الزوجان
الزوجان


أسرة الزوج : لحظة النطق بالحكم يوم عيد

أخيرًا.. الإعدام للمتهمة بقتل طفلتها «مودة»

أخبار الحوادث

الخميس، 26 مايو 2022 - 04:00 م

كتبت: حبيبة جمال

داخل قفص الاتهام بمحكمة جنايات الجيزة كان المشهد؛ تقف آية وبجوارها شقيقها محمد وثالثهما عمهما، ينتظرون بعيون زائغة وقلب مرتجف حكم القاضي في جريمة القتل التي ارتكبوها، وعلى الجانب الآخر يصعد المستشار عبدالشافي السيد عثمان منصة الحكم وبجواره المستشارين أحمد محمد دهشان، وياسر على الزيات، فجأة يعم الصمت أرجاء القاعة، ينظر القاضي للمتهمين الثلاثة ثم يصدر حكمه قائلا: «حكمت المحكمة حضوريًا وبإجماع الآراء بمعاقبة آية خالد بالإعدام شنقًا لقتلها ابنتها الطفلة مودة، وبمعاقبة كل من شقيقها محمد خالد وعمها بالسجن المشدد سبع سنوات»... ليكون هذا الحكم هو الفصل الأخير من تلك القصة المأساوية التي مازالت حديث أهالي أوسيم حتى الآن.. في السطور التالية نسرد لكم القصة كاملة من داخل منزل الزوج المخدوع ومنزل أسرة المتهمين.

 

إقرأ أيضاً | الأجهزة الأمنية تكشف تفاصيل لغز مقتل سيدة وإلقائها في القمامة بأكتوبر

 

مودة، هو اسم بطلة قصتنا، طفلة لم تكمل عامها الثاني بعد، ودعت الحياة مبكرًا بأبشع طريقة لك أن تتخيلها، قتلت غدر، تم خنقها ثم وضعها داخل جوال وإلقاء جثتها في المصرف، كل ذلك بلا رحمة أو ضمير أو إنسانية، فهي طفلة حديثة العهد بالحياة تكاد تكون تزحف على الأرض تلمح ابتسامتها فـ يهفو قلبك لحملها وضمها إلى صدرك، لكن الصغيرة لا تعلم أي ذنب اقترفته لتقتل بهذه الوحشية وعلى يد من إنها والدتها، فكل ذنبها أنها ابنة لأم خائنة، سلبتها حياتها وعمرها اعتقادًا منها بأنها عندما تتخلص منها لا يفتضح أمرها وسيمر الأمر مرور الكرام، ولكن جريمة الخيانة والقتل انتشرت بين الأهالي وحدثت الفضيحة، فلم تكتفِ بكونها خائنة فقط وإنما أصبحت أيضا قاتلة، والآن تنتظرها طبلية عشماوي.

 

حكاية وانتهت

بعد صدور الحكم على القاتلة، ذهبت «أخبار الحوادث» الى عزبة عبد الحميد نصر، بمنطقة أوسيم، وهي المنطقة التي حدثت فيها الجريمة، ذهبنا لمقابلة أهل الزوج المخدوع لنسمع منهم تفاصيل الحكاية، ورد فعلهم بعدما سمعوا الحكم، وبمجرد أن وطأت أقدامنا العزبة والكل يعرف القصة، سألنا عن عنوان الزوج وعندما وصلنا، التقينا بوالدته وشقيقته، رفضتا الحديث في البداية وقالتا: «قصة وانتهت.. وعلاقتنا بالمتهمة خلصت عندما عرفنا أنها خائنة، ولا نريد الحديث عن تلك الحكاية، وبالنسبة للحكم، هي أخذت جزاءها وحزننا فقط على الطفلة التي ماتت غدرا دون ذنب».

 

طلبنا منهم التواصل مع الزوج، ولكن شقيقته رفضت قائلة: «نحن نحاول مساعدة أحمد عبور هذه المحنة، وأن يتناسى تلك القصة ويبدأ حياته من جديد، فالأمر ليس هينًا، بعدما ظل لسنوات يحلم بأن يكون له طفل، وعندما تحقق حلمه يكتشف أنه ليس من صلبه، هي ضربة موجعة، وصدمة للجميع، وحكم الإعدام هو نهاية القصة».

 

أصل الحكاية

الحكاية بدأت قبل أربع سنوات من الآن، عندما قرر أحمد، ذلك الشاب الثلاثيني، الزواج من آية، فتاة في منتصف العشرينيات من العمر، تسكن على بعد خطوات منه، سرعان ما تم زفافهما وسط حفل كبير حضره الأهل والأصدقاء، وانتقلت آية للعيش معه في بيت أسرته، مرت الأيام والشهور وحلم الأبوة يطارد أحمد، فهذه هي الزيجة الثانية له، ويريد أن يكون له ابن يحمل اسمه من بعده، مر عامان على زواجهما حتى زفت له آية خبر حملها، كاد أحمد يطير من السعادة، فرحت الأسرة بأكملها، تسعة أشهر يعدهم أحمد يوما بيوم، ينتظر تلك اللحظة التي سيخرج طفله للنور ويحمله بين يديه، حتى تحقق الحلم وجاءت «مودة» للدنيا.

 

 انتشرت السعادة في أرجاء البيت بقدوم تلك الطفلة الجميلة، وبدأت تكبر يوما عن يوم أمام أعين جدتها، حتى وصلت لعام وتسعة أشهر، وفي غمضة عين انقلبت حياتهم إلى النقيض، تحولت من السعادة للشك والريبة؛ فحسب كلامهم أن آية اعتادت الخروج كثيرًا من المنزل، دائمًا ما كانت تتحدث عبر الهاتف، الأمر الذي أدخل الشك في قلوبهم، ثم بعدها جاءت أحاديث كثيرة من أهل القرية بسوء سلوكها، واجهها أحمد ونشبت بينهما مشاجرة وعلى إثرها قررت آية ترك البيت والذهاب لأسرتها، وهناك أخبرهم أحمد بما يدور داخل عقله وقلبه، وأحاديث الناس، وأنه يشك أن الطفلة ليست ابنته، فقرروا عمل تحليل البصمة الوراثية للتأكد من الحقيقة، وكانت الصدمة أن الطفلة ليست من صلب أحمد بالفعل؛ فقرر رفع قضية زنا وإنكار نسب، وبعد أسبوع من تحريره المحضر، اختفت مودة عن بيت والدتها، وبعدها كشفت المباحث أن الطفلة قتلت خنقا.

 

تم إلقاء جثتها في المصرف، والقاتل هو والدتها بالاشتراك مع شقيقها وعمها للتستر على جريمتها، فتم القبض عليهم جميعًا، وحسب تحقيقات النيابة أن المتهمة استغلت نوم الطفلة، وخنقتها بكل قسوة ووحشية، وبعدها أخبرت شقيقها وعمها بما فعلته، فقررا إخفاء معالم الجريمة، ووضعا الطفلة داخل جوال وألقياه بالمصرف، وذلك خوفا من افتضاح أمرها بعدما علم زوجها بأن الطفلة ليست من صلبه، فتم القبض عليهم وإحالتهم لمحكمة الجنايات والتي أصدرت حكمها العادل.

 

أسرة المتهمة

وبما أننا كنا داخل العزبة الصغيرة وعلمنا أن منزل الزوجة المتهمة قريب منا، ذهبنا إليهم، اعتقدنا في البداية أنهم حتما سيرفضون مقابلتنا، فالقصة ليست جريمة قتل فقط بل هي جريمة شرف أيضا، ولكن لحسن حظنا، الأسرة رحبت بنا وبدأت تتحدث معنا عن الواقعة، سردت لنا القصة منذ أن تزوجت آية وحتى الخلافات التي كانت بينها وزوجها، وعلى إثرها تركت آية بيت زوجها لستة أشهر، حتى عرفوا بقصة شك أحمد في نسب الطفلة، وهم من أخبروه أن يتم عمل تحليل البصمة الوراثية، وأيا كانت النتيجة يتم الطلاق في هدوء، حتى اختفت الطفلة، فخرجوا يبحثون عنها وكانت الصدمة العثور عليها مقتولة، والقاتل هي ابنتهم آية بالاشتراك مع شقيقها وعمها، وفي منزلهم كانت هناك صور للطفلة مودة ومقاطع فيديو لها هذا ما تبقى منها من ذكريات، حتى حذاؤها مازالت الأسرة تحتفظ به، واختتمت الأسرة حديثها بأن القضية لم تنته بعد، وهناك طعن على الحكم سيتقدمون به.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة