خالد أبو بكر
خالد أبو بكر


خالد أبو بكر يكتب: هذه رسالتي للسيد وزير الداخلية 

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 23 مايو 2022 - 05:09 م

وزير الداخلية الحالي يعمل ولا يتكلم، وما حدث في عهده أمور إيجابية كثيرة ستذكر بكل احترام، وقد استمعت إليه في اجتماع وزراء الداخلية العرب وجدته مفوهًا ومخارج حروفه ولغته العربية رائعة، ويجيد الخطاب وله شخصية ظاهرة أثناء حديثه، وكان من الممكن أن يستغل وزير الداخلية هذه الملكة لمخاطبة الرأي العام للحصول على مكاسب لوزارته أو لإبراز عمله طوال السنوات الماضية.


ويستطيع بلقاء تلفزيوني واحد أن يكسب شعبية كبيرة عما يفعله وزراء كثيرون في عشر لقاءات، لكن الرجل لم يفعل وآثر الصمت واختار منهج العمل، وطلب منه في أوقات كثيرة أن يذهب و يحمل على كتفه جثامين زملائه وأبنائه من أطهر رجال الداخلية، والذين اغتالتهم يد الغدر، وأثناء الجنازات وفي نفس اللحظة مطلوب منه أن يتغلب على حزنه وأن يعطي تعليماته، وأن يكون لديه الثبات الانفعالي الكامل؛ لأنه لا وقت إلا للعمل، فهو ليس مسئول عن تشييد مبنى يمكن أن يتوقف العمل فيه أثناء الأعياد، لا… هو مسئول عن بلد الأمن فيها لابد أن يتوفر على مدار اللحظة، ولا مجال للإجازة أو الراحة، وهذه هي العقيدة التي تربى عليها رجال الداخلية منذ الالتحاق بكلية الشرطة وهم في العشرينيات من أعمارهم وحتى أن يصبحوا قيادات في الداخلية. 

 

وإذا كانت الحرب على الإرهاب هي المعركة التاريخية التي ستكتب بأحرف من نور لرجال الداخلية، فإنني وفي نفس الوقت أود أن ألفت النظر إلى معارك أخرى لا تقل أهمية عن معركة الإرهاب لكنها لم تأخذ حقها، لذلك أردت أن أنقل للسيد الوزير رسالتي:


سيادة الوزير أطلب منك يوم الأربعاء القادم أن تبدأ يومك بالذهاب إلى الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، وأن تنقل لهم جميعًا رسائل دون إحراج وبشكل واضح، قُل لهم ياسيادة الوزير:

 

أن أي قرار خاطئ يتم اتخاذه إنك أنت ورجالك من يتحمل تبعاته، أطلب منك أن تقول لوزير التموين أن نقص أي سلعة أو التوزيع الخاطئ لها يؤدي إلى جرائم تحتم على رجال الداخلية مواجهتها، أطلب منك أن تقول لوزير الصحة إن عدم استقبال المرضى بشكل لائق في الطوارئ، وعدم توفر الدواء يؤدي إلى جرائم تحتم على رجال الداخلية مواجهتها، أطلب منك أن تقول لوزيرة الصناعة أن أي قرار خاطئ يؤدي إلى غلق المصانع وتسريح العمال نتيجته جرائم تحتم على رجال الداخلية مواجهتها، أطلب منك أن تقول لوزير التعليم إن مشهد خروج طلاب الإعدادي والثانوي للشارع بعد انتهاء اليوم الدراسي ليست الداخلية السبب فيه.. لكنها مطلوب منها أن تواجهه بحزم وبتوجيه وبحرص على أبنائنا وأيضًا حرص على القانون ولا يخفى على أحد هذه السلوكيات التي ما أصعب مواجهتها خاصة أن فاعلوها من المفترض أنهم طلاب علم.

 

أطلب منك أن توجه رسالة إلى وزير التعليم العالي تقول فيها: أنه يجب محاربة الإرهاب بالفكر والعلم في الجامعة، صف له يا سيادة الوزير كم الأفكار التي خرجت طوال السنوات الماضية وكم دفعنا من دماء أبنائنا نتيجة أن الماكينة مازالت تفرز أشخاص محملين بهذه الأفكار الهدامة.

 
قل له ياسيادة الوزير: إن الحرب على الإرهاب ليست مواجهة أمنية فقط، وإنما فكر تعليمي وثقافي، اخبره أن ضعف مستوى التعليم الجامعي يؤدي إلى خروج آلاف إلى سوق العمل ليسوا مؤهلين بالشكل الكافي فإذا بنى أو خطط أو تاجر فستجد نتيجة عمله أخطاء وجرائم أيضًا يتحتم على رجال الداخلية مواجهتها.

 

قل لهم ياسيادة الوزير: إن ضابط المرور في شهر أغسطس يقف في الطريق الصحراوي في عز الظهر عشان ينظم المرور والناس رايحة الساحل و لم يقل لا، بس كل اللي عاوزه لما يقول للمواطن رخصك تطبيقًا للقانون محدش من السادة المواطنين يقول له أنت ما تعرفش أنا مين؟

 

قل لهم ياسيادة الوزير: أن عدم توافر نظم الدفاع المدني في بعض الأبنية أدت إلى إندلاع حرائق دخل ضباط وأفراد الشرطة بأجسادهم لإطفائها كي ينقذوا أرواح العائلات. 

 

أخبر وزير الإسكان أن المناطق العشوائية تحتاج إلى عشر ضباط مباحث أوأكثر، وإن الدائرة بيبقى فيها ثلاثة إلى أربعة ضباط لضيق الحال   مطلوب منهم التعامل مع سلوكيات إجرامية متعددة ومطلوب منهم التعامل مع المسجلين والبلطجية وتجار المخدرات.

 

سيادة الوزير اذهب إلى اجتماع مجلس الوزراء القادم ولا تُحرج أن تواجههم بحقائق كثيرًا ما تتحملها أنت ورجالك نتيجة أخطاء لا ذنب لك فيها.

 

وبعد أن تنتهِ من رسائلك للحكومة الأسبوع القادم اذهب إلى البرلمان وسأكتب لك ماذا يمكن أن يقول له رجال الداخلية للمشرع.


أما رسالتك للمواطن المصري فقد كتبتموها بدماء طاهرة، وبتضحيات لايقدر عليها إلا رجال عاهدوا الله، ومازال السباق على الالتحاق بكلية الشرطة قائمًا .. ومازالت الكلية تخرج لنا سنويًّا أبطال جدد، وجب عليهم جميعًا مواجهة الجريمة وتحمل أخطاء الجميع وتحمل النقد أيضًا لكنها كتبت عليهم وهم أهل لها .


وبعد أن تنتهِ ياسيادة الوزير من رسائلك اذهب ووجه خطابك إلى رجالك من أبناء الداخلية وبلغهم بنتائج اجتماعاتك.. ولا تكن متفائلًا كثيرًا، أو الأفضل قل لرجالك: استعدوا أكثر وضحوا أكثر واعملوا أكثر؛ لأن قضايانا ممتدة ومعقدة ولن تحل في يوم وليلة، واهمس في أذنك أن لا تنسى سيادتك أن تسألهم عن أحوالهم المعيشية أو عن دخلهم مقارنة بما يطلب منهم من عمل.. وقل لهم أنهم في دي كمان يتحملوا، وبعد أن ينتهِ يومك لا أعرف إذا كنت ستذهب إلى بيتك أم إنك كالعادة ستنام ساعات في مكتبك لكن في كل الأحوال أتمنى لك نومًا هادئًا.


إزاي!؟الحقيقة ماعرفش

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة