جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

لماذا تستمر ظاهرة «المستريح»؟!

جلال عارف

الإثنين، 16 مايو 2022 - 06:30 م

منذ عقود ونفس القصة تتكرر دون تغيير إلا فى التفاصيل الصغيرة والأسماء. منذ أن ظهر وباء شركات توظيف الأموال فى الثمانينات وحتى آخر «مستريح» تم القبض عليه يستمر مصنع إنتاج «المستريحين» فى العمل بنشاط كبير، وتستمر الظاهرة تكرر نفسها بين نصب واحتيال فى ناحية.. وطمع أو غفلة فى جانب آخر!

تصورنا حين تم ضرب شركات النصب العالمية الشهيرة بشركات توظيف الأموال أن الدرس كافٍ لإغلاق الصفحة. لم تكن المعركة سهلة ضد شركات ارتدت ثوب التدين الكاذب واستخدمت رموزه وسيطرت على سوق المال، ونشرت فساداً هائلاً وجمعت المليارات وبددتها قبل أن يفتضح أمرها. كان الدرس قاسياً وكافياً ليتعلم الجميع. ولكن ها نحن بعد كل هذه العقود نجد الظاهرة مازالت حية، والقصة تتكرر وإن كانت بصورة أصغر من بلاوى الريان وأشباهه فى عالم الاحتيال.

ظروف المجتمع الآن تحتاج منا لأن نتعامل مع الأمر بصورة أكثر جدية، وأن نجد إجابة لأسئلة عديدة لابد أن تكون حاضرة لا ينبغى التوقف فقط عند الجانب الجنائى والإمساك بالنصابين وعقابهم. التعامل مع الأمر كظاهرة مجتمعية ضرورى. سهل أن نختصر الأمر فى النصب من جانب المستريح، والطمع من جانب الضحايا أو الغافلين، لكن ذلك لا يؤدى إلا استمرار المناخ الذى يعيد إنتاج الظاهرة ولو بعد حين!
 هناك أسئلة إجبارية لابد من إيجاد الإجابة عليها.

فما الذى يدفع الناس إلى إعطاء شقا العمر لنصاب رغم كل التحذيرات على مدى السنين؟ وهل يمارس «المستريح» نشاطه فى الخفاء أم فى العلن وبصورة تدفع للتساؤل: أين الأجهزة المحلية من كل ذلك؟ ولماذا لا تتحرك إلا بعد وقوع الكارثة؟.

والأهم من هذا هو: كيف نترك كل هذه الأموال تذهب لجيوب المحتالين بدلاً من أن تكون جزءاً من تنمية يحتاجها المجتمع؟ وكيف نوجه كل جنيه نستطيع توفيره للاستثمار المنتج بدلاً من الجرى وراء أوهام الثراء بلا مجهود التى تنتهى ـ فى الغالب ـ مع مستريح جديد وضحايا جدد؟.

القضية الأساسية هى أن ننشر ثقافة الإنتاج، وأن تتحول كل أجهزة الدولة إلى خلايا عمل توجه مدخرات المصريين لإقامة المصانع والمزارع وورش الإنتاج بدلاً من طريق الغفلة الذى يقود إلى باب «المستريح» المفتوح دائماً لاستقبال الضحايا الجدد!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة