حصاد القمح
حصاد القمح


فى موسم متميز لحصاد القمح l «سخا» .. كلمة السر!

آخر ساعة

السبت، 28 مايو 2022 - 03:21 م

 

يوما بعد الآخر تثبت الدولة المصرية أنها قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتى فى كثير من المحاصيل والمنتجات الزراعية، بالإضافة إلى استخدام الزراعات الذكية المتفقة مع التغيرات المناخية، وكذلك تقليل الفجوة فى المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة الصفراء.

 

نجحت مصر بالفعل فى تحقيق الاكتفاء فى عدد من المحاصيل مثل الفاكهة والخضراوات والأرز والذرة البيضاء والدواجن، والتى يتم تصديرها إلى كثير من الدول، وكذا منتجات الألبان ومشروعات تحسين السلالات والمشروع القومى للبتلو، بالإضافة للتوسع فى مشروع الإنتاج الحيوانى والمحاصيل السكرية، فضلا عن التوسع فى زراعة المحاصيل الزيتية مع زيادة محصول القطن وتحسين اقتصاداته.

السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قال: إن مشروع الدلتا الجديدة، سيقام على مساحة 2.2 مليون فدان، وتستهدف مرحلته الحالية زراعة مليون فدان، وهو يضم مشروع مستقبل مصر ومشروعات زراعية تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ومشروع جنة مصر ومشروع مناطق تابعة لمحافظة البحيرة، فضلا عن مشروعات تابعة لوزارة الزراعة.

 

والمستهدف زراعته فى المشروع يعادل 30% من مساحة الدلتا القديمة، بل ويتميز بموقعه الاستراتيجى لقربه من الموانئ البرية والبحرية والجوية، مثل ميناء الإسكندرية ودمياط وسفنكس وبرج العرب، كما يرتبط بالطرق الرئيسية والمناطق الصناعية الكبرى، مثل مدينة السادات والسادس من أكتوبر وبرج العرب وغيرها، كما يمثل امتدادا عمرانيا جديدا لمحافظات الدلتا.

 

والهدف من المشروع تدعيم ملف الأمن الغذائى وتخفيض فجوة الاستيراد مع توفير أنشطة مرتبطة بالزراعة، مثل الثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعى وإقامة مجمعات زراعية صناعية تعمل على الربط بين الزراعة والصناعات التحويلية والتجارة والخدمات. كما سيسهم المشروع فى زيادة الإنتاج المحلى من المحاصيل الاستراتيجية والحبوب والخضر بنسبة تصل من 10 إلى 15% من الناتج الزراعى الإجمالى الحالى، فضلا عن دعم صادرات الدولة بنسبة تصل إلى 15% من الصادرات الحالية.

 

وتقف الوزارة دائما بجانب الفلاح وتقدم له كل الدعم خاصة فى مجال المحاصيل الاستراتيجية وفى مقدمتها القمح نظرا لأهميته فى تحقيق الأمن الغذائى، وتقوم الوزارة والمراكز البحثية التابعة لها دائمًا باستنباط الأصناف عالية الجودة ومبكرة النضج التى توفر للفلاح بعض الوقت لزراعة محصول آخر بعد القمح ولدينا أصناف جديدة منها مصر1، ومصر2، وجيزة 171، وسخا 95، وسدس 14، وبعض أصناف قمح المكرونة، والتى تحقق أعلى إنتاجية فى العالم بمتوسط 19 ،20 إردبا فى الفدان، وتم التوسع فى إنشاء الحقول الإرشادية لتكون نماذج يحتذى بها فى جميع المحافظات، حيث يوجد لدينا أكثر من 8000 حقل إرشادى فى المناطق الأكثر زراعة للقمح لتوعية الفلاح بجانب الحملات القومية التى تستهدف نقل فكر الحقول الإرشادية للمزارعين.

 

والدعم الذى تقدمه وزارة الزراعة لمحصول القمح سنلمسه هذا العام من خلال إنتاج جيد ومبشر وسيعود بالخير على مصر خاصة بعد التيسيرات التى قدمتها الدولة لتوريد المحصول من خلال الإعلان مبكرا ولأول مرة عن سعر توريد القمح قبل الزراعة، بالتالى تنفيذ الزراعة التعاقدية على الطبيعة، حيث تمت زيادة سعر الإردب 100 جنيه عن العام السابق، بالإضافة للتوسع الأفقى الذى ساهم فى زيادة مساحة زراعة القمح إلى 3.65 مليون فدان بجانب إضافة 65 جنيها للإردب كحافز إضافى وجه به الرئيس السيسى، وكذلك توجيهات رئيس الوزراء بسداد ثمن المحصول فورا مع زيادة نقاط البيع والاستلام لـ450 نقطة لتكون قريبة من الفلاح لتخفيف الأعباء وتوفير نفقات النقل، كما أن الجمعيات الزراعية تقوم بتجميع القمح من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة تيسيرا عليهم.

 

موسم الحصاد

وهناك إقبال على التوريد الذى ارتفع متوسطه خلال الأيام الأخيرة إلى حوالى 100 ألف طن فى اليوم رغم أن الحصاد تأخر هذا العام ثلاثة أسابيع بسبب الظروف الجوية، وسيشهد هذا الشهر ذروة الحصاد.

 

وأسهم المشروع القومى للصوامع الذى أطلقه الرئيس السيسى، حيث ساهم فى زيادة قدرة الدولة على الاحتفاظ بمخزون استراتيجى لفترة قد تصل إلى 5 أشهر بعدما كانت السعة التخزينية قبل عام 2014 تكفى فقط 1.4 مليون طن، بالإضافة إلى أن مشروع الصوامع أدى لتخفيض نسبة الفاقد التى كانت تصل لـ20% وهى مكلفة جدا، وكل هذا ساعد الدولة فى ظل الظروف الحالية على الاحتفاظ باحتياطى استراتيجى كبير، وبالتعاون مع المزارعين نستهدف استلام حوالى 6 ملايين طن.

 

ويتعين على المزارعين توريد نصف كميات القمح فى موسم 2022 لصالح الشون أو للتجار بموجب إيصال استلام أو توريد وإرسال هذه الإيصالات إلى الجمعيات الزراعية التابعين لها، علما بأن سعر التوريد يتراوح من 875 إلى 885 جنيها للإردب، وسيقوم المهندس الزراعى بالجمعية بتحرير محاضر للمزارعين الممتنعين عن التوريد وفقا للكمية المقررة.

محطة البحوث

وتعتبر محطة بحوث سخا بمحافظة كفر الشيخ، المركز البحثى الأول على مستوى الشرق الأوسط، بل واحدا من أهم المراكز البحثية العالمية المهمة لإنتاج التقاوى عالية الجودة من الأقماح والأرز والذرة الشامية وبذرة القطن، مقامة على مساحة 11 ألف فدان.

الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، يقول: إن هناك توجيهات رئاسية لكل قطاعات الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتى لتلبية الاحتياجات الغذائية من المحاصيل، خاصة مع تداعيات أزمة فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن العالم لم ينظر للسلاح خلال الأزمات بل كان ينظر إلى الغذاء ودور العلم فى تحقيق الأمن الغذائى.

 

إن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت فى التأثير على واردات العالم من الحبوب وخاصة القمح، وانعكست على الفجوة العلفية وتأثيرها على المربين، ما دفع باتجاه أن تكون هذه الأزمة اجرس إنذارب لإعداد الخطط اللازمة للتخفيف من هذه الأزمة على الأمن الغذائى. ولتحقيق هذه الأهداف يجب الالتزام بالسياسة الصنفية لتحديد الأصناف المناسبة لزراعة كل صنف بكل منطقة وفقًا للظروف المائية والأرضية والبيئية، مع تجنب زراعة أصناف مناطق الوجه القبلى فى مناطق زراعة أصناف أخرى بالوجه البحرى.

 

وأبرز جهود الحكومة فى هذا الإطار يمكن إيجازها فى 4 محاور هى تفعيل نشاط الحملة القومية للنهوض بالقمح، والتى بدأت نشاطها منذ خمس سنوات؛ حيث يشمل نشاطها تنظيم ندوات إرشادية للفلاحين والمزارعين، وتنظيم ما يعرف بـااليوم الحقلىب، الذى يتم تنفيذه فى حقل القمح خلال موسم زراعته، بهدف توعية المزارعين بأهمية اختبار الصنف أو السلالة ومقارنتها مع الأصناف والسلالات الأخرى، مع التعريف بأسلوب الزراعة المناسب.

 

أما المحور الثانى فهو جهود محطات البحوث الزراعية لاستنباط التقاوى عالية الإنتاجية والتى تعكف بشكل دورى على استنباط سلالات جديدة عالية الإنتاج، ومقاومة للظروف البيئية غير المناسبة أو الصعبة، خاصة ملوحة التربة أو درجات الحرارة المرتفعة؛ حيث تجرى تجارب الاختبار على عدة أصناف من تقاوى القمح، بهدف تقييم الأصناف والسلالات؛ وهما التجربتان اللتان يقوم بهما فريق عمل على مستوى محطات البحوث بأنحاء الجمهورية، كما فى محطات (سخا، الجميزة، الجيزة، شندويل، رأس سدر، أسيوط، والوادى الجديد)، كتجربتين أساسيتين، تحت ظروف كل منطقة، للتأكد من قدرة وملاءمة السلالة للزراعة على مستوى الجمهورية، والتأكد من كونها مقاومة للأمراض، ومنها الأصداء، أو ليست مقاومة، وصولا إلى سلالات جديدة، تزيد مواصفاتها على مواصفات الأصناف والسلالات التجارية الحالية.

 

وتعمل محطات البحوث، خاصة فى محطتى بحوث سخا والنوبارية، على تجارب (أ. قمح الخبز)، (أ. قمح المكرونة)، ثم (د. قمح الخبز)، (د. قمح المكرونة)، إضافة لتجارب أصناف المستوردات؛ حيث يمر الصنف بثلاث مراحل تجارب للزراعة، وفى كل مرحلة تتم التصفية لمرحلة تالية، للأصناف التى كانت نتائج تجاربها إيجابية فى المرحلة السابقة، وتتركز التجارب فى محافظات الوجه البحرى لكون المحصول فيها أكثر عرضة لمشاكل الإصابة بتلك الأمراض؛ حيث إن التجربة (أ)، هى التجربة الأولية لاختبار مواصفات الصنف أو السلالة، حيث تمت التجربة فيها لعدد 64 سلالة، وتتم بناء على نتائج اختباراتها، ترشيح السلالات ذات النتائج الإيجابية إلى المرحلة (د)، والتى يتم فيها اختبار 10 سلالات جديدة من قمح الخبز، وما يثبت منها مقاومته للظروف غير الملائمة ومقاومته للإصابة بالمرض، يتم اعتماده كصنف تقاوى جديد، وتعميمه على مستوى الجمهورية.

 

 ويتم استخلاص مادة سيولينا المكرونة من سلالة قمح المكرونة، والتى تختلف عن قمح الخبز؛ حيث يحتوى قمح المكرونة على 28 كروموسوما وراثيا، فى حين يحتوى قمح الخبز على 42 كروموسوما وراثيا؛ وعلى ذلك، فالتركيب الوراثى لقمح الخبز سداسى التركيب، بينما قمح المكرونة رباعى التركيب، وهو ما يميز حبة وسنبلة كل سلالة عن الأخرى، حيث الحبة فى قمح المكرونة أكبر من نظيرتها فى قمح الخبز، وتزيد السلالة فى قمح المكرونة بمعدل 5 كجم للفدان أحيانا فى معدل التقاوى، نجح معهد بحوث المحاصيل الحقلية فى تغطية من 60% إلى 70% من احتياجات السوق المحلى من التقاوى المعتمدة لمحصول القمح، على مستوى الجمهورية، ومن المقرر تغطية الاحتياجات من تقاوى القمح بنسبة 100%. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة