الدكتور رمضان حسان رئيس قسم اللغة العربية
الدكتور رمضان حسان رئيس قسم اللغة العربية


جامعة الأزهر: ألفاظ القرآن الكريم تصور المعنى تصويرًا دقيقًا

كرم من الله السيد

الجمعة، 20 مايو 2022 - 01:18 م

 ألقى الدكتور رمضان حسان رئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، محاضرة بأكاديمية الأوقاف حول «أسرار البيان القرآني».

وفي بداية محاضرته أشاد الدكتور رمضان حسان بالمجهود الضخم في التدريب والتثقيف للأئمة والواعظات بأكاديمية الأوقاف الدولية، والذي يعطي صورة مشرفة لوزارة الأوقاف ويعبر عن دور مصر الريادي في تجديد الخطاب الديني وفي تكوين إعلام ناجح وفعال ومؤثر وله دور بارز في التأثير على سلوك المجتمع إيجابيًّا، مؤكدًا أن القرآن الكريم هو: كلام الله (عز وجل) المعجز المنزل على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) والمتعبد بتلاوته والذي تحدى الله (عز وجل) به الثقلين فعجزوا عن الإتيان بمثله ولو بأقصر سورة منه،

وأوضح أن المتأمل في سر ذلك يجد أن كل لفظة في كتاب الله (عز وجل) لا يسد مسدها لفظة أخرى فكل تقديم أو تأخير، أو حذف، أو ذكر، أو تقدير، له حكمته وبلاغته، وفصاحته، ولم يستطع أحد من الأدباء أو البلغاء قديمًا ولا حديثًا أن يعارض البلاغة القرآنية ، وقد شهد العرب جميعًا لبلاغة الأسلوب القرآني الفريدة في جودة السبك، وروعة التعبير، وحسن البيان.

وأوضح أن من تأمل القرآن الكريم وجد من أسرار البلاغة والفصاحة القرآنية ما يدل على إعجازه، وهو ما يؤكده قول الله (عز وجل) : "قُلْ لئِن اجْتَمَعَتِ الإنْسُ والجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا القُرْآنِ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ظَهِيرًا"، ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم حديثه عن عصا موسى (عليه السلام) عندما أراد الله أن يصف العصا في موقف يقتضي الضخامة وصفها بالثعبان، وحين اقتضى المقام الخفة والسرعة وصفها بالحية، ومن أمثلة ذلك أيضًا قول الله (سبحانه وتعالى): "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ" ، فلفظ "إِصْلَاحٌ" في الآية الكريمة عام يشمل كل ما يكون فيه مصلحة اليتيم في شئونه عامة ، من مال أو تهذيب أو تأديب لذلك جاءت اللفظة القرآنية شاملة لكل معاني الإصلاح ولا يقوم مقامها غيرها.

وتابع، ومن ذلك أيضًا كلمة "حرب" في قوله (عز وجل): "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ" لأن من يتعامل بالربا قد تأثر بالمكسب السهل ولا يردعه إلا الشدة والتوعد والزجر الواضح الذي يناسب حاله ، ومن أمثلة ذلك أيضا لفظة "تداينتم" في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" فهي صيغة مبالغة تفيد المشاركة ووقوع الفعل من كلا الطرفين، وفي هذا حسم لقضية الدين بأن يكتب الدين كل من الدائن والمدين، ضمانًا لحقوق كلا الطرفين.

وأكد أن تكرار ذكر القصص في القرآن الكريم مع اختلاف التعبير من شأنه جمع كل ما في القصة من أسرار، ومعانٍ، وشمولية مع مراعاة السياق وما تؤديه من دور تشريعي إصلاحي في السورة وفي الموضع المخصص لها فيها. 

وعلى هامش فعاليات اليوم السادس لدورة اتحاد الإذاعات الإسلامية تم توزيع مجموعة متميزة من إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومنها: "أساسيات اللغة العربية" ،"الجاهلية والصحوة" و"مهارات التواصل الدعوي في السنة النبوية" على جميع المشاركين.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة