هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

غلاء «السداح مداح»

أخبار اليوم

الجمعة، 20 مايو 2022 - 04:53 م

بقلم: هشام عطية

لو أطال الله فى عمر مفكرنا وكاتبنا الكبير الراحل الأستاذ أحمد بهاء الدين وعاش معنا هذا الغلاء المستعر الجامح لقام من فوره باستبدال تعبيره الأشهر «انفتاح السداح مداح» الذى أطلقه على الانفتاح الاقتصادى العشوائى فى سبعينيات القرن الماضى إلى «غلاء السداح مداح».

دون مبالغة فى حيز مكانى قد لا يزيد عن عدة أمتار فى أى شارع من شوارعنا يمكن أن تجد سلعة واحدة تباع فى محلات متجاورة بعشرات الأسعار المختلفة!!.

ودون خجل تجد غربان مدججة بالطمع على هيئة تجار يقفون على أرض صلبة من المبررات الواهية والكاذبة التى يتحججون بها لرفع الأسعار ومص دماء الغلابة!.

دون تهويل لم يترك الغلاء سلعة فى مصر إلا وغرس سكينه المسموم فيها، وفى قلوب المصريين جميعا وأورثهم غما بالليل وبالنهار من هذا الهم المقيم فى كل البيوت.

دون دهشة تعترف الحكومة وعبر أرقامها وإحصاءاتها الرسمية باقتراب التضخم لدينا من ملامسة نسبة ١٥٪ ودون شطط منا فإن نسبة لاتقل عن ١٠٪ من هذا التضخم المفتعل المتعمد سببه لصوص تجار وحكومة لاتغار على مواطنيها وتكتفى بدور المورد بل وتتباهى بتوافر السلع فى الأسواق حتى ولو كان سعرها نارا!!، دون أن تسأل نفسها هذا السؤال الصعب: ماذا يفيد المواطن تواجد السلع وتوافرها إذا كان عاجزا عن شرائها؟!.
دون غضب أهمس فى أذن ساداتنا وكبرائنا المسئولين هل سمعتم من قبل ببلد ينام أهله بالليل وسعر الأرز لديهم ١١ جنيها والذى لا نستورد منه حبة واحدة ولدينا منه اكتفاء ذاتى ثم يستيقظون فى الصباح ليجدوا سعره قد تجاوز ١٧ جنيها!!. دون مفاجأة للسادة المسئولين حدث هذا فى مصر.. ولم ينبس أحدا منهم ببنت شفه: لماذا وكيف حدث هذا وإلى متى ستظل هذه الأزمة؟!.

دون يأس سنظل نسود سطورا ونهلك أوراقا فى الكتابة عن هموم الناس وأقواتهم حتى لا تضيع جهود الدولة التى بذلت على مدى السنوات الماضية لتحسين جودة حياتهم فى لحظات غضب أو عجز أو حرمان، وحتى تتصدى الحكومة وبجد لغلاء السداح مداح!!


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة