا التحدث فى الأمر.

 

حيث شرح وزير الداخلية الفرنسية جيرالد درامانان تفاصيل الواقعة لوسائل الإعلام وأكد؛ أن المهاجم فرنسى الجنسية عمره 31 عاما، ووصفه بأنه مضطرب نفسيًا، وليس لديه أى سجل إجرامى، وليس هناك ما يدعو للاشتباه فى أن دوافع الهجوم إرهابية أو سياسية، لافتًا أن الشرطة ألقت القبض على المهاجم، أما عن المجنى عليه أكد وزير الداخلية؛ أن القس يدعى الأب كريستوف تعرض للطعن عدة مرات فى كنيسة سان بيير دارين فى نيس، ولكن حياته ليست فى خطر، وأضاف؛ أن راهبة تدعى الأخت مارى كلود أصيبت فى ذراعها عندما انتزعت السكين من المهاجم، بعد أن تدخلت بشجاعة غير عادية بينما كان المهاجم يسدد الطعنات للأب كريستوف.

 

هاتان الحادثتان فتحتا الحديث عن أشهر حوادث الطعن التى تعرضت لها شوارع فرنسا، والتى كان أشهرها على الإطلاق مقتل شرطية فرنسية على يد شاب تونسى الأصل اقتحم مركزًا للشرطة بالقرب من أحد القصور التاريخية على مشارف باريس وتم اعتقال العديد من الأشخاص على خلفية الحادث الذى تابعه غالبية الفرنسيين والمجتمع الأوروبى.

 

تفاصيل الواقعة كما ترويها تحقيقات الشرطة؛ أن الشرطية وتعمل موظفة إدراية تبلغ من العمر 49 عاما، كانت تمارس عملها بطريقة عادية داخل مركز شرطة ببلدة رامبوييه الهادئة جنوب غرب باريس، عندما فوجئ الجميع بدخول مسلح يحمل سكينًا لمركز الشرطة بطريقة خاطفة و ذبح الموظفة أمام الجميع مرددًا كلمات لها علاقة بآرائه الدينية.

 

فرضت الشرطة على الفور طوقًا أمنيًا على المنطقة بعد واقعة الطعن، ولم يتمكن الجانى من الفرار عقب الواقعة، بل حاول طعن شرطى آخر، إلا أن القوات أطلقت النار عليه فأردته قتيلا فى موقع الحادث، وفتشت الشرطة منزل المهاجم، الكائن فى رامبوييه أيضا، واعتقلت السلطات ثلاثة أشخاص على صلة بالتحقيق.

إرهاب

طابع الجريمة الإرهابى جعل أرفع المسئولين فى الحكومة يتوجهون إلى موقع الحادث برفقة وزير الداخلية مصرحًا بأن أصابع الإرهاب وراء الواقعة، وأن الشرطة هي رمز الجمهورية فى فرنسا، ويتم استهدافها لأنها وجه فرنسا والحكومة عازمة على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله.

 

تلك المنطقة بالتحديد كما تقول سجلات الشرطة؛ شهدت أيضا من قبل هجومين وحشيين باستخدام سكين على موظفين عموميين، إذ قطع رأس معلم على يد متطرف شيشانى، ووقع حادث طعن مميت لزوجين من عناصر الشرطة فى منزلهما على يد فرنسي كان بايع تنظيم داعش الإرهابى.


حادثة طعن أخرى تمت داخل أروقة مركز للشرطة ولكن تلك المرة وسط العاصمة باريس نفسها، ورغم أن الجانى فيها تمكن من قتل 4 من رجال الشرطة دفعة واحدة، إلا أن الشرطة لم تعلن التفاصيل الكاملة وجعلت الأمر فى طريق النسيان بعد أن تم الكشف عن هوية الجانى.

الجريمة كما كتبت عنها وسائل الإعلام الفرنسية بدأت بعد منتصف الليل، عندما تسلل ضابط شرطة إلى مقر عمله داخل المركز الأمنى الرئيسى فى وسط باريس، وفى غفلة من الجميع باغت 4 من زملائه وطعنهم واحدًا تلو الآخر بدون رحمة ولا تردد، ولكن عقب محاولته للفرار أطلق ضباط آخرون النيران عليه وتمكنوا من قتله .


تم إغلاق الموقع على الفور، وجميع محطات القطارات القريبة من الحادث وعندما دب الرعب وانتشرت الشائعات فى المنطقة فوجئ الجميع بمكبرات الصوت المتواجدة بقصر العدل بالقرب من المركز الأمنى تبث تحذيرات للمواطنين وتعلن حدوث هجوم على موقع الشرطة، ولكن الوضع تحت السيطرة.

أيضا فى باريس كان الموعد مع حادثة طعن أخرى بسكين، وهذه المرة أمام مقر مجلة شارل ابدو الفرنسية، صاحبة الرسوم المسئية للرسول الكريم، حيث كان رجل باكستانى قد عقد العزم على تنفيذ عملية الطعن من أجل الانتقام من العاملين بالمجلة، وهو ما تسبب فى قتل أحد الأشخاص تابع للسلطة، ورغم تمكن مرتكب الحادث من الفرار، إلا أن الشرطة تمكنت من القبض عليه واعتبر وزير الداخلية الحادث عملا إرهابيا مسلحا واضحا، وتم القبض على 6 أشخاص على صلة بالجانى الذى تعرفت الشرطة على هويته ويبلغ من العمر 26 عاما، وأمام جهات التحقيق اعترف المشتبه به بتنفيذ الهجوم لأسباب دينية.


وأكدت التحقيقات؛ أن الجانى وصل باريس عام 2018 قادمًا من باكستان وتنقل بين عدد مناطق التى تقطن بها الطبقة العاملة من المهاجرين من شمال أفريقيا وباكستان، حتى استقر مع العديد من الباكستانيين فوق أحد البارات، وقبل الهجوم بث فيديو له أكد خلاله أنه يسعى للإنتقام من شارل إبدو لنشرها رسوم كاريكاتورية للرسول الكريم.

وشهدت مدينة ليون الواقعة جنوب شرق فرنسا حادثة طعن لم تختلف عن مثيلتها، حيث كانت السكين هى الأداة الأساسية المستخدمة فى الحادث، وذلك عندما أقدم مسلح على طعن المواطنين فى شارع شهير وسط المدينة، وقالت الشرطة إنها تمكنت من القبض على الجانى قبل محاولته الفرار.

 

أفادت الشرطة بعد إجراءها للتحريات؛ أن المتهم  سوداني فى الثلاثين من عمره، كان قد قدم طلب اللجوء السياسي، ويوم الجريمة توجه المتهم إلى شارع «رومان سيريزير» الرئيسى وسط المدينة، ودخل  محل تجارى حيث طعن عددا من الضحايا، ثم خرج إلى الشارع واستمر فى طعن المواطنين.. كانت نتيجة الحادثة سقوط قتيلان و7 جرحى، وحاول الهروب ولكن أفراد الأمن قاموا بتتبعه حتى تمكنوا من القبض عليه فى منتصف الليل.

 

كان لداعش بصمة فى عدد من تلك الوقائع والجرائم التى كانت تتم علنًا أمام الناس فى الشارع، كان من أهمها قيام رجل مسلح بسكين بمهاجمة عدد من المارة فى ضاحية «تراب» غربى باريس، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح، قبل أن تقتل الشرطة المهاجم بالرصاص، وأعلن من ناحيته تنظيم «داعش» الإرهابى تبنيه الهجوم.


وأيضا أعلن التنظيم الإرهابى مسئوليته عن هجوم بسكين بالعاصمة الفرنسية نفسها، أدى إلى إصابة 4 أشخاص بطعنات مختلفة فى الجسد، وتمكنت الشرطة الفرنسية من قتل منفذ الحادث بالرصاص، وأيضا كان داعش مسئولا عن هجوم نفذه أحد أفرادها داخل محطة سان شارل للقطارات بمدينة مرسيليا الفرنسية أسفر عن مقتل اثنين وقامت الشرطة بقتل الجانى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة