داليا جمال
داليا جمال


أما قبل

حتى تحيا مصر 

داليا جمال

الجمعة، 20 مايو 2022 - 05:53 م

مفارقة عجيبة يصعب على عقلى البشرى فهمها!
فى الوقت الذي قدم فيه المسئولون للسيد الرئيس تقريرا يؤكد أن مستشفياتنا الحكومية تعانى من نقص حاد فى أعداد الأطباء نتيجة، استقالاتهم، أو سفرهم للعمل بالخارج، نفاجأ بأن مكتب التنسيق يعمل على تقليص عدد المقبولين بكليات القطاع الطبى، وتقليل أعدادهم عاما بعد عام داخل كليات الطب فى مصر!
التنسيق حجب مقاعد كليات الطب عن الطلاب المتفوقين فى الثانوية العامة، وقدمها على طبق من ذهب إلى الوافدين الأجانب من جنسيات مختلفة وبمجموع أقل!

والفرق أن الوافدين الأجانب يدفعون مصروفاتهم الدراسية بالدولار.
وفى الوقت نفسه يضطر المصريون لإرسال أبنائهم المتفوقين الذين لم يجدوا مكانا فى كليات الطب الحكومية فى مصر، لدراسة الطب فى الخارج بمبالغ طائلة وبالدولار أيضا!

والنتيجة أننا سنصحو ذات يوم قريب لنجد مصر حرفيا بلا أطباء، وربما نضطر للاستعانة بأطباء من دول أخري! لأن خريجى كليات الطب المصرية من الوافدين الأجانب هيسافروا لبلادهم، أما أولادنا الذين درسوا الطب بالخارج فهم غالبا لن يعودوا للعمل فى مصر.
وبرغم خطورة هذا الاحتمال، إلا أن تجنبه سهل!

وحلها عند معالى وزير التعليم العالى وهو طبيب وأستاذ من أساتذة الطب العظام فى مصر، ويمكن بحرفيته وذكائه المعهود أن يضبط المعادلة المقلوبة، ويستبدل أعداد الوافدين الأجانب بطلبة مصريين ممن حرمهم التنسيق من تحقيق حلمهم بدخول كليات الطب الحكومية لانخفاض مجموع درجاتهم ١٪ أو ٢٪ عن درجات القبول، مقابل سداد مصروفاتهم الدراسية بالدولار!! بدلا من دفع مصروفات دراستهم بالدولار بالخارج. وأعتقد أن هناك الكثير من  أبناء المصريين العاملين بالخارج وأبناء رجال أعمال ممن يحلمون بدراسة الطب فى قلاع الطب الحكومية وهم على استعداد لدفع أكثر مما يدفع الوافدون.. وجحا أولى بلحم ثوره.

فالخطر الذى غاب عن مجلس تنسيق الجامعات أن أعداد الطلاب المصريين داخل كليات الطب فى مصر أصبحت رمزية، ولن تكفى ابدا لعلاج مائة مليون مصرى حتى لو اضفنا إليهم طلاب كليات الطب الخاصة وعددهم من ١٥٠ إلى ٢٠٠ طالب بالكتير فى الدفعة.. لعدد جامعات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة.
إن الأمر جد خطير.. ويحتاج إلى الطبيب الماهر (د.خالد عبدالغفار) ليستأصل الوافدين من كليات الطب بجامعاتنا.. لحماية صحة المجتمع المصرى.. وحتى تحيا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة