مرض جدري القرود
مرض جدري القرود


ماذا تعرف عن «جدري القرود».. ولماذا يرعب العالم؟

شيرين الكردي

الأحد، 22 مايو 2022 - 02:10 م

 

رعب جديد وقلق دولي يجتاح العالم ويرافق انتشار مرض "جدري القرود " في أكثر من قارة وسط مخاوف من تحوله إلى موجة وباء عالمية، وهو مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، بعدما أعلنت عدد من الدول حول العالم تسجيل إصابات بمرض جديد يعرف بـ"جدري القرود".

فقد أعلنت القوات المسلحة الألمانية عن اكتشاف أول إصابة بجدري القرود في مدينة ميونخ، كما سجلت فرنسا أول إصابة في العاصمة باريس.

 

وأكدت وكالة الصحة الكندية تسجيل أول حالتي إصابة بجدري القرود لدى البشر، فيما أعلنت الولايات المتحدة تسجيل أول إصابة بجدري القرود بعد وصول شخص مصاب من كندا.

 

وأعلنت إسبانيا اكتشاف 23 إصابة في مدريد بجدري القرود، كما سجلت البرتغال أكثر من 20 إصابة في منطقة لشبونة يشتبه بأنها جدري القرود، فيما تحدثت إدارة الصحة في مونتريال عن وجود 17 حالة مشتبها بها بجدري القرود.

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على جدري القرود فعالة بنسبة 85%.

أوضحت منظمة الصحة العالمية عن أعراض هذا المرض النادر وطرق العدوى، نقلا عن موقع "العربية.نت" .

- مرض نادر وانتشاره محدود :

وأشارت المنظمة إلى أن جدري القرود هو مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، وهو مرض فيروسي حيواني المنشأ يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة، ومع أن الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا، كما ينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسية الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

ويُنقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، ويتراوح في العادة معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10%، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنّاً.

فاشيات المرض وانتقاله :

وأكدت الصحة العالمية ، أنه كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري في عام 1968، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي رُئِي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.

وتابعت المنظمة، أن العدوى تنجم بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، وقد وُثِّقت في إفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علماً بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، ومن المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوِّثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

كما ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أيّة بيّنات تثبت أن جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرّد انتقاله من شخص إلى آخر.

- علامات المرض وأعراضه :

إلى ذلك، أوضحت المنظمة أعراض المرض، حيث تتراوح فترة حضانة جدري القردة وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

وتنقسم مراحل العدوى إلى فترة الغزو صفر يوم و5 أيام، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.

وفترة ظهور الطفح الجلدي في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين 75%.

ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.

كما يُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة، وعادةً ما يكون جدري القردة مرضا محدودا ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.

ويعتبر معدل الوفيات في الحالات تبايناً كبيراً بين الأوبئة ولكنّ نسبته لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القردة.

- تشخيص المرض :

وتشتمل التشخيصات التمايزية التي يجب أن يُنظر في إجرائها على أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية، ويمكن أن يكون تضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري.

ولا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلا في المختبر حيث يمكن تشخيص عدوى الفيروس بواسطة عدد من الاختبارات المختلفة.

- لا علاج ولا لقاح :

كما أكدت المنظمة أنه لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، ولكن يمكن مكافحة تفشيه، وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة.

وتبيّن في إفريقيا أن عدوى جدري القردة تحملها أجناس كثيرة من الحيوانات التالية: السناجب المخطّطة وسناجب الأشجار والجرذان الغامبية والفئران المخطّطة والزغبات والمقدمات، ولا تزال هناك شكوك تحيط بالتاريخ الطبيعي لفيروس جدري القردة ويلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مستودعه بالضبط وكيفية بقائه في الطبيعة.

وحذر خبراء بريطانيون ومن منظمة الصحة العالمية من أن الأسوأ فيما يتعلق بمرض جدري القرود لم يأت بعد، وذلك وسط مخاوف دولية من تحول الفيروس لوباء عالمي.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستراتيجية بالمنظمة والفريقِ الاستشاري المعني بالأوبئة لبحث تفشي العدوى التي سجلت أكثر من 100 حالة خارج البلدان الإفريقية، حيث تستوطن العدوى، وعمّا إذا كانت المنظمة هي المسؤولة عن إعلان حالة الطوارئ العامة، قالت إنها ليست الجهة المعنية بهذا الإعلان.

اقرأ أيضاً .. جدري القرود.. الأعراض والعلاج والوقاية من الفيروس

وأكدت أن هناك لجنة من الخبراء مكونة من علماءَ من جميع أنحاء العالم هي المخولة بذلك.

يأتي ذلك فيما قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية، إن من المرجح اكتشاف مزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة خلال الأيام القادمة، لكن الخطر على المواطنين ما زال منخفضا في الوقت الراهن.

وفي خضم سلسلة متعاقبة من الإصابات في بريطانيا إسبانيا البرتغال وأمريكا، أعلنت كل من فرنسا وأستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا عن تسجيل حالات جديدة.

إعلان تبعته اجراءات وقائية للسلطات البريطانية بعد تزايد الحالات المصابة بالفيروس ونفذت حملة تطعيم للعاملين بمجال الرعاية الصحية والمعرضين غيرهم لخطر الإصابة.

تطعيم يقول عنه المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه غير مخصص لجدري القرود وإنما اللقاح المتوفر للحماية من الجدري العادي.

المرض الذي لا علاقة لتسميته بالقرود سوى أنها كانت أولى ضحاياه عام 1950، ينتقل عبر رذاذ الزفير والملامسة، وفقاً للصحة العالمية، التي أكدت أن اللقاحات المتوفرة فعالة بنسبة 85% للقضاء على أعراضه المتمثلة بالطفح الجلدي والحمى والصداع.

جدري القرود عدوى فيروسية نادرة تم القضاء عليها عام 1980، وعلى الرغم من تعافي معظم المصابين بعد أسابيع قليلة إلا أنها تشكل خطراً جسيماً اذا نتج عن سلالة الكونغو الأخطر بنسبة وفيات تصل إلى 10%.

فيما تمثل سلالة غرب إفريقيا أقل خطورة بمعدل وفيات واحد بالمئة وهي المنتشرة حتى الآن.
وبينما كان العالم مشغول باحتواء وباء كورونا إلا أن بلدان القارة الإفريقية عانت من انتشار جدري القرود في الأشهر القليلة الماضية واستطاعت وفقاً لوكالة الصحة العامة الأفريقية إلى احتواء العديد من الحالات.

ومع ذلك لا يتوقع العلماء تطور العدوى إلى جائحة مثل كوفيد-19 لأن المرض لا ينتشر بسهولة مثل سارس-كوف-2.

وليس هناك لقاح محدد لجدري القرود، لكن المعلومات توضح أن اللقاحات التي تستخدم للوقاية من الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85% ضد جدري القرود، كما تقول منظمة الصحة العالمية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة