د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

الجائزة الكبرى لشهيدة الصحافة

محمد حسن البنا

الأربعاء، 18 مايو 2022 - 06:04 م

شهدنا الجائزة الكبرى التى حصلت عليها الشهيدة من الشعب الفلسطينى الذى خرج عن بكرة أبيه يشيع جثمانها إلى مثواه الأخير

شيرين أبو عاقلة شهيدة الصحافة والحرية ، شهيدة القضية الفلسطينية . كيف لا وهى لا تحمل سوى القلم والكاميرا . كيف لا وهى تتحدث عن قضية شعبها الفلسطينى ، القضية العربية الأولى بلسان القادة والحكام العرب والجامعة العربية . كيف لا وهى تواجه بالكلمة جيش الاحتلال الإسرائيلى الذى يمتلك أقوى أسلحة وعتاد فى العالم يقتل به شعبا أعزل . كيف لا وقد اختارها الله شهيدة أثناء نقلها أحداث الاعتداءات الإسرائيلية على أهلها فى جنين .
لقد صمتت المنظمات الدولية وكبريات الدول عن هذه الجريمة النكراء وعن كل جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى . ولم تتحرك دولة للدفاع عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان . كما لم تتحرك قناة الجزيرة التى كانت تعمل بها بالشكل الواجب . الجميع اكتفى ببيانات الشجب والإدانة . لو كنت مسئولا عن منظمة محلية أو عالمية لمنحت روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة أكبر جائزة فى الحرية والصحافة لقد أثلج صدرى ماقامت به نقابة الصحفيين المصرية برئاسة الصديق ضياء رشوان من احتفال كبير تم فيه تكريم الشهيدة شيرين وتخصيص جائزة باسمها ضمن الجوائز السنوية الكبرى للنقابة. لماذا لا تسارع الاتحادات والمنظمات الإعلامية والصحفية العربية منح أرفع الأوسمة والجوائز لروح الشهيدة شيرين أبو عاقلة . اقترح على مؤسسة مصطفى وعلى أمين منحها أرفع جائزة ، وكذا مؤسسة هيكل ، وأيضا نقابة الصحفيين واتحاد الصحفيين العرب .لقد شهدنا الجائزة الكبرى التى حصلت عليها الشهيدة من الشعب الفلسطينى حين خرج عن بكرة أبيه يشيع جثمانها إلى مثواه الأخير .

وأرجو أن تخرس الألسنة التى تردد عبارات الخلاف حول رحمة الله للشهيدة ، أنتم لستم «الله» الذى يعلم السر وأخفى ، الذى يختار إلى جواره من يشاء من عباده ، الذى يعلم مدى إيمان عبده وصدقه ونيته . نحن شعب واحد « مسلمين ومسيحيين» ، نواجه الأعداء الصهاينة الذين يقتلون الشعب الفلسطينى ليل نهار بدم بارد ، ولم يردعهم احد من المتشدقين بحقوق الإنسان وحرياته . وماتت النخوة العربية . فكيف لا يكون شعب فلسطين بمسلميه ومسيحييه شهداء وهم يدافعون عن أرضهم ووجودهم .

تعلم قبل أن تفتى
لغط كثير متعمد ، وغير متعمد ، حول الفتوى وصحتها ، نسأل فيها اهل العلم والاختصاص . وهو ما يوضحه الصديق مسعد الرايب نقلا عن فضيلة الشيخ على الشريف من علماء الأزهر الشريف ، يقول : صليت يوما العشاء فى مسجد ، بعد الصلاة قام شاب ليعطى درسا فى الفقه ، وفى يده كتاب ، فقال : كل الفتاوى فى هذا الكتاب صحيحة ، لأن مؤلفه لا يعتمد إلا على الأحاديث الصحيحة . كدت أن أوضح له : أن هذا الكلام غير صحيح ، منعنى الحياء ، وخشية التنازع فى المسجد . لكن الصواب أن صحة الفتوى لا تعتمد على صحة الحديث وحده ، هناك أمور أخرى يجب أن تتوافر لكى تكون الفتوى صحيحة منها :
(١) هل الاستنباط من هذا الحديث هو استنباط صحيح أم لا ؟ .
(٢) هل هناك حديث أصح منه يعارضه ؟ .
(٣) هل هناك حديث يساويه فى الصحة يعارضه .
(٤) هل هذا الحديث الصحيح يعارض ظاهر القرآن ؟ .
(٥) هل هذا الحديث منسوخ ؟ .
(٦) هل هذا الحديث يعارض القياس ؟ .
(٧) هل هذا الحديث يعارض قول الصحابى راوى الحديث؟ .
(٨) هل هذا الحديث آحاد وهو يخالف ما عمت به البلوى؟.
(٩) هل هذا الحديث يخالف عمل أهل المدينة ؟ .
(١٠) هل هذا الحديث يخالف القواعد الفقهية الثابتة بكثير من الأدلة الصحيحة والصريحة ؟.
(١١) هل هذا الحديث لم يعمل بظاهره غالب الفقهاء ؟.
(١٢) هل هذا الحديث عام وهناك دليل آخر يخصصه ؟.
(13) هل هذا الحديث مطلق وهناك دليل آخر يقيده؟.
هل ، وهل ، وهل ....

كل الفرق الضالة تستند فى ضلالها إلى الكتاب والسنة ، لكن بفهم معوج وباطل . فالخوارج يقولون : قال الله وقال الرسول ، وهم للكفر أقرب منهم للإيمان . والشيعة يقولون : قال الله ، وقال الرسول ، وهم أهل ضلال كبير. وغلاة الصوفية يقولون : قال الله وقال الرسول ، وهم للشرك أقرب منهم للإيمان . وهكذا كل أهل البدع والضلال يستخدمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة . لكن استنباطهم من هذه الآيات وهذه الأحاديث هو استنباط باطل ومعوج . وبعيد كل البعد عن الحق .يجب ان ننتبه . فإن استنبطنا نحن مباشرة من كتاب ربنا وسنة نبينا، ونحن لا نملك أدوات الاستنباط ضللنا. وإن اتبعنا مذاهب أهل الأهواء والضلال ضللنا. إنما نأخذ شرعنا من كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم بفهم علماء الأمة الأثبات.

من عجائب الإمام
الإمام الشافعى رضى الله عنه وأرضاه، أحد الائمة الأربعة الذين فتح الله عليهم علوم الفقه والتفسير والفتوى والقضاء . ننهل من سيرته العطرة وحكمته البليغة ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى . من أقواله الخالدة فى حرية الرأى والفكر والاجتهاد « رأيى صواب يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب « . وهو القائل :»لا تترك سترة العبادة وإنْ كانت مرقّعة». وقال : « سيروا إلى الله عرجى ومكاسير ولا تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة» . أى مهما واجهت من عقبات فى عبادتك لا تيأس ، ومهما أخطأت أو أذنبت لا تستسلم ، وثق أن الله غفور رحيم مهما كثرت ذنوبك . يقول تعالى : « والذين جاهَدُوا فِينا لنَهدِينهُم سُبلَنا» . وقال سبحانه :» من تقَرَّب إليَّ شِبراً تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ومَنْ تقَرَّب منى ذِراعاً تقَرَّبت مِنْه باعاً ومن أَتانى يَمْشِى أتَيتُهُ هرْوَلَة» حديث قدسى
رياضة المشى
يهوى الكثير من المصريين رياضة المشى . منهم من يختار مواعيد تناسبه ليمشى فى الشوارع والطرقات المتاحة . وكنت أشاهد الكثير من العائلات تسير حول حديقة الطفل بمدينة نصر إلى أن تحولت إلى مقاه وكافيهات فتخشى العائلات من المشى حولها . وعندنا فى التجمع الخامس يسير الكثير من المواطنين فى الشوارع إلى أن وقعت حادثة حى النرجس ، التى تهجم فيها شاب غير متزن على سيدة عجوز تمارس رياضة المشى . القصة ترويها السيدة : ماشية فى نفس الطريق اللى بمشى فيه كل يوم . حسيت بخطوات جرى ورايا ، قولت لنفسى دول أكيد شباب بتجرى كالعادة ،فجأة لقيت نفسى اتهبدت على الأسفلت ٥ أو ٦ متر قدام . وشاب لابس تي- شيرت بكُم مخطط و شعره مهندم و قصير. نط فوقى و نزل فيا ضرب و كسرلى النظارة وقلعنى الايشارب و كان بيحاول يقلعنى هدومى . كل ماأصرخ «الحقووووني» يكتم نفسى بإيديه و يضربنى على بُقى و بعدها بدأ يخنقنى بعزم ما فيه من قوة . بصعوبة قولتله «حرام عليك يا ابنى ، أنا قد جدتك . فى اللحظة دى الدُنيا اسودت فى عينيا . ماكونتش حتى عارفة انطق الشهادة . فجأة ربنا بعتلى عربية فرملت بصوت عالى ،ونزل منها راجل كبير و ابنه ،وساعدونى ألبس الايشارب ، وسندونى لحد ماركبت العربية ، وطاروا بيا على الكمين اللى موجود فى ميدان فاطمة الشربتلى . فى اللحظة دى ، الشاب دا، من غير ماينطق كلمة، كان قاعد على الرصيف بيعمل حركات مش مفهومة بإيديه و رجليه أقرب ماتكون للرقص. وصلنا للكمين وحد من الظباط قالى انه بيشوفنى دائماً بمشى الصُبح ، وسمعوا منى اللى حصل و اصطحبونى إلى مكان الواقعة . وطبعاً كان الشاب دا اختفى تماماً . تقول ابنتها مى برهام : لكم ان تتخيلوا والدتى والحالة النفسية والجسدية اللى هى فيها،عياط هستيري، فزع وعدم القدرة على النوم. غير أن كل جزء فى جسمها وارم و مليان كدمات ، آلام مُبرحة عند المشى ، بُقها وشفتها مابطلوش نزيف من شدة الضرب وكل ماتبُص على رقبتها بتشوف آثار الخنق . والدتى وصلت بيتها بأعجوبة ولولا ستر ولُطف ربنا سبحانه وتعالى ، كانت حياتها انتهت فى الحال. الشاب دا خطر و لازم وقفة. احذروا التجول فى حى النرجس.
هذه الواقعة حدثت منذ أيام . أرجو أن يكون تم القبض على الجانى . وردعه وأمثاله من هذه التصرفات الصبيانية التى جدت على الشارع .

سدرة المنتهى
حينما وصل النبى صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه : يامحمد، ارفع رأسك وسل تٌعط .. قال يارب : إنك عذبت قوما بالخسف .. وقوما بالمسخ .. فماذا أنت فاعل بأمتى ؟ قال الله تعالى : ( أنزل عليهم رحمتى .. وأبدل سيئاتهم حسنات .. ومن دعانى أجبته .. ومن سألنى أعطيته .. ومن توكل على كفيته .. وأستر على العصاة منهم فى الدنيا.. وأشفعك فيهم فى الآخرة .. ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم يا محمد إذا كنت أنا الرحيم وأنت الشفيع .. فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟ سبحانك يارب ما أعظمك ، وما أرحمك . أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.

يَقول إبليـس لله عـزَ وجلَ : وعزتك وجلالك ، لأغوينهم ما دامت أرواحهم فى أجسادهم . فيقول الله عز وجل : وعزتى وجلاليَ لأغفرنَ لهم ما داموَا يسَتغفروننى . أسْتغفِر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم .. أستغفر الله العظيم . أكثروا من الاستغفار . هل تعلمون أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة و لم يجدوا أصحابهم الذين كانوا معهم على خير فى الدنيا فإنهم يسألون عنهم رب العزة ، ويقولون : ” يارب لنا إخوة كانوا يصلون معنا ويصومون معنا لم نرهم “ ، فيقول الله عز وجل : اذهبوا للنار و أخرجوا من كان فى قلبه مثقال ذرة من إيمان .. وقال الإمام الحسن البصرى : استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة. الصديق الوفى هو من يمشى بك إلى الجنة . قال ابن الجوزى رحمه الله : إن لم تجدونى فى الجنة بينكم فاسألوا عنى فقولوا : يا ربنا عبدك فلان كان يذكرنا بك ! ثم بكى رحمه الله رحمة واسعة .
. وأنا أسألكم إن لم تجدونى بينكم فى الجنة فاسألوا عنى .. لعلى ذكرتكم بالله ولو لمرة واحدة، اللهم إنا نسألك رفقة خيرٍ تعيننا على طاعتك، وأدِم اللهم علينا تآخينا فيك إلى يوم لقاك .. سبحان اللّـه وبحمده ، سبحان الله العظيم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة