نجلاء شمس - مجمع البحوث الإسلامية
نجلاء شمس - مجمع البحوث الإسلامية


بقلم واعظة

أيها المحزون: أبشر

الأخبار

الخميس، 26 مايو 2022 - 07:29 م

بقلم: نجلاء شمس

يقول الله تعالى فى حديثه القدسي: (ما لعبدى المؤمن عندى جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) ، فالصبر على موت الأحبة ثمن نشترى به الجنة، فارفع رأسك، وكفكف دموعك، وتوجه لسجادتك؛ فدعواتك لفقيدك هى كل ما يحتاجه منك، كفاك أنانية؛ أنت تريده لك ومن أجلك وبجوارك، افرح له وأكثر من الدعاء له والإحسان إليه ؛ فهو عند خير مسئول وأكرم مأمول.

اصبر، فالصبر على قضاء الله هو إيمان وثقة بالله ، وحسن أدب مع الله ؛ فالله يُحب الصابرين ومع الصابرين وُيعين الصابرين ويَجزى الصابرين بغير حساب ، يُعطيهم حتى يُرضيهم، فإن فقدت الحبيب فلا تفقد الأجر فأى أجر عظيم لصابر محتسب ، قال تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)  سورة البقرة ١٥٥ ، ١٥٦، نعم إنا لله، نحن عبيد فى ملكه مطيعون لأمره، أرواحنا ، أولادنا أحبابنا، هى عطايا مُسْتردة وما دامت كذلك فإنها إليه راجعة وإنا إليه راجعون ،فأيها المشتاق المفارق ، مشاعر الحرقة والشوق فى داخلك هى رسالته الأخيرة لك بألا تتعلق ببشر، ورحيله المفاجئ عنك، هى موعظته الباقية لك بألا يغرك طول الأمل، وألا تغفل عن حقيقة الحياة الزائلة، فهى سباق نهايته الموت ، وسفر غايته التزود، فما الدنيا إلا فاقد أو مفقود وسابق أو لاحق ؛ فهى  إلى أمد والآخرة إلى الأبد، و تأكد أن الدنيا قد تضر أو تسر ، لكنها حتمًا ستمر، فالمتصبر يصبره الله، والمتسخط لا يتسع له صدر ، ولا يبقى له صبر، ولا يُحمد له أمر، ولا يحتسب  له أجر، وتقبل الصدمة على قدر صبر الإنسان وإيمانه ويقينه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة