المجنى عليه
المجنى عليه


الـ«جي بي أس» يكشف سر جريمة مقتل شاب لسرقة سيارته

أخبار الحوادث

السبت، 21 مايو 2022 - 04:15 م

محمد عطية  

»خير تعمل شرًا تلقى»، مثل شعبي دارج نقوله عندما يقابل الخير بالشر، وهو ينطبق تماما وصفًا وتشبيهًا على هذه الجريمة التي أقبل فيها عاطلان على قتل شاب وسرقة سيارته، بعدما توقف لهما عندما رأى احدهما وقد أصابه الأعياء بصحبة صديقه، فكان جزاء ذلك أن قابل الجانيان الإحسان بالإساءة؛ فأقدم الاثنان على قتله وسرقة سيارته، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم في السطور التالية.

 

«إسلام» شاب في منتصف العقد الثاني من عمره يعيش وسط أسرته بمنطقة ناهيا بمحافظة الجيزة، يعمل سائقا بإحدى شركات نقل الركاب، يحب العمل والجري على رزقه، يشهد له الجميع باحترامه للصغير قبل الكبير، يساند ويساعد الجميع من أهالي منطقته، أنهى دراسته ومعها قرر أن يعتمد على نفسه، بدأ يفكر في مشروع صغير يكسب منه المال الحلال؛ قرر أن يشتري سيارة يعمل عليها سائق، يخرج كل صباح من اجل لقمة العيش، يساعد أسرته في نفقات البيت فقد جاء الوقت الذي يرد فيه ما فعله والداه من اجله، اسلام يخرج في الصباح الباكر ولا يعود إلا بعد انتهاء اليوم مساءً واحيانا يأتي في أوقات متأخرة، هدفه لم يكن فقط مشاركة أسرته في نفقات البيت ولكن ايضا لتجهيز مستقبله حتى يستطيع أن يتزوج ويبني اسرة هو الآخر، عمله أصبح مثل طقس يومي اعتاده خاصة وأن الشركة التي يتبعها تجزل له العطاء ولكن في مقابل العمل، واسلام بطبعه يحترم قواعد الشركة التي يعمل فيها.

 

يوم الجريمة

منذ يومين وفي صباح يوم مشرق بأشعة الشمس الذهبية استيقظ «إسلام» وارتدى ملابسه واخذ مفاتيح سيارته وخرج للعمل كعادته، لكن لم يأت في مخيلته أنه لن يعود إلى منزله مرة أخرى، أدار محرك سيارته بعدما مسحها، فتح تطبيق الشركة وانطلق وبدأ بأول زبون والثاني والثالث، ومع توصيل كل زبون وبمجرد أن يأخذ الأجرة كان يحمد الله على رزقه كعادته، مرت ساعة تلو الأخرى وقتها انتبه اسلام إلى أن الوقت سرقه، حتى انه وجد نفسه قريبا من محافظة السويس، فقرر العودة إلى بيته، بالفعل أخذ طريقه وأثناء سيره بعدما اغلق التطبيق؛ شاهد شابين يقفان بجانب الطريق احدهما يبدو وكأنه يشعر بالتعب، فتوقف دون تردد وعرض عليهما توصيلهما مجانًا لكونهما يقفان بمنطقة لا تتوافر بها وسائل مواصلات بالإضافة، لم يتخيل وقتها أن تلك الشهامة ستكتب له النهاية، بالفعل استقل الشابان برفقته، إلا أن الشيطانين قررا قتله لسرقة السيارة، وأثناء سيرهم بالطريق،وعند الكيلو 122 أخرج أحدهما سلاحا ابيض «مطواة» وطلب منه التوقف بالسيارة إلا أن «إسلام» حاول مقاومته لكن سرعان ما أشهر الآخر سلاحه يطالبه ترك السيارة والأموال التي في جيبه وكذلك هاتفه، لكن لأن «إسلام» رفض الهزيمة، تصدى لهما، وبدلا من أن يكتفيا بسرقته فقط قاما بطعنه عدة طعنات قاتلة، سقط بعدها جثة هامدة وسط بركة من الدماء، وتخلصا من جثته بجانب الطريق، وأخذا السيارة وفرا هاربين.

 

الوقت تأخر ولم يحضر اسلام، هكذا حدث الأب نفسه، ولأول مرة يشعر بضيق في صدره وكأن شيئا ما جاثم على قلبه لم يشأ أن ينقل خوفه هذا لأفراد أسرته، اتصل بابنه اكثر من مرة إلا أن هاتفه لا يجيب، مرة تلو الأخرى وفي آخر مرة وجد هاتف ابنه مغلقًا، فبدأ يزداد القلق والتوتر في قلب أفراد أسرته لا والده فقط، جلسوا يفكرون ماذا يفعلون فالوقت يمر واسلام مازال اختفاؤه غامضًا.

 

جراج

لكن في لحظة تذكروا أن السيارة بها جهاز «جي بي أس» فتتبعوا جهاز التتبع الخاص بالسيارة، حتى اكتشفوا تخزينها داخل جراج بمنطقة دار السلام بمحافظة القاهرة، هرولوا إلى هناك فوجدوا عليها آثار دماء، وبسؤال صاحب الجراج عن صاحب السيارة قرر؛ أن شابين توحي تصرفاتهما ولغة اسلوبهما بالبلطجة احضراها قبل الإفطار، بدأ الشك والخوف يدخل قلب رب الأسرة، فأسرع إلى ديوان قسم شرطة دار السلام وبالتحديد داخل مكتب رئيس مباحث القسم الذي قص عليه الحكاية من بدايتها من اللحظة التي خرج فيها اسلام على رزقه إلى تتبعه بواسطة جهاز الجي بي اس التي قامت شركة النقل بتركيبه داخل سيارته.

 

كان يبدو من كلام الأب أن المسألة ربما تكون فيها جريمة، تم تحرير محضر بكلام الأب وسرعان ما تم إخطار مدير مباحث العاصمة الذي أمر بسرعة حل اللغز وضبط الجناة، بعدها بلحظات تلقي رئيس المباحث بلاغًا يفيد بالعثور على جثة تشبه مواصفات البلاغ،وانتقل إلى المكان ليجد جثة على جانب الطريق الصحراوي بها علامات طعن في جميع أنحاء الجسد، بينما انتقل رجال المباحث إلى الجراج، وتحفظوا على السيارة التي لا تزال عليها آثار دماء، وبدأوا في إجراء التحريات، كان على الأب أن يتعرف على جثة ابنه وبها آثار طعنات غائرة، انهار الأب في ذات اللحظة غير مصدق أن فلذة كبده فقده في غمضة عين.

 

على الجانب الآخر كان رجال مباحث قسم شرطة السلام توصلوا لهوية المتهمين وضبطهما، واقتيادهما إلى ديوان القسم، بمواجهتهما أمام رئيس المباحث اعترفا قائلين؛»أن القصة بدأت لما وقف لهما وقال لهما المجني عليه تعالوا أوصلكوا في طريقي وبدون مقابل بعدها بدأ الاثنان في تنفيذ الجريمة خاصة وأن الطريق خالي من السيارات في هذا الوقت والمسرح صار مهيئًا لهما لارتكاب جريمتهما، حيث قام الشخص الذي يجلس في المقعد الخلفي في السيارة  بذبحه بسلاح أبيض، بينما تولى المتهم الآخر تقييد حركته حتى فارق الحياة، متأثرا بنزيف الدماء نتيجة طعنه أكثر من طعنة في رقبته، ثم إلقائه على جانب الطريق، بعدها أخذا السيارة وأخفياها داخل جراج بمنطقة دار السلام، تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار مدير الأمن الذي أمر بإحالتهما إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.

 

انهى الأب الإجراءات الخاصة بالحصول على تصريح دفن جثة ابنه، وتمت صلاة الجنازة في مسجد سيدي عمر بمنطقة ناهيا بمحافظة الجيزة، ودفنه وسط حالة من الحزن شارك فيها الأهالي من سكان المنطقة.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة