يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

رحيل مُظفَّر النوَّاب

يوسف القعيد

الخميس، 26 مايو 2022 - 07:34 م

رحل مغترباً فى إمارة الشارقة شاعر العراق والعروبة الكبير: مُظفَّر النوَّاب "1 يناير 1934 - 20 مايو 2022"، تُوفّىَ فى أحد مستشفيات إمارة الشارقة التى أصبحت ملاذاً لكل المثقفين العرب الذين يعانون من الاضطهاد ببلادهم بفضل بصيرة ورؤية حاكمها المثقف الدكتور سلطان القاسمى. الذى جعل منها ملاذاً للمثقفين والأدباء والمبدعين العرب.


ومُظفَّر النوَّاب حكايةٌ ولا كل الحكايات. عاصرناها مُنذُ ستينيات القرن الماضى. وتابعناه، وقرأنا شعره، وحفظنا دواوينه. وفى مصر غنى الشيخ إمام بعضاً من أشعاره. ولست أدرى لماذا اختار منافى كثيرة ولم يأت إلى مصر؟ أو ربما أتى والذاكرة خوَّانة.

لكنه بعد أن ضاقت عليه الأحوال فى بغداد العراق هاجر منها إلى بيروت، ثم دمشق، وسافر إلى بعض المنافى الأوروبية، ولم يتوقف عن قول الشعر أبداً إلى أن مات مُغترباً فى الشارقة.


ولأن حاكم الشارقة مثقف كبير ومبدع مهم احتضنه، أما رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى إهتم كثيراً. نقلته طائرة من الشارقة بالإمارات العربية إلى بغداد حيث أُقيمت له جنازة شعبية ما كان يحلُم بها أى مُبدع عراقى كبير من اللذين تعرضوا للظلم والإضطهاد والغُربة والمنفى.


وقد انعكس كل هذا فى شعره الذى تغنى به الشعراء العرب جميعاً من الخليج إلى المحيط، ومن الشمال إلى الجنوب. من أعماله الشعرية: القدس عروس عروبتنا، جسر المباهج القديمة، قراءة فى دفتر المطر، بحار البحارين، بُكائية على صدر الوطن، براءة الأم، الإتهام، براءة الأخت، باب الكون، إلعب إلعب، عروس السُفُن، يوميات عروس الانتفاضة.


وكشاعر اختلف مع عصره وزمانه بنبلٍ وشرف وأمانة وإخلاص لكونه شاعر كبير لم يتخل أبداً عن قضاياه. فقد سُجِنَ ونُفِىَّ وهُجِّر أكثر من مرة. إلى أن إستقر به الحال فى إمارة الشارقة التى جعل منها المُبدع والكاتب الكبير الشيخ سلطان القاسمى حاكمها واحة لكل من يلجأ إليها.. المفاجأة الحقيقة فى رحيله هى حفاوة المسئولين العراقيين به. وإرسالهم طائرة خاصة لكى تُحضِر جثمانه.

أما الإستقبال الشعبى الجماهيرى الذى حوَّل جنازته فى بغداد إلى مُظاهرة ضخمة ما كان أحدٌ يتصور أنها مُمكن أن تحدث بهذا الحجم الكبير. ربما كان مصيره بعد أن اغترب عن بلاده مُجبراً مُعظم سنوات عمره، قد أوجد له هذه الجماهيرية العراقية والعربية التى تابعت إبداعاته الشعرية المتألقة عبر سنوات طويلة.


وقد قيل قديماً أن العراق بلد الشُعراء. فقد كان هُناك أيضاً محمد مهدى الجواهرى الذى عاش فى مصر فترة قصيرة من حياته.


كانت قصيدة مُظفَّر النوَّاب: القدس عروس عروبتكم، من أكثر قصائده التى ألقاها بصوته الهادر، ولاقت ذيوعاً وشُهرة تُنافس حتى الأحداث السياسية. هل أقترح على الصديق الدكتور علاء عبد الهادى الشاعر ورئيس اتحاد الأدباء العرب إقامة ندوة لتذكُره والوقوف أمام إبداعه لرثائه فى القاهرة عاصمة الثقافة العربية؟!.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة