عبد الرحيم كمال: لا أكتب للحظة الراهنة
عبد الرحيم كمال: لا أكتب للحظة الراهنة


يرى أن الفن وحده هو القادر على مغازلة الزمن

عبد الرحيم كمال: الصعيد يعني الخيال.. وأمي كانت أول الرواة

أخبار الأدب

السبت، 21 مايو 2022 - 12:39 م

 

أحلامي تتقاطع مع أحلام الملايين 

الكتابة الجيدة يلزمها والصدق والقلق والحرية

الفن تراكمي ومصر في مكان متفرد وغير مهدد أبدًا


أحلم بكتابة عمل عن نجيب محفوظ وصلاح جاهين

نور الشريف فتح لى باب العالم السحري للسينما والتلفزيون ويحيى الفخراني قربني من قلوب الناس

 

من صعيد مصر، أتى عبد الرحيم كمال ليحجز لنفسه مكانًا بين كبار الكتاب المصريين، وليصبح اسمه علامة جودة، على الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والأدبية، جودة جعلته محط الأنظار، وصنعت له وهجًا خاصًا، تفوق -أحيانًا- على وهج أبطال أعماله من كبار النجوم.. 
حاورنا المؤلف الكبير، وأبحرنا معه فى رحلة بدأت من «العيساوية شرق» مسقط رأسه فى سوهاج، وامتدت إلى أن رست بنا على شاطئ «جزيرة غمام»، مسلسله الأخير الذى حقق نجاحًا باهرًا، على المستويين الجماهيرى والنقدى.

عشت أغلب عمرك في القاهرة، ومع ذلك فإن الصعيد مؤثر قوي على تكوينك النفسي وأعمالك الأدبية.. ترى ما السبب؟ 
يبدو أن فترة التكوين مهمة جدًا فى حياة الكاتب، خصوصًا السنوات الأولى من الطفولة، نجيب محفوظ مثلًا لم يعش أغلب عمره فى الحارة، لكن مع ذلك ظلت الحارة شاغله الأكبر، وملهمه المهم، حيث الخيال، والإبداع، أنا نزحت إلى القاهرة مع وصولى للصف الأول الابتدائى.

وعشت فى شبرا حتى الصف الخامس الابتدائى، ثم عدت إلى سوهاج حتى الثانوية العامة، فالنشأة والتكوين سوهاجية صعيدية حتى وإن كان للقاهرة تأثير، لأن الغلبة ستظل للطفولة وسنوات التكوين.


ما الذى يميز النشأة والتكوين فى الصعيد عن النشأة والتكوين فى العاصمة؟ 
الصعيد يعنى الخيال، والإبداع، هناك عناصر كانت موجودة فى قريتنا لم تكن موجودة فى القاهرة، الظلام كان محيطًا لغياب الكهرباء، النيل الجميل يجرى من تحتك، الجبال تحيطك، هذه أجواء تثير الخيال وتنميه، خاصة مع الحكايات التى لم تكن تتوقف، ألف ليلة وليلة والسيرة الهلالية والأحاديث عن الجن والعفاريت والمتصوفة والكرامات وغيرها، مناخ جميل ممتلئ بالإثارة والبراح.

بالعودة إلى الجذور.. كيف أثرت عائلتك على تكوينك وصناعة خيالك؟
أمى وأبى أثرا فى مناصفة، لكن أمى كانت أول الرواة، كانت صاحبة البداية، تحكى ورأسى فى حجرها، السيرة الهلالية التى كانت تحفظها كاملة، تروى العديد من القصص الأخرى التى فوجئت حين كبرت أنها موجودة فى الأدب الشعبى العالمى، كأن العقل الجمعى واحد، وتراث العالم مشترك وإن اختلفت العناوين، كانت تقص وتهدهد فصنعت عالمى الصغير.
على الجانب الآخر نقلنى أبى إلى عالم مختلف، كان يكتب الشعر العمودى، وكان متصوفًا شاذلى الطريقة، ففتح لى بابًا جديدًا، له علاقة بالشعر العربى، والمتصوفة، وكتب التراث وغيرها.


متى خرجت من عباءة التلقى عن الوالدين إلى القراءة الحرة.. وأى الكتب أثرت فيك أكثر؟
أنا مدين فى قراءاتى الحرة الأولى لبرميل من الكتب! 
مع الإجازة الصيفية للصف السادس الإبتدائى، صعدت إلى سطح منزلنا بالصعيد، فوجدت برميلًا ممتلئًا بالكتب، كان والدى قد جمع فيه كتبه كلها لكثرة انتقالاته، ومن هنا كانت البداية، لكنى لا أزال أذكر ٣ كتب مهمة، أثرت فى تكوينى، كتاب تاريخ أوروبا، كتاب الأيام للدكتور طه حسين، وكتاب صوفى غير كتب الأوراد، أعتقد كان اسمه الجواهر الخمس، من هنا بدأت فى طلب المزيد من الكتب، التى جعلها والدى مكافآت على النجاحات الدراسية.

فى هذه المرحلة من حياتك.. من الكاتب الذى كان له الأثر الأكبر فى نفسك؟ 
طه حسين، بعد الأيام أصبت بهوس اقتناء أعماله وقراءتها، فكان تقريبًا كاتبى الأول، قبل أن تتعدد القراءات.


فى ظل اهتمامك بالكتابة التاريخية.. ما هى طريقة قراءتك للتاريخ؟ وما هى مصادرك التاريخية؟ 
بداية كنت أقرأ التاريخ للاستمتاع فقط، حتى اكتشفت نموذجين، كانا فى غاية الأهمية بالنسبة إلى، موسوعة سليم حسن، وموسوعة شخصية مصر للأستاذ جمال حمدان، وقد كتبت سابقًا أنى أتمنى بأى حال أو طريقة أن تدرس هاتان الموسوعتان فى المدراس، ثم بعد ذلك أخذت التاريخ من مصادر ومؤرخين متعددين، مثل الجبرتى والمقريزى وغيرهما.

خريج كلية التجارة الخارجية.. كيف تحولت إلى كتابة الأدب ثم التخرج –لاحقًا- فى المعهد العالى للسينما؟ 
كان حلم عائلتى أن ألتحق بكلية الطب، لكنى لم أكن أرغب فى هذا، ولم أكن مهتمًا بالدراسة حينها، فحصلت على مجموع أهلنى للالتحاق بكلية التجارة، لكن عوضًا عن الالتحاق بتجارة سوهاج، ساعدنى أخى محمد -رحمه الله- فى كتابة الرغبات، واخترنا كلية التجارة الخارجية رغبة أولى، ما جعلنى أعود للقاهرة مرة أخرى.

من هنا كانت بداية حياتى الجديدة، تعرفت -لأول مرة- على مسرح الجامعة، وعلى القصة القصيرة، والشعر الحديث غير الموزون والمقفى، وقادتنى قدماى إلى وسط البلد، وتعرفت هناك على الأدب المترجم، وبخاصة الروسى، واللاتينى، وحضرت الندوات الأدبية، وكان عدد من كبار الأدباء لا يزال على قيد الحياة، مثل يوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيرهما، ومن هنا وهناك بدأت حياة مختلفة، ووجدت أخيرًا صوتى الخاص.


هل واجه هذا الشكل الجديد لحياتك معارضة من الأهل أم دعموا هذا التوجه؟ 
من الأحداث الدرامية فى حياتى، أن والدى أتى يومًا من سوهاج، ولم أكن أعرف بوجوده فى القاهرة، ووصلت المنزل فى ساعة متأخرة، فوجدته أمامى، وحتى أغطى على موضوع تأخرى بادرت بإخباره أنى أكتب القصة القصيرة، وقرأت له قصة منها بناء على طلبه، فاحتضننى، وطلب ألا أتوقف عن الكتابة أبدًا، شرط أن أحصل على شهادتى الجامعية، وبعدها فلأفعل ما يحلو لى.


تخرجت عام 2000 فى المعهد العالى للسينما.. وعرض لك عملك الأول سيت كوم «شباب أون لاين» عام 2002، كيف جاءت الفرصة؟ 
الفرص فى ذلك الوقت كانت شحيحة جدًا، السينما متدهورة، والتلفزيون تسيطر عليه مجموعة بعينها، وعرضت على المخرجة هالة خليل المشاركة فى كتابة «سيت كوم»، كانت جهة إنتاجية تعرفها قد تحمست لإنتاجه، وكنا أول مرة نسمع بهذه الفكرة، فاستعنا فى فريق الكتابة بكتب ومصادر أجنبية عن الأمر لدراسته، ثم بعد هذا كنت واحدًا ممن رسموا الشخصيات الرئيسية للمسلسل، إضافة إلى كتابة الحلقات.


من 2002 حتى 2008 تخصصت فى كتابة الكوميديا، ثم فجأة فى 2009 قدمت مع نور الشريف «الرحايا» وهو لون مختلف تمامًا.. كيف حدث هذا التحول؟
من كل ما كتبته فى هذه الفترة، فيلم «على جنب يا أسطى» فقط هو ما يشبه روحى، الباقى كتبته من باب إنى كاتب محترف، لا من باب التعبير عن شيء يشغلنى أو يشبهنى. 


كيف كتبت «الرحايا» لنجم بحجم نور الشريف.. كيف جاءت هذه الفرصة؟
علاقتى بنور الشريف بدأت منذ عام 1995، سنوات طويلة جدًا من المعرفة، توجت فى النهاية بعملنا معًا، فالمسألة لم تكن سهلة، أكثر من 12 عامًا حتى جاءت الفرصة مع نور الشريف، أيقظنى فجأة من النوم، ليخبرنى أنه يريد أن يؤدى دور صعيدى فى مسلسله القادم، وسألنى إن كنت أملك شيئًا، لم يكن معى شىء حينها، لكن قلت نعم أملك.. كتبت أشياءً تتعلق ببيئتى وطفولتى وذاكرتى فكانت الرحايا، بداية كتابتى بالشكل الذى أحبه.

وكيف بدأت العلاقة مع نور الشريف ؟ 
تعرفت عليه من خلال مسرحية كان يقوم ببطولتها اسمها «محاكمة الكاهن»، عن قصة للأستاذ بهاء طاهر، بمشاركة الدكتور محسن مصيلحى كدراماتولوجى لتحويل النص من قصة إلى مسرحية.

 طاقم المسرحية علق ورقة فى كافيتريا الهناجر تطلب من الشباب بحثًا عن إخناتون، وكنت مغرمًا بهذه الفترة من التاريخ المصرى، وساعدتنى قراءاتى التاريخية، ومن بين 220 بحثًا تم تقديمهم، فاز بحثى، فطلب مقابلتى وبدأت علاقة طويلة مع فنان أعتبره صاحب فضل كبير على.


كنت تكتب السيناريو فى هذه المرحلة من حياتك؟ 
لا، كنت مخلصًا تمامًا للكتابة الأدبية، لا أريد أن أعمل محاسبًا، وليس فى رأسى أى سبيل آخر سوى القصة والشعر والرواية، وكان قرارًا مجحفًا جدًا، لأن عوائده المادية كانت منعدمة، فجاء نور الشريف وفتح لى عالم السينما والتلفزيون بسحره.


ولماذا تأخر اللقاء بينكما على الشاشة كل هذه الفترة؟
بعد مقابلتنا الأولى غيرت الكثير من مشاهد المسرحية، حوارًا وكتابةً، لكن لم يذكر اسمى سوى كمساعد فى البحث، الأمر الذى أحزنني، لكنه طيب خاطرى، واستدعانى لمكتبه، ووقع معى مسلسلًا من إنتاجه وبطولة مدام بوسى، لكن الرقابة اعترضت عليه وقتها، كان مسلسلا صعيديًا مبنى على مسرحية روميو وجوليت لشكسبير، فتوقف المشروع تمامًا، وإن استمرت العلاقة الشخصية، واستمر هو فى متابعة ما أكتب، وتشجيعه، ١٢ سنة حتى اللحظة الموعودة.

لماذا لم تتعاونا فى أى عمل بعد الرحايا؟
كتبت مسلسلًا له بعد الرحايا، ولكن مع الأسف كان أول يوم تصوير فيه، يوم 25 يناير 2011، قامت الثورة، فتأجل المسلسل كله، ولم يتم تنفيذه بعدها، وكأنه كان مقدرًا لهذه العلاقة العظيمة، التى اعتبرنى فيها نور الشريف كابنه، ألا تثمر إلا الرحايا.

بعد الرحايا بدأت علاقة تعاون طويلة بمسلسلات مهمة مع النجم يحيى الفخراني.. ما الفارق بين التعاون مع نور الشريف والتعاون مع يحيى الفخرانى؟ 
أنا لا أحب أسئلة المقارنات، كلاهما نجم عظيم، نور الشريف صاحب الفضل فى فتح باب السينما والتلفزيون وهو المعلم، وسأظل مدينًا له طوال حياتي، دكتور يحيى الفخرانى هو الاسم الكبير، والنافذة الضخمة، والنجم الذى أتاح لى الاقتراب أكثر من الجمهور، واختصر على الطريق، وأوصل اسمى للناس بصورة أكبر.

النجاح والفشل.. متى تحكم على العمل بالنجاح ومتى تحكم عليه بالفشل؟ هل معاييرك جماهيرية أم نقدية؟ 
معاييرى ذاتية جدًا، العمل الذى أحس فيه أنى بذلت مجهودًا، وأديت فيه ما علىّ، أعتبره ناجحًا، أى عمل قصرت فيه، فأنا أول منتقديه، الإخلاص وبذل الجهد الكامل، كفيل بجعلى راضيًا، والتقصير كفيل بجعلى غير راضٍ عن العمل حتى وإن أشاد به الجميع! 


ألا تخشى أن بعض أعمالك متوهجة عن أعمال أخرى؟ أم أن المعايير ذاتية إلى أبعد مدى ولا تنظر إلى هذا الأمر؟ 
متوهجة على أى مقياس؟ أنا لا أكتب للحظة الراهنة، أنا لا أصنع إعلانًا عن «سمن»، الفن هو الوحيد القادر على ملاعبة ومغازلة الزمن، وعليه فليس لك علاقة بالماضى، وليس لك علاقة بالحاضر، أنت تكتب، ما يتجاوز عمرك نفسه، بدليل أن الكثير من الأعمال العظيمة، لم تلق نجاحًا فى لحظتها، والكثير من الأعمال التى نجحت بشكل ضخم فى لحظتها، لا يتذكرها أحد اليوم.


هل عبد الرحيم كمال رغم تخرجه فى معهد السينما أميل للكتابة للتلفزيون؟ أين تصنف نفسك؟
لا أحب التصنيف، أستاذ وحيد حامد كتب للسينما وكتب للتلفزيون، أسامة أنور عكاشة له تجارب سينمائية، محسن زايد كتب هنا وهناك، فالتصنيف مسألة خاطئة فى نظرى، أنا كتبت ٤ أفلام ناجحة، حتى على المقياس التجارى، مقياس «السمن»، حققت هذه الأفلام الملايين، وهى متنوعة، لا يشبه فيها فيلم الآخر، فالمهم ليس التصنيف، المهم ماذا تريد أن تقول، وأين ستقدمه؟ وأنا لا يزال لدى ما أقوله.

على ذكر الذاتية فى الحكم على الأعمال ورفض التصنيف.. هل يُفهم من هذا الكلام أنك تصنع أعمالك لنفسك كما قال يوسف شاهين من قبل؟ 
لا أبدًا، هذا كلام يستطيع يوسف شاهين بحجمه الكبير أن يقوله، لكن لا أقول أنا به، أنا أكتب أحلامى، التى تتقاطع مع أحلام الملايين، فيتحقق لها الانتشار، بالعكس أتمنى دائمًا لو يلمس عملى قلوب أكبر قدر من الجمهور.

الصعيد، الصوفية، العناصر التى تظهر فى عدد أعمالك.. هل لديك خلطة معينة للكتابة؟
لا توجد خلطة معينة، هناك عيب خطير جدًا فى أوساطنا الثقافية، لا بد أن يضعوا فوق رأسك عنوانًا، ينجح الرحايا، فيقولون لأنه كاتب صعيدى، ينجح الخواجة عبد القادر، فيقولون لأنه متصوف، كتبت «أهو ده اللى صار» عن تاريخ الإسكندرية فلم يجدوا عنوانًا يضعوه على رأسى، وكتبت «ونوس» ولم أكن شيطانًا فى الطفولة بالتأكيد، وضع العناوين فوق رؤوس المبدعين مرض.

بالعودة لعلاقتك بالكتابة الكوميدية.. هل لديك حنين لكتابة جديدة فى هذا النوع؟
أريد أن أكتب الكوميديا التى أجيدها، كوميديا الموقف، الكوميديا الإنسانية التى تعبر عنى، الكوميديا التى تحتاج إلى كتاب من الأساس، لا أستطيع كتابة أنواع معينة من الكوميديا تقوم على الارتجال، ولا أعتقد إنها فى حاجة إلى مؤلف من الأساس، هى كوميديا جيدة، لا أنتقدها لذاتها، لكن أتعجب من الاستعانة بمؤلف لهذا النوع من الكوميديا الارتجالية، فهى قائمة من الألف إلى الياء على النجم القادر على الإضحاك.

قلت سابقًا أنك تريد كتابة سيرة ذاتية عن نجيب محفوظ وأن أحمد حلمى سيكون بطلها.. هل تكتب والممثلون فى رأسك؟ 
لا أبدًا، نجيب محفوظ حالة خاصة، أنا قلت إنى أريد أن أكتب سيرة ذاتية لنجيب محفوظ، وأحمد حلمى يريد هو الآخر أن يجسد أديبنا الكبير، المسألة ليست أكثر من إن رغباتنا تلاقت، نجيب محفوظ هو النجم هنا، وكما أن رغبتى تلاقت مع رغبة «حلمى» فى تقديم نجيب، رغبتى أيضًا متلاقية –منذ سنوات- مع المخرجة هالة خليل فى تقديم عمل عن صلاح جاهين، وأتمنى أن يرى النور قريبًا.


فى الثانى من أبريل الماضى وقبل أيام من عرض جزيرة غمام، نشرت إحدى الصحف الشهيرة قصة مختلفة تمامًا للمسلسل عما شاهده الناس.. هل تمت أية تغييرات على السيناريو؟
لا، كانت قصة ملفقة بالكامل، ويبدو أن الصحفى الذى نشرها كان يريد أن يدفعنى للرد، لكنى فضلت الصمت، وشاهد الناس الحقيقة.


قلت سابقًا: «سيناريو مكتمل قبل التصوير رفاهية لم تعد تملكها الصناعة».. ألا يمثل هذا خطرًا كبيرًا على مستوى الكتابة واحتمال الاستعجال فى كتابة بعض الخطوط والأحداث؟ 
للأسف نحن مضطرون إلى هذا، إلا فى حالات شديدة الندرة، لو أن معك سيناريو مكتملا، فإنه غالبًا لن ينتج، لأن العمل الفنى هو ثمرة اتفاق المؤلف مع المخرج والممثلين، عناصر العمل الفنى ليسوا آلات أو منفذين أضع أمامهم السيناريو الخاص بى فينفذونه كما هو، هناك تعديلات يطلبها المخرج، وأخرى تطلبها جهات الإنتاج وبقية العناصر الفنية، حتى نصل فى النهاية لسيناريو قابل للتنفيذ، قد يكون لديك سيناريو مكتمل، 30 حلقة، لكنه غير قابل للتنفيذ، هناك فارق محورى بين السيناريو الجاهز كتابةً، والسيناريو الجاهز للتنفيذ.


ألم يقلقك كون «جزيرة غمام» يحمل بعض التشابه مع القصص الدينى؟
أى كتابة بلا قلق ليس لها أى معنى، أى كتابة جيدة تلزمها الحرية، والصدق، والقلق، يجب أن تكون حرًا وصادقًا، وقلقًا من ردود الأفعال.


البعض رأى فى شخصية الشيخ عرفات تشابهًا مع شخصية المسيح عليه السلام.. هل هذا الشبه حقيقى؟ 
شخصية عرفات هى شخصية الرجل الصالح، الذى يملك السر والنور، ومن آدم حتى نهاية الكون، الصالحون متشابهون، لأن أنوارهم متشابهة، فأنوار عرفات هى أنوار من سيدى أحمد البدوي، من سيدى أبو الحسن الشاذلى، من أنوار السيد المسيح، وغيرهم.. لأن الله موجود وباقٍ، وأنواره موجودة فى عبيده.


هل حصلت تغييرات على نهاية المسلسل لتصبح أكثر إرضاءً للجمهور بعد تعلقه بشخصية عرفات؟ 
لا يمكن تغيير النهاية، لا يمكن أن تعد الجمهور بشيء ثم تخالفه، فهى حدوتة وأمثولة مكتملة، مترابطة الخطوط، منذ بداية المسلسل وحتى آخر لحظة.


هل لديك خطة لتحويل بعض رواياتك إلى مسلسلات؟ أو بعض روايات الآخرين إلى مسلسلات؟
بالنسبة لرواياتى أفضل أن يتحمس لها سيناريست آخر، فيكتبها هو، أما روايات الآخرين، فبالطبع، إن تحمست إلى رواية بعينها، حتى وإن كان كاتبها مغمورًا أو اسمًا جديدًا، فسأسعى إلى تحويلها إلى مسلسل.


ريادة مصر فى الدراما.. هل تعتقد أنها مهددة؟ 
مصر فى مكان متفرد، وغير مهدد أبدًا، الفن تراكمى، يحتاج أى منافس إلى سنوات طويلة جدًا ليكون لديه نجيب الريحانى ويوسف وهبى وأم كلثوم وبليغ حمدى وغيرهم، المنافسة غير منطقية، لكن الشىء المنطقى هو التكامل، والتعاون.


هل تؤيد وجود منصات المشاهدة عبر الإنترنت أم تراها خطرًا على الصناعة؟
أنا أؤيدها بالطبع، أؤيد أى تقديم للفن فى أى مكان، وإن غنى أحدهم فى الشارع، هى منفذ مهم، ويمنح الصناعة تنوعًا جيدًا، فى النهاية الفن لا يضمر شرًا، وكل فن هو مهذب ممتاز للنفوس.

اقرأ ايضا | عبد الرحيم كمال: التكنولوجيا خلقت واقعا متسارعا يصعب على الكاتب مجاراته

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة