السبت، 28 مايو 2022 - 05:44 م

تزدهر النباتات شديدة التكاثر في الظروف المجهدة التي من شأنها أن تقتل معظم الأنواع النباتية التي نعرفها، مثل الملوحة العالية أو الحموضة أو جفاف التربة.

ويقوم فريق من علماء جامعة ستانفورد بدراسة Schrenkiella parvula ، وهو نبات شديد الحساسية من نفس عائلة الخردل ، لمعرفة كيفية ازدهاره في الظروف القاسية مثل تلك الموجودة في بحيرة الملح في تركيا، حيث يكون تركيز الملح أعلى بست مرات من تركيز الملح في نبات الخردل.

ويوضح خوسيه دينيني، أحد المؤلفين للدراسة، قائلا: "تنتج معظم النباتات عندما تكون في ظروف مرهقة هرمونًا يعمل عن طريق إعطاء إشارة توقف للنمو"، وأضاف: "في حالة S. parvula ، يعمل الهرمون بشكل عكسي، ويعطي الضوء الأخضر للنمو".

ويهدف الباحثون لفهم الآلية التي تجعل S. parvula مقاومة للغاية لتكون قادرة على تكاثرها في نباتات أخرى، أملا أن يتمكن البشر في المستقبل، من زراعة أنواع مقاومة للتربة منخفضة الجودة التي تضررت من تغير المناخ.

وفي المناطق التي يُتوقع أن يزيد فيها المناخ من شدة ومدة الجفاف، على سبيل المثال، سيكون من المفيد أن تكون قادرًا على زراعة النباتات التي تعيش على القليل جدًا من المياه.

اقرأ أيضا.. تحولها لصحراوية قاحلة.. التغيرات المناخية «آفة» الأراضي الزراعية

وبحسب العلماء، عندما تكون النباتات في ظروف قاسية، فإنها تنتج هرمونًا يسمى حمض الأبسيسيك (ABA) ، والذي بدوره ينشط جينات معينة تخبر النبات بكيفية التصرف، وفي معظم النباتات يتسبب إنتاج ABA في إبطاء النمو أو توقفه ؛ يحدث العكس في حالة S. parvula.

وأوضح العلماء أيضًا، أن الهدف من ذلك ليس مجرد طعام الحصول ، فإن كشف الآلية التي تحدد المقاومة العالية لـ S. parvula لن يؤدي فقط إلى تعديل النباتات الموجهة لإنتاج الغذاء، ولكن أيضًا أنواع البذور الزيتية التي يمكن استخدامها كمصادر وقود حيوي مستدامة.

وقال الفريق البحثي: "إذا تمكنا من زراعتها في ظروف بيئية قاسية ، فسيكون لدينا المزيد من الأراضي لنزرعها فيها حيث لا يمكننا زراعة الغذاء، بل يمكننا زراعة نباتات الطاقة الحيوية ، كما يؤكد « دينيني»، الذي يشرح كيف بهذه الطريقة قطع الأراضي سيتم استردادها واستخدامها بشكل جيد في الزراعات مستقبلا.