محمد قناوي
محمد قناوي


قلم على ورق

سمير.. ووداع لم يتم

محمد قناوي

الجمعة، 20 مايو 2022 - 06:25 م

رحل الصديق العزيز والفنان الكبير سمير صبرى قبل أن أودعه الوداع الأخير، لقد كان بيننا موعد للقاء خلال الأيام الماضية ولكن للأسف الشديد لم نتمكن من اللقاء، مرة بسبب وجوده فى الاسكندرية لقضاء إجازة العيد مع أسرته بعد خروجه من المستشفى، ومرة بسبب ارتباطى ببعض المواعيد الطارئة فلم نتمكن من تحديد موعد مناسب لنا ليجمعنا اللقاء الذى اتفقنا عليه اثناء زيارتى الوحيدة له فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة والتى انتقل اليها اول مارس الماضى بعد تعرضه لازمة صحية كبيرة، وأعترف بأننى قصرت فى زيارتى له بالمستشفى فى البداية بسبب وجود عقدة بداخلى من زيارة الاصدقاء فى المستشفيات فلا أحب أن أرى صديقا على فراش المرض، كما ان روائح الادوية والمطهرات تصيبنى بحالة من الاغماء، وكنت أتواصل معه تليفونيا ولكن وجدت عتابا منه لى مع الصديق احمد النجار عندما زاره، فقررت مواجهة عقدتى وطلبت منه أن يستخرج لى تصريحا بزيارته وهوما حدث قبل انتهاء شهر رمضان بأيام قليلة جلست معه لساعات كان فى قمة الحيوية والنشاط وانصرفت قبل موعد الافطار، ولكن اتفقنا على لقاء بعد خروجه من المستشفى، وانتهاء إجازات عيد الفطر، وهواللقاء الذى لم يتم ولم أتمكن من وداعه الوداع الأخير

سمير صبرى ليس مجرد فنان شامل وإعلامى ظاهرة فى عصره، وملك الاستعراضات ومؤسس المهرجانات السينمائية والغنائية وأول مذيع عربى يقدم برنامج «توك شو» وهو«النادى الدولي» الذى كان يثير ضجة مع كل حلقة من حلقاته، فكل هذا فى تاريخه الفنى الذى يعرفه الجميع، ولكن عرفت سمير صبرى عن قرب خلال الاعداد لمهرجان يجمل اسم مدينة الاسكندرية مسقط رأسه للسينما الفرانكوفونية وعندما عرضنا عليه وأنا واصدقائى فى مؤسسة «فنون للثقافة والاعلام» - قدرى الحجار وأحمد النجار ونورا أنور- بأن يتولى رئاسة المهرجان رحب بالفكرة، وكنا نعتقد أنه سيكون رئيسا شرفيا للمهرجان ولن يبذل مجهودا كبيرا، ولكن فوجئنا بشاب فى الثلاثينيات من عمره يعمل معنا ويبذل مجهودا اكبر منا، يفكر دائما خارج الصندوق بذهن حاضر وجهود كبيرة لدرجة اننا لم نكن نستطيع ان نجارى ساعات العمل التى كان يقضيها وهو يجهز للمهرجان، استضاف المهرجان فى مكتبه بشارع رمسيس طوال عام كامل، كان همه الأكبر ان ينطلق المهرجان بشكل متميز يليق بمدينة الإسكندرية مسقط رأسه والتى يعشقها عشقا خاصا
وداعا «أبوسمرة السكرة» وإلى لقاء بإذن الله

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة