بنت اسمها «مدحت».. «دُنيا» أصغر سايس سيارات بالإسكندرية
بنت اسمها «مدحت».. «دُنيا» أصغر سايس سيارات بالإسكندرية


حكايات| بنت اسمها «مدحت».. «دُنيا» أصغر سايس سيارات بالإسكندرية

أحمد ضرغام

الجمعة، 27 مايو 2022 - 03:41 م

بابتسامة بريئة وصوت كرواني لا يخرج عن جدران ورشتها، وعزيمة تواجه مشقة الحياة، تقف فتاة في مقتبل العمر وسط جراج سيارات، تسير على قواعد زرعتها بداخلها فالبساطة هي دليلها لطريق الطموح والصبر سلاحها لتحدي الظروف، ونور الأمل بالله هو حلمها للعيش في حياة كريمة.

 

«دنيا» قصة كفاح بين إطارات السيارات تتكلل ببر الوالدين، تعمل بكد بتنظيم وتنظيف السيارات لتصبح «الأسطى دنيا» أصغر سايس سيارات بالإسكندرية، تعيش داخل غرفة بسيطة يفوح منها رائحة الطيبة والهدوء مع أسرتها في جراج سيارات، تعمل هي ووالدها والتي تشربت منه سر المهنة حتى تعينه وتساعده لتصبح ظهره وسنده الثابت حين تتعرقل الظروف.

 

دنيا إبراهيم صاحبة الـ19 عاما وأصغر سايس سيارات بالإسكندرية، تروي رحلتها الطويلة والشاقة مع المهنة على مدار أكثر من 10 أعوام، لتبدأ قائلة: «كثرة ديون أبي هي من أجبرتنا بالعمل في الجراج، ولهذا قلت له سأكون أنا سندا لك».

 

اقرأ أيضًا| «فارس» بلا حدود.. رسام بالتراب والشاي وورق الشجر

 

ومنذ هذه اللحظة قررت دنيا العمل بالجراج وتنظيف السيارات، وحينها كانت في الصف السادس الابتدائي، ولم تترك دراستها، وتقمصت دور الولد في حياة أبيها، ولكنه كان رافضاً للقرار، وذهبت لتتعلم من ورائه في الجراج قيادة السيارات وتنظيفها.

 

وتحكي الفتاة السكندرانية: «أول ما بفتح عيني بكون على العربية مباشرة.. أعمل بمهنة السايس منذ الصباح الباكر وبالتحديد في الساعة 6 صباحاً، لأبدأ يومي العملي كسايس سيارات بجراج به 43 سيارة مسؤولة بمفردها عن تنظيفهم وتنظيمهم.. حواليا 5 جراجات للسيارات وكل جراج فيه اثنين وثلاثة ينظمونه ولكني أنا البنت الوحيدة المسؤولة عن جراج كامل بمفردي».

 

وتكمل: «مش بينادوني دنيا.. بيقولوا لي يا مدحت».. وهذا يحدث عندما يكون هناك شخص غريب لا يعرفها، فتعاملها مع الناس بكل احترام، وفي كثير منهم يشجعني، ولكنني تحملت المسؤولية بسبب تعب والدى بمرض الربو على الصدر وغضروف بالظهر، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيل أسرتي.

 

 

وتختتم حديثها: «تعليمي أهم حاجة في الدنيا.. تركت الدراسة وأنا في 2 ثانوي تجاري، بسبب الظروف الصعبة وأعيل أهلي وشقيقتي كما أنني حرصت أن أهتم بتعليم شقيقتي، وزرعت بداخلها حب التعليم وأحلم أن أعود للدراسة والتحق بكلية التجارة وسأظل أعيل أهلي حتى أشعر براحتهم، كما أنني لدى موهبة الغناء وأتمنى موهبتي وصوتي يصلوا إلى العالم وأنقذ أسرتي وأخرج من الجراج لأنعم بحياة كريمة».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة