شعر ميس الريم قرفول تكتب : بلا سقوف حتى تتخيلوا!
شعر ميس الريم قرفول تكتب : بلا سقوف حتى تتخيلوا!


شعر ميس الريم قرفول تكتب: بلا سقوف حتى تتخيلوا!

أخبار الأدب

السبت، 28 مايو 2022 - 06:10 م

أنت القطرة
التى أبدأ بها مطرى
وأنت الحديقة التى تنمو فيها أزهارى
وأعشابى الضارة
ونوافذ تفتح وتغلق
حتى يتكسر شىء ما فى حلقى
من الزجاج
من الجذور
من هذا الانقلاب

ألا ترى على وجهى صبغة التراب المنتظر
وعلى خدودى حمرة الورد المقطوف
المهتاج
المصفوف بعناية من لا يحمله أحد
من لا ينتظر أحد

أحب فى الغيم اتساعه فى السماء 
فى الهواء اقترابه من أصابعى ثم الوقوع مغشياً عليّ وعليه 
أحب فيّ ضعفى أمام قطع الحلوى الصغيرة فى فم البنات 
أحب فى الموج أن يقترب منى ثم يأخذنى تذكاراً للحورية 
هل الحوريات ماء!
أن تغوص قدمى فيه وألمس جنين الارض وألفظنى من الرمل بلا صراخ 
فقط بضع قطرات من الدم نمشاً على وجهك 
وأحب فيك، أنك كصحن القمر ملىء بالدماء ولستَ مصاباً إلا بى

مرة لمتنى لأنى أكتب «ملىء» بـ يائين
نظرت إلى النافذة 
كان هنالك حمامة بعين واحدة
قلت لك بفم مليء بالوحدة
ثمة راقصة شرقية داخلى
مرات تنثر خصرها على شكل نجوم
مرات تطويه داخلها
لتخرج موجة صغيرة 
على شكل قبلة ترسلها لك
لكنك تنام 
كأن قبيلة بأكملها داخلك 
كأن النجوم لا تمر فوق بيوتكم 
أو ربما صرتم بلا سقوف حتى تتخيلوا

مطر على السقف
صوت خطوات جنود
يدكون الطرق
بحثاً عن الماء
وعن جثث
الكل يصغى للمطر
أنا أرى الخبز
والموت
شفافاً بلون خدٍّ ذهبَ منه دمُه.
وعنب دافئ 
يختبئ فى خيال الصيف
وصيف
لا يظهر.
وقصيدة حب
جائعة
تفتح فمها
كأنها تنتظر قبلة

ما كنت أظنه ظلك الطويل كان ظلى
وكنت ألعب به بالحبل وأقفز حتى أقطف أقمارى
لم تكن سروة بتلك الضخامة حقا
حتى أنك لما ذهبت 
تركت ندبة تشبهك
فقط.

للرجال الذين يحبون كلابهم أكثر من النساء 
للرجال الذين يحبون الثدى
أو انحناءة الترقوة أكثر من النساء 
للذين يتمشون وحيدين فى المدينة، بينما الأضواء تهبط عليه
كأن السقف يتهدم، دون أن يتحرك الليل من مكانه
لـ جورجيو وسيمون، القزمين الإيطاليين 
تعاطفت معهما، قلت لنفسى يذكرانى بكل من لم يكتمل صنعه 
بالهلال الذى لا يصير بدراً
ويبقى فى السماء الشاسعة يغنى
صوت القصيرين المضيئين يشعر بالطمأنينة
ليس أنى طويلة 
لكنى مثل أليس فى بلاد العجائب
بين قذيفة وبين مطر يتراشقه المارة فيما بينهم
وبين وحل يصير هو الغيم
حملت كأس بيرتى ببقع تغشى من الضحك فوق سطحه
كأسان ومن ثم عشرة 
أنسى تلك الندوب التى تتركها البلاد
أنسى الدفتر المكتظ فوق رأسى 
يحمل شجراً بين طياته
شجر سنديان وحور وزيتون بنى 
وشجر دراق يتعثر بضحكاتي
ضحكات طفولتي
يقولون لى ماذا تكتبين
أنا لا أكتب أنا أرمى الأحجار حتى تصطدم ببعضها حتى أرى الضوء 
وأمى تقول نعم جيد أن تكتبى هذا يساعد على تفريغ ما تشعرين 
لو يعرفون 
مع كل قصيدة أَخرج شحنة محمّلة بكليّتى 
يطبطب عليها بحار سكران 
أو ربما دوار البحر صار جزءاً من قلبه
ويرمينى فى البحر 
بعد الطبطبة.

اقرأ أيضا | د.شعيب خلف يكتب: جسر مقطوع بين ضميرين نائمين

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة