الأمن الفرنسى
الأمن الفرنسى


الأمن الفرنسى مازال يبحث عن لصوص مجوهرات باريس

أخبار الحوادث

الأحد، 22 مايو 2022 - 04:17 م

مي السيد

تعانى فرنسا يوما بعد يوم، من تردى الأوضاع الأمنية فيها، حيث كانت العاصمة باريس على موعد مع جريمة منظمة، داخل أشهر ساحات فرنسا والتى تشتهر بكونها موطن لأرقى بيوت المجوهرات فى العالم منذ نهاية القرن التاسع عشر، والتى يباع في داخلها أفخم المجوهرات والساعات العالمية التى تقدر بملايين الدولارات.

 

ففى قلب العاصمة باريس، كان المسلحون يروعون المارة وهم فى طريقهم لسرقة متجر شانيل وهو واحد من أفخم العلامات التجارية لبيع الساعات والمجوهرات بساحة فوندوم، والغريب أن واقعة السرقة تمت فى سهولة ويسر فى وضح النهار وأمام أعين الجميع، حتى أن بعض المواطنين قاموا بتصوير الحادثة على هواتفهم المحمولة، والتى انتشرت كالنار فى الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعى.

فطبقا للفيديوهات المنتشرة وتصريحات الشرطة، يبدو أن العصابة الإجرامية إما أن تكون قد اتسمت بالذكاء الشديد، لتنفيذها لتلك الخطة فى ذلك الوقت أو أنهم مجرد هواة ومدمني مخدرات لا يعرفون ما يفعلون، وكان الحظ حليفهم فى تنفيذ خطتهم المجنونة لسرقة المتجر الشهير.

 

كانت ساحة فوندوم المكونة من عدد من الشوارع، تدب فيها الحياة عندما كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا، فالزوار مقبلون من كل حدب وصوب، والمارة مكتظون أمام المتاجر الشهيرة، وحتى السيارات كانت منتشرة كعادتها بين إشارات المرور وعلى جوانب الطرقات، كل المعطيات تشير إلى أن المنطقة فى ذلك الوقت تعيش زخمًا رهيبًا لمؤشر الحياة الطبيعية، ولكن أمام متجر شانيل الشهير لبيع المجوهرات والساعات، كان الوضع مختلفًا بالمرة، الجميع يقف بذهول لتلك الدراجة البخارية الواقفة أمام المتجر، فبجوارها كان يقف ملثم لا يرى منه أى شيء.

تفاصيل

فى ثوانى معدودة، كانت دراجة بخارية أخرى قد حضرت، يقودها شخص لا يختلف عن سابقه، ملثما من أعلى رأسه إلى كعبيه، ووقف بجوار زميله، ورغم أن الحياة  تسير بشكل طبيعى خارج المتجر، إلا أن الجميع أيقن أن هناك شيئا ما يحدث داخل متجر المجوهرات الشهير.

 

فى بضع دقائق كان الأمر قد انكشف واتضحت الصورة، فبينما كان قائدا الدراجتين يقفان فى الخارج أمام المتجر، إذ بآخرين ملثمان يخرجان مسرعين من داخل المتجر وبحوزتهما عدد من الأكياس السوداء، وما أن شاهدهما الملثمان بالخارج، حتى انقضا على مقابض دراجتهما، واستقل كل اثنين على واحدة وهربوا جميعا مسرعين بعيدا عن أعين وهواتف المارة.

 

 بعد انتشار الفيديوهات على نطاق واسع إعلاميًا، اضطرت الشرطة لإصدار بيان سريع لشرح تفاصيل الواقعة، كما نقلت وسائل إعلام محلية أقوال شهود عيان كانوا متواجدين وقت عملية السطو، حيث قالت شرطة باريس؛ إن عملية السطو وقعت فى وضح النهار بمنطقة بلاس فاندوم وسط العاصمة، والغريب أن نفس المنطقة شهدت عملية أخرى لسرقة مقتنيات باهظة الثمن العام الماضى.

 

وعن الفيديوهات المنتشرة للواقعة قالت الشرطة؛ أنها حقيقية، ولكنها لم تصل إلى أى معلومات حول هويات اللصوص، كما اكتفت مؤسسة شانيل صاحبة العلامة التجارية بالقول بأنه لم يتأذ أحد، وأن الجناة الأربعة انطلقوا على متن دراجتين ناريتين بسرعة فائقة حاملين معهم حقائب بها ما حصلوا عليه من مسروقات ثمينة، وأنها تتعاون مع الشرطة من أجل كشف غموض الحادث، ولكنها رفضت الكشف عن قيمة البضائع المسروقة، والتى رجحت وسائل إعلام فرنسية أنها تقدر بالملايين.

 

تحدثت بائعة فى متجر مقابل لمتجر شانيل لوسائل الإعلام عن تفاصيل الحادث، كونها كانت فى المكان لحظة الجريمة، وقالت مارتينو، البالغة من العمر 26 سنة؛ "كانت الساعة حوالى الساعة الثانية والنصف ظهرا عندما وقعت السرقة، رأيت رجلا يحمل بندقية كلاشينكوف على دراجة نارية، وبعد دقيقتين، خرج ثلاثة رجال آخرين بأكياس سوداء كبيرة وكان بحوزتهم أسلحة آلية، ثم ركبوا دراجتين ناريتين وغادروا بسرعة كبيرة".

مافيا

وشهدت فرنسا خلال السنوات الماضية ازديادًا فى حالات السرقة للمحلات والأفراد بصورة كبيرة، الأمر الذى رجحه البعض بظهور مافيا جديدة للساعات والمجوهرات فى فرنسا، جعلت الأمر أكثر صعوبة على رجال الشرطة الفرنسية، الذين شكلوا فرقا من المباحث والأمن الداخلى من أجل حل لغز تلك القضايا، التى ربما لم تكن الأولى خلال الأعوام الماضية.

 

 وتعتبر منطقة فرانش كوتيه هى المكان الذى تنطلق منه تلك الصناعة العالمية التى بدأت فيها عام 1880 ميلادى، حيث تنتج ما يقرب من 90% من تلك الساعات والمجوهرات الفاخرة، أما ساحة فوندوم الشهيرة والتى تمت فيها حادثة السرقة فتعتبر هى أكثر الأماكن فى فرنسا التى تباع فيها تلك المجوهرات والساعات الثمينة.

 

وكان من أشهر الجرائم التى تمت على الأراضى الفرنسية، هى سرقة رجل أعمال روسي بطرقة وصفتها الشرطة احترافية، حيث كان عائدا إلى منزله فى مدينة الريفييرا الفرنسية بمنطقة كان، فى ساعات متأخرة من الليل، بعد الانتهاء من قضاء سهرة عطلة الأسبوع برفقة أصدقائه.. كان مظهره يدل على أنه رجل ثرى جدا.. حيث يستقل سيارة فاخرة من طراز بنتلى.. ويضع على معصمه ساعة قيمة تقدر قيمتها بـ 550 ألف يورو.

 

كان أفراد العصابة المنظمة فى انتظاره مستقلين دراجات نارية، وبأسلوب المغافلة تمكنوا من انتشال الساعة، دون علمه، ولم يكتشف عدم وجود الساعة، إلا بعد عودته للمنزل وقام بإبلاغ الشرطة بما حدث، ولكن كانت الساعة من طراز ريتشارد ميل، وسارقوها قد اختفوا تماما.

جريمة أخرى شهدتها فرنسا؛ عندما خسر مواطن فرنسى أخر ساعة يده التى اشتراها بقيمة 70 ألف يورو.. وكشفت الشرطة أن من يقوم بتلك السرقات هم أفراد عصابة إيطاليين متخصصين فى تلك الجرائم وسرقة الساعات الفاخرة والثمينة، وكشف أحد المحققين التابعين للشرطة؛ أن هؤلاء الجناة تمكنوا حتى الآن من الاستيلاء على ساعات بقيمة مليون يورو ومازال البحث عنهم جاريا فى مختلف أنحاء فرنسا.

بالأرقام

ومن ناحيتها كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية؛ أن فرنسا تشهد ارتفاعًا فى نسبة الجريمة المنظمة، وزيادة فى العنف بدأت تصل للمدن الحساسة، كما أن استخدام الأسلحة أصبح السمة المميزة للجريمة المنظمة، بحيث يمكن أن يرتكب الجناة اليوم جرائم القتل والشروع فيه دون أن يكونوا بالضرورة لصوصا متمرسين أو تجار مرموقين.

 

وحول ارتكاب الجريمة فى وضح النهار قالت الصحيفة؛ أن هناك جيلا جديدًا من رؤساء العصابات الناشئين ليست لديهم قواعد ولا بوصلة، وأوضح مكتب مكافحة الجريمة الفرنسية؛ أن نسبة 30 أو 40% من عمليات إطلاق النار تقع بين الثامنة صباحا والثامنة مساءً، مما يعنى جداول غير عادية وتغيير فى الأسلوب، مقارنة بجداول المخضرمين الذين يبدون أكثر حرصًا وأكثر تحركًا لضرب أهدافهم فى الليل دون شهود أو حركة مرور.

 

وفى سياق متصل كشفت الصحيفة داخل تقريرها أن سرقة المجوهرات والساعات تعتبر جزءًا من اهتمامات الشبكات المنظمة، متحدثة عن صراع من نوع أخر يتم بين العصابات وبعضها بسبب الخصومات حول مناطق النفوذ، حيث أشارت إلى وجود ما لا يقل عن 75 عملية تصفية جسدية أدت الى مقتل 108 ضحايا بينهم 42 قتيلا. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة