القوات الأمريكية فى الصومال
القوات الأمريكية فى الصومال


تعرف على اسباب عودة الجيش الأمريكي للصومال

الأخبار

الأحد، 22 مايو 2022 - 07:19 م

كتبت : مروى حسن حسين

فى قرار مفاجئ ومتناقض بشكل صارخ مع القرار المثير للجدل بسحب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان العام الماضي، وافق الرئيس الامريكى جو بايدن على إعادة نشر القوات الأمريكية فى الصومال لمواجهة خطر جماعة الشباب الإرهابية، فى خطوة تخالف قرار سلفه، دونالد ترامب، الخاص بسحب جميع القوات الأمريكية من الصومال عام 2020.

قرار بايدن جاء بعد ساعات من فوز الرئيس الصومالى السابق حسن شيخ محمود، برئاسة البلاد مرة أخرى، فى تصويت أجراه نواب البرلمان الأسبوع الماضى، وفى وقت تقترب فيه البلاد من اختيار مجلس تشريعى جديد وسط آمال دولية بأن يسعى الرئيس الجديد لحلحلة الأزمات بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسى والأمنى.


فى ديسمبر 2020، أمر الرئيس ترامب انذاك القوات المتمركزة فى الصومال بالانسحاب ‏بحلول أوائل عام 2021، وكانت هذه القوات تساعد فى قمع حركة الشباب من خلال تدريب القوات ‏المحلية وتنفيذ الضربات الجوية.

‏ فى ذلك الوقت، قال ترامب إن ذلك جزء من جهوده لإنهاء «الحروب الأبدية».‏ المنتقدون لقرار ترامب رأوا أن الانسحاب حقق مكاسب لحركة الشباب -الفرع الصومالى القوى للقاعدة- خاصة أن حركة الشباب أصبحت أقوى منذ ذلك الحين.


ولم يكن دور القوات الأمريكية فى الصومال قياديا أو قتاليا كما لن يكون بعد إعادة نشرها مجددا بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية، بل يقتصر على تقديم المشورة والدعم اللوجيستى والاستخباراتى للقوات الصومالية.


غير أن بايدن لم يسلم بدوره من الانتقادات، خاصة أنه نفسه من اتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان وسط انتقادات داخلية وخارجية مماثلة بعد عقدين من الاحتلال الأمريكى ورغم استعادة طالبان السيطرة على البلاد خلال الأسابيع الأخيرة من الوجود الأمريكي.


ولهذا فتحت موافقة بايدن على إعادة نشر حوالى 500 جندى فى الصومال، الباب أمام التساؤلات عن الأسباب الأمريكية الفعلية المتصلة بشكل وثيق مع حركة المرور فى مضيق باب المندب فى البحر الأحمر وهو أن إعادة الانتشار الأمريكى داخل القرن الأفريقى تأتى لمواجهة النفوذ الصينى والروسى المتزايد داخل المنطقة.


ويعد تنامى الدور الصينى فى القرن الأفريقى من محفزات التدخل الأمريكى فى الصومال، حيث نجح الصينيون فى التمركز فى جيبوتي، وعينوا مندوبا للقرن الأفريقى للمرة الأولى فى تاريخهم، وسعوا لإنهاء الحرب فى إثيوبيا بين حكومة آبى أحمد وجبهة تحرير تيجراي.


وفى موازاة التغلغل الروسى فى مالى وبعض دول الوسط والساحل الأفريقي، عبر مجموعة «فاجنر» وتراجع الدور الفرنسي، طرق الأمريكيون باب الصومال مجدداً، لأهميته الاستراتيجية نفطياً وجغرافياً، ولعدم ترك القارة الأفريقية ساحة روسية ـ صينية.


وتأتى عملية نشر الجنود الأمريكيين فى الصومال، فى وقتٍ يشهد انتشارا عسكريا كبيرا للولايات المتحدة بعد أن أعادت نشر آلاف الجنود فى أوروبا، خصوصاً فى دول الجناح الشرقى لحلف شمال الأطلسى (لاتفيا، إستونيا، ليتوانيا، بولندا)، على خلفية الغزو الروسى لأوكرانيا.


وتؤكد إدارة بايدن أن عودة القوات تسير وفق اعتقاد من مسئولين عسكريين بأن حركة الشباب لها أولوية بالنظر إلى التهديد الذى تمثله، والذى يتطلب وجوداً أمريكياً لمواجهته، لا سيّما أن قرار الانسحاب جاء بنتيجة عكسية، وكلفة أكبر.

اقرأ ايضا | مصرع 5 جنود إثيوبيين بكمين نصبه مقاتلو «حركة الشباب» في الصومال

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة