مسجد الوادى المقدس
مسجد الوادى المقدس


«مسجد الوادى المقدس».. شاهد على التاريخ بمنطقة التجلي الأعظم

محمد طاهر

الخميس، 19 مايو 2022 - 10:01 ص

تزخر سيناء بعدد من الكنوز الأثرية من أديرة ومساجد ومعابد وخاصة فى منطقة التجلى الأعظم بالوادى المقدس ومن أبرز هذه المساجد مسجد الوادى المقدس أو مسجد دير سانت كاترين.. هذا الدير الذى يضم عددا من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير؛ أشهرها وثيقة من الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي فيها الأمان للدير والرهبان؛ ويُعتقد أن من كتبها هو سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

يقع (دير سانت كاترين) بمدينة سانت كاترين، في محافظة جنوب سيناء، أسفل جبل كاترين الذي يُعد  أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى، ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم. وقد أخذ شهرته من موقعه الفريد؛ إذ إنه يقع عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها (نبي الله موسى) عليه السلام ربه وتلقى فيها الألواح.

يقول الباحث الأثرى د. حسين دقيل أن دير سانت كاترين؛ الذي ضُم كأثر بالقرار رقم 85 لعام 1993م؛ يعود بناؤه إلى القرن الرابع الميلادي، حيث أمرت الملكة هيلانة والدة (الإمبراطور الروماني قسطنطين) ببنائه في عام 342م، ولكن (الإمبراطور الروماني جستنيان) يُعتبر هو من قام فعليا ببنائه عام 545م، تخليدا لذكرى زوجته المحبوبة (ثيودورا) التي شاركته في الحكم وكانت مهتمة بالمناطق الشرقية من الإمبراطورية. 

 يحيط بالدير سور طوله 85 مترا، وارتفاعه 11 مترا، ويصل سمكه إلى مترين، حيث كان يستخدم كاستحكامات للدفاع عن الدير إذا تعرض لهجوم. ومن أهم معالم الدير؛ الكنيسة الرئيسية بالدير وهي أقدم الآثار المسيحية في سيناء وإحدى أهم الكنائس في العالم وذلك لما تحويه جدرانها من فسيفساء تعتبر من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله، حيث لا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أيا صوفيا في إسطنبول، وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد.

والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى، بينما بطرس مستلقيا عند قدميه. وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وهو راكع أمام الشجرة، وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه. وتقع هذه الكنيسة على اثني عشر عمودا يرمز كل منها إلى شهر من شهور السنة وإلى الإثني عشر رسولا. 

كما يوجد أيضا داخل الدير (شجرة العائلة المقدسة) وهي المكان الذي كلم الله عز وجل فيه موسى عليه السلام بوادي طوى. كما توجد بالدير مكتبة، يُرجع كثيرٌ من الباحثين شهرة الدير إليها؛ فهي مكتبة غنية بالمخطوطات النادرة. 

أما مسجد الدير فيقع أمام الكنيسة الكبرى، وهو مسجد الآمر بأحكام الله، الذي تم بناؤه بالحجر الجرانيت خلال العصر الفاطمي في القرن الحادي عشر الميلادي. فقد بُنِي في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م. وكان رهبان الدير يُقدِّمون للمسجد كل ما يحتاجه من زيت ووقود وإنارة، بالإضافة إلى إقامة مؤذن جديد كلما مات المؤذن الذي كان يقوم بدوره، وهذا وفقا للوثائق التي وجُدت والتي تؤكد نصرة الرهبان للمسجد، ورعايتهم لخدامه وزواره، ومع بداية القرن العشرين، أمر الملك فؤاد بفرش المسجد، وتعيين مرتبات للخدام.

وكان الدير يُسمى بـ (دير طور سيناء) منذ نشأته وحتى القرن التاسع الميلادي حين تغير اسمه إلى (دير سانت كاترين)، طبقا للقصة التي تُروى بالعثور على رفات (القديسة كاترين) فوق أحد الجبال القريبة من الدير، رغم أنها قديسة كانت تعيش في الإسكندرية.

وقد دفنت القديسة كاترين هناك تحت قبة الدير، حيث يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثتها داخل صندوقين من الفضة؛ في أحدهما الجمجمة وفوقه تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة، ويحتوي الصندوق الآخر يدها اليسرى وحليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة. وفي الناحية الأخرى صندوقان كبيران من الفضة على كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك إلى الدير.

 

اقرأ أيضا

الأعلى للآثار: تم تسلم خطة تطوير المتحف المصري بالتحرير

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة