صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

ليبيا إلى أين المصير؟

صالح الصالحي

الأربعاء، 18 مايو 2022 - 06:02 م

المشهد الليبى يزداد تعقيداً كل يوم عن السابق.. اشتباكات مسلحة.. فشل العملية الانتخابية.. نزيف الخسائر اليومى يزداد بسبب توقف النفط.. عودة داعش فى غرب البلاد.. والسؤال إلى أين المصير فى المشهد الليبى الذى يحتوى على حكومتين؟!

بحيث أصبح تجنيب البلاد ويلات الحرب حلماً بعيد المنال، حيث يتمسك فتحى باشاغا رئيس الوزراء بإدارة شئون البلاد من طرابس وهو أمر أصبح صعبا.. فلم يلبث أن يدخلها لساعات معدودة حتى اندلعت الاشتباكات وسط دعوات للتهدئة لم تجد، واضطر بعدها باشاغا للانسحاب.. ليستمر الصراع السياسى على السلطة وتستمر معه معاناة الشعب الليبى الذى أصبح فى دوامة الصراعات التى تهدد أمنه واستقراره.. فلن يشعر الليبيون بالأمن والسلام فى ظل تعنت عبد الحميد الدبيبة - الذى عين رئيسا لحكومة انتقالية العام الماضى- ورفضه تسليم السلطة.. بل إن هذا الموقف ترتب عليه إشعال الموقف.. وبدا الصراع بين معسكرين متنافسين.. وكل طرف من الطرفين مدعوم من فصائل مسلحة.. كما حدث فى عام ٢٠١٤ عندما انقسمت ليبيا بين فصائل متحاربة فى الغرب حيث العاصمة طرابلس وفى الشرق الذى انتقل إليه البرلمان.. ولكن بعد انهيار العملية الانتخابية قرر البرلمان الليبى انقضاء مدة ولاية الدبيبة وتم تعيين حكومة جديدة برئاسة باشاغا وسط مشهد يزداد تعقيداً برفض الدبيبة تسليم السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات.. حيث شكل الإخفاق فى إجراء الانتخابات انتكاسة كبيرة للجهود الدولية لإنهاء عقد من الفوضى فى ليبيا ليبدأ فصل جديد فى المأزق السياسى القائم حيث تتنازع الحكومتان المتنافستان على السلطة.. وأصبحت الأزمة الليبية عميقة للغاية فى ظل تمسك من فى مشهد السلطة بعدم الرحيل وضعف لا ينكر من البعثة الأممية فى التصدى لإشكالية وجود حكومتين غير محسومة لأحد الطرفين على الرغم من تدخلها المسبق لصالح السراج فى حكومة الوفاق.. واليوم تغض الطرف عن دعم الشرعية التى جاءت عن طريق مجلس النواب.

ولا أحد ينكر استناد الطرفين على ميليشيات مسلحة وشرعية خلفية لكلا الطرفين مما عقد الأوضاع أكثر.. فالدبيبة مدعوم دوليا و باشاغا من البرلمان الليبى،.. وبذلك أصبح الموقف متجها بالأوضاع للمجهول مع صعوبة تحقيق الاستقرار والأمن فى البلاد..  سيظل الأمر هكذا طالما لم يتم حسم موعد إجراء العملية الانتخابية وهى التى ستخرج البلاد من هذا النفق المظلم.. ولا أحد يستطيع أن يتفادى أية اشتباكات تشتعل فى أى لحظة.. فلا يمر يوم دون أن تستيقظ البلاد على اشتباكات دامية.
عموما المشهد فى ليبيا الآن الكل فيه خاسر.. لك الله يا ليبيا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة