جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

العالم يعانى.. وسوق السلاح يزدهر!!

جلال عارف

الأربعاء، 18 مايو 2022 - 05:59 م

 

وحدها صناعة السلاح وتجارته تعيش أياماً ذهبية فى ظل حرب أوكرانيا. الأزمات تحاصر العالم والتراجع الاقتصادى هائل فى كل بقاع الأرض. الأسعار تلتهب فى كل السلع الأساسية. البترول يقفز لمستويات لم تبلغها الأسعار منذ سنوات.

والأخطر فى المواد الغذائية حيث لا يقتصر الأمر على القفزات الكبيرة فى سعر القمح والذرة والشعير وغيرها، وإنما فى النقص الهائل فى المعروض الذى يهدد شبح المجاعة العديد من الدول الفقيرة.

وسط كل ذلك، تنتعش صناعة السلاح وتروج تجارته بدرجة هائلة، ويجد «لوبى» السلاح القوى فى استمرار الحرب فرصة لا تعوض لمضاعفة الأرباح وانتعاش الصناعة الأقوى والأكثر تأثيراً. تتدفق الأسلحة على أوكرانيا من أمريكا وأعضاء، «الناتو» وبالتأكيد لا يتوقف أيضاً إمداد روسيا لقواتها فى أوكرانيا بما يلزم من السلاح.

كان الأمر فى البداية يقتصر على أسلحة قديمة موجودة فى المخازن معظمها من أيام الاتحاد السوفيتى. تطور الأمر بعد ذلك وأصبحت قوائم السلاح تتضمن أنظمة حديثة للدفاع الجوى ومدافع متطورة وطائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار.

وأعلن الرئيس بايدن أنه يجرى إمداد أوكرانيا بأسلحة مصممة خصيصاً لتلائم ظروف الحرب مثل كل حرب شبيهة تتحول إلى ميدان اختبار عمل للعديد من الأسلحة، وإلى مصدر لانتعاش صناعة السلاح، وإلى فرصة يحاول فيها كل جانب إثبات تفوق ترسانته من الأسلحة.

ولا يقتصر الأمر على ميدان الحرب فى أوكرانيا وما يتم استهلاكه فيه من سلاح. الأخطر هو تزايد التوجه نحو «العسكرة». ميزانيات تتزايد بنسب كبيرة فى أمريكا وروسيا والصين. ودول أوروبا التى كانت تتحفظ على زيادة الإنفاق على التسلح تخلت عن كل تحفظ ألمانيا خصصت مائة مليار إضافية لهذا الغرض كخطوة أولى. والدول الأوروبية التى تتخلى عن حيادها تسير فى نفس الطريق.

لا أحد يستمع لأصوات تنبه للخطر وتحاول التذكير بأن أمريكا تركت وراءها فى أفغانستان أسلحة متطورة قيمتها سبعة مليارات دولار (!!) ولا بخطورة تكديس السلاح فى مناطق تتجاور فيها القوى النووية. العالم كله يعيش أسوأ أزماته، ووحده «لوبى السلاح» يحصى أرباحه الوفيرة ويستعد للمزيد!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة