«فراشيح» البحر الأحمر.. مُتعة البدو مع الشاي على «نار هادئة»
«فراشيح» البحر الأحمر.. مُتعة البدو مع الشاي على «نار هادئة»


حكايات| «فراشيح» البحر الأحمر.. مُتعة البدو مع الشاي على «نار هادئة»

وجيدة عبداللطيف

الإثنين، 23 مايو 2022 - 01:30 م

في صحراء البحر الأحمر، تجد بعض البدويات متعتها في إعداد «الفراشيح»، محافظة على بساطتها المعيشية وابتسامتها الهادئة المحفوفة بالعادات والتقاليد في صناعة الخبز البدوي. 

 

مرت مئات السنوات ولا يزال المجتمع البدوي في البحر الأحمر متمسكًا بعاداته وتقاليده التي يتوارثها الأجيال، مثل المجتمعات العربية في كل البلدان، التي لديها عادات وتقاليد وأعراف يحافظ عليها أبناء البادية.

 

ولعل أحد أبرز تلك العادات صناعة خبز يطلق عليه البدو اسم «الفراشيح»، وهو عبارة عن خبز بسيط لا يحتاج وقت أو جهد لصناعته، ورغم ذلك فهو يعتبر عمود البيت البدوي، كما يُطلق عليه.

 

لا يخلو بيت في الوديان أو التجمعات البدوية والمدن أيضا من الدقيق، ويقولون إن الشاي والسكر والملح والدقيق هم أساس اقتصاد البيت البدوي، لأنه يستطيع من خلال الدقيق صناعة الخبز، وجرى العرف بين البدو على أنه إذا كان البيت ليس به أي طعام يتم تسوية الفراشيح على النار وأكله مع الشاي.

 

 

 

والفراشيح أحد أهم أنواع الخبز الذي يشتهر به أهالي الصحاري والوديان، وله مميزات عدة أهمها أن صناعته لا تستغرق سوى بضع دقائق، حيث يجري عجن الدقيق بالمياه ويضاف إليها الملح، وبعد العجن مباشرة يتم تقطيع العجين إلى قطع ثم يجرى فردها على سطح مستوي.

 

وتقوم المرأة البدوية بزيادة فردها باستخدام يدها، وتوضع على صاج مصنوع من الحديد، ويتم رفعها من على النار بعد أقل من دقيقة، لتكون جاهزة للأكل، ومن مميزاته أنه خبز صحي، فهو عبارة عن دقيق بلدي مدعم يصرف لأهل البادية بديلا للعيش، ويتم طحن دقيق بالطحان يدوي بطريقة بدائية ليكون جاهز للعجن، ويضاف إليه الماء والملح فقط، إلى جانب أن هذا الخبز يظل طازجا (طري) عدة أيام خارج الثلاجة.

 

 والفراشيح تسوى على نيران الحطب، وهو ذات طعم أفضل من التي يتم تسويتها على الغاز، ويقدم بجوار كل الأطعمة، وبخاصة اللحم والجبن المضاف إليه الزعتر وزيت الزيتون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة