زينب اسماعيل
زينب اسماعيل


أحوالنا

حمار تمني ركوب صاحبه !!

بوابة أخبار اليوم

السبت، 21 مايو 2022 - 10:21 ص

بقلم زينب اسماعيل

 

 

    عندما يوصف البعض بأنه حمار يعتبر ذلك إهانة رغم أن الدراسات اثبتت أنه في المرتبة الثالثة في مستوي الذكاء بعد الحصان والقرد ، وكأن واضعي هذه القصة في الأغلب إختاروا الحمار وكأنهم يلوحون من باب إياك أعني واسمعي يا جارة !

  عزيزي القارئ تمعن معي قصة هذا الرجل الحكيم وحماره الذي كان يحمله في أسفاره بين البلدان وكان الناس يتهافتون عليه للإستفادة من حكمته و يستوقفونه في طريقه لاستشارته في أمور حياتهم ، تعود الحمار علي الإستماع لنصائح الحكيم حتي أنه حفظها و لكنه كان يدرك تماما أنه حمار! وظيفته تنحصر في نقل صاحب الحكمة ومرافقته في السفر ، وحدث مالم يكن في الحسبان ، مات الحكيم وترك الحمار  لأخيه  حتي أن الناس تبعوا هذا الأخ و استشاروه في أمور حياتهم ظنا منهم أنه حكيم مثل أخيه و للأسف كان يفتيهم بما لا يعلم و يسقيهم من جهله  ، أدرك  الحمار الفارق وتمني أن ينطق ليسكته ويحمي الناس من جهله ولكنه اكتفي بالتمني و قال: لو أن هؤلاء القوم منصفون لأنزلوه من علي ظهري حتي أركبه أنا ! وقال لنفسه: اذا كنت حمارا جاهلا فقد عرفت ذلك عن نفسي و أقريت بأني حمار ! أما هو ففوق جهله جهل أنه جاهل ! وفي أيامنا يمتلك بعض الناس فضيلة الإقرار بالجهل ولكنها لا تكون الا للعلماء أما بعضهم يجهل أنه جاهل ويفتي بفتوي العلماء ويغرق من استمعوا لهم في بحر الظلمات وتكون الكارثة والتأثير لا يكون فقط فرديا بل المجتمع بأثره وبكل أسف وألم حولوا التكنولوجيا الحديثة بما لها من مميزات الي  وسيلة لنشر جهلهم , أيضا بعض الفضائيات .. عن الجهل قال ابو العلاء المعري : ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا , تجاهلت حتي قيل أني جاهل .. اللهم اكفنا شر الجهل والجهلاء ومدعي العلم وهم ليسوا بعلماء . هل تتفق معي في مقولة الحمار " أنه من كان حمارا يعترف بأنه حمار ويترك للعلماء حقهم في نشر علمهم وهذا ليس عيبا ولا عارا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة