مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

يا أستاذ رجب كفانا نقلاً

الأخبار

الثلاثاء، 17 مايو 2022 - 07:47 م

 تلقيت بالبريد الإليكترونى تعقيبا على مقال «ملعوب فى دماغهم» والذى تناولت فيه كيف تم غسل دماغ ألوف الشباب واللعب بعقولهم وإقناعهم بأن تفجير أنفسهم وقتل الآخرين هو عين الجهاد فى سبيل الله اعتمادا على بضعة أحاديث مكذوبة ومنسوبة ظلما وافتراء لأشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم، وبعد أن كررت ما سبق أن طالبت وطالب به غيرى من حتمية قيام الجهات المختصة بمراجعة شاملة لجميع كتب التراث لتنقيتها من الروايات الموضوعة والتى تتناقض جملة وتفصيلا مع نصوص القرآن الكريم، فقد أرسل لى الأستاذ رجب الصاوى موضحا أن الأحاديث محل الاعتراض المعنى فيها واضح ولكن لأنها لا تعجب البعض فيفسرونها على هواهم وحسبما يرونه.. 


 وحتى لو تمت تنقية كتب التراث (والتى يؤيدها من حيث المبدأ) فهؤلاء لن تتغير أفكارهم لأنهم لا يشهدون بالحق ولا يجيدون إلا التحامل على الأزهر الشريف».. وبالرغم من أنى قد رددت على الأستاذ رجب بالإيميل إلا أننى أزيد هنا مستشهدة «بشاهد من أهلها» وهو الدكتور تامر خضر مدرس التفسير بجامعة الأزهر، فقد أقر واعترف  ومن خلال حديث صحفى أدلى به لصفحة الجمعة الأسبوعية بجريدة الأخبار أن كتب التفاسير القديمة بها بالفعل الآراء والأقوال التى تحتاج الى تنقية وتنقيح بسبب ما بها من دخيل ومدسوس، ومنها من وضع الوضاعين وقصص المغرضين وإخبار الكارهين للدين، ولذا وجبت تنقية كتب التراث من مثل هذه الآراء والأقوال لأن الكارثة الكبرى أن البعض صار يتخذ منها دينا ويؤمن بصحتها ويسعى لنشرها بكافة السبل اللين منها والعنيف، وهناك من يتلقفها منه بغية التشويه والتضليل، الأمر الذى جر وبالا على وبال على الدين الإسلامى بسبب هذه الروايات الدخيلة والموضوعة وبالتالى كان سببا للكثير من حالات الإلحاد أو الارتداد على مدى أزمان..

أما لو سألتنى يا أستاذ رجب عن أنسب طريقة لإجراء تلك المراجعة فالحقيقة لن أجد أفضل مما اقترحه المفكر الإسلامى المستشار أحمد ماهر فى هذا الصدد فلا بد من مراجعة مفتوحة ومواجهة علنية تذاع علينا وعلى العالم كله تليفزيونيا وبشكل يومى ولفترة لا تقل عن سنة كاملة يقوم بها مشايخنا الأجلاء المحترمون من كافة المؤسسات الدينية المختصة لمناقشة كافة الأحاديث المكذوبة والبرهنة على كذبها بتناقضها المفضوح مع النص القرآنى المقدس، وبالتالى فليست هناك أى مشروعية للأحكام الفقهية المترتبة عليها والتى أريقت بسببها دماء الملايين من الضحايا سواء من المسلمين أو من غير المسلمين.

ولنكتف إلى هذا الحد بالنقل عن الأوائل دون إعمال للعقل ولنهدم جدار الخوف من السقف الذى صنعناه بأيدينا وحكمنا على أنفسنا بعدم تجاوزه أو اختراقه ولنخرج من السجن الفكرى الذى وضعنا أنفسنا فيه طواعية إلى أفق فكرى واسع ورحب يقدم لنا تفسيرا عصريا كما قال الدكتور تامر جامعا مختصرا بما لا يخل بمعنى ولا يتسع لمعانٍ تذهب بالقارئ إلى غير المراد، خاصة بما يتطلبه العصر من سرعة فى تقديم المعلومة ودقة فى معناها بما لا يجعل الذهن شاردا بأى لبس أو إشكال يدخل قارئ التفسير فيما لا يحسن فهمه من دقائق اللغة أو بدائع الأسلوب..

الخلاصة عزيزى القارئ أنه آن الأوان لنبدأ فيما تأخرنا فيه قرونا وهو وضع كتب التراث فى ميزان المنهج العلمى وفق مراد الله سبحانه وتعالى ولنجعل من القرآن الكريم معيارا ثابتا لمعايرة جميع كتب التفاسير والفقه عليه فما وافقه فهو دين حتما وحقا وصدقا وما لم يوافقه فهو ليس دينا وإنما مذاهب وعصبية علينا أن نبرأ منها إلى الله..          

 
ما قل ودل:


 يستفزونك ليخرجوا أسوأ ما فيك ثم يقولون لك هذا هو أنت.. أيوه يا سيدى أنا وآدى امضتى أهى..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة