كتاب الترابيس للدكتور أبو القاسم رشوان
كتاب الترابيس للدكتور أبو القاسم رشوان


صفحات من كتاب «الترابيس» لأبو القاسم رشوان رائد مدرسة «السرد الفاتن»

أخبار الأدب

السبت، 28 مايو 2022 - 06:54 م

بقلم : محمد سليم شوشة
فى قناعتى أن الدكتور أبو القاسم رشوان الذى رحل عن عالمنا من أيام أديب من طراز رفيع، وسارد روائى متميز له أسلوبه الخاص وطريقته المختلفة، بل إنه فى فترة قصيرة شكل مشروعا روائيا ثريا ومهما ومختلفا، لكن مع الأسف ربما لم يحظ هذا المشروع بما يليق به من العناية النقدية برغم كتابة بعض النقاد عن بعض رواياته مثل أستاذنا الدكتور يوسف نوفل وأنا وبعض الباحثين الآخرين وتم إعداد رسالة ماجستير عن بعض رواياته، لكنه فى الحقيقة مشروع إبداعى تشكل من خمس روايات متتابعة صدرت عن روايات الهلال وعن بورصة الكتب للنشر، ويمكن تناوله من أكثر من جانب، ويمكن عبر تقديم قراءة فى روايته الأخيرة الترابيس استجلاء أبرز السمات الجمالية والدلالية فى هذا المنجز السردى الثرى،

 وتمثل رواية الترابيس الصادرة عن مؤسسة الهلال علامة أدبية متجاوزة للتقليدى والسائد، وهى فى ظننا رواية تغرد خارج السرب شكلا ومضمونا، لستُ مبالغا إن قلت إنى لم أصادف منذ مدة طويلة رواية مصرية تحمل كل هذه الطاقات من السخرية الأدبية والمشاهد الكوميدية التى تكتنز فى الوقت ذاته قدرات دلالية كبيرة وأسئلة مهمة. والسخرية ليست هى القيمة الجمالية الوحيدة التى تميز هذه الرواية اللافتة، فهى ذات ثراء دلالى كبير، حيث تنقل حالا من التنوع الثقافى والأيديولوجى الذى قلما تحويه رواية واحدة، فعالم الرواية يتتبع مجموعة من الطلاب كونوا فرقة أو رابطة وهم فى الجامعة أسموها (الترابيس) هؤلاء الطلاب يتسمون بقدر كبير من التنوع الفكرى والثقافى والوجدانى والنوازع الإنسانية المتباينة النابعة فى الأصل من مصادرهم الجغرافية المختلفة التى جاءوا منها واجتمعوا بعدها فى نقطة واحدة هى كلية دار العلوم، الحقبة التاريخية كذلك لها دلالتها وخصوصيتها، فهى فى منتصف الخميسنيات وحتى بداية الستينيات. عالم الرواية صاخب بالحركة والدرامية المشوقة النابعة من صراع فكرى وأسئلة متلاطمة ومتشابكة، طلاب جمعهم المكان وفرقتهم الأهواء، منهم من جاء من الصعيد ومنهم من يحمل ثقافة الوجه البحرى ومنهم من جاء من بعض الدول العربية والإسلامية أو الإفريقية ليدرسوا جميعا فى هذه الكلية. تعكس الرواية بقدر كبير من البراعة والحس الفنى ذروة النشاط الإنسانى فى مدة الشباب ومرحلة الإقبال على الدنيا وفى تلك المدة الزمنية التى يحاول فيها الإنسان أن يجد له وجهة أو مرسى، مرحلة البحث عن الذات والسعى إلى تحقيقها. تنقل الرواية حياة الطلاب بما يملأها من الصخب والحركة والمحاضرات والتسكع فى القاهرة القديمة الفاطمية والخديوية، وبين دور العرض السينمائى والمسارح، حياة الحب والعشق والنساء والمغامرات، حياة الجدال والخلاف السياسى وتنازع الأهواء وتشعبها بين معارضين ومؤيدين، شيوعيين وليبراليين وإسلاميين ومن لا يجدون لهم موضعا أو مكانا مناسبا بين أى من الفرق، بين من لا يسعون إلا وراء أغراضهم ومصالحهم وحاجاتهم، حياة المحملين بأعباء الفقر والجوع وسوء التغذية وقلة الزاد وسوء الملابس. مثلت حياة الطلاب ومجموعاتهم فى عالم هذه الرواية ملحمة من النشاط والحيوية والصخب الإنسانى الثرى بالمواقف الطريفة والحكايات وحالات الشد والجذب والحب والكراهية. على أن كل هذا يأتى عبر لغة مكثفة فى غاية السرعة، ربما الأكثر دقة هو وصفها بأنها خاطفة. وربما النقطة الوحيدة التى أختلف معها من الناحية الفنية والجمالية فى هذه الرواية هو إيقاعها الأحادى السريع أو الخاطف، فى الوقت الذى كانت بحاجة إلى مواضع تبطئة أو تهدئة للسرد لتمنح القارئ فرصة لتأمل ما مضى ولا تكون راكضة على هذا النحو. فالرواية تنبنى تحت وطأة حمولات دلالية ضاغطة على عقل السارد تجعله فى غاية السرعة كما لو كان يسابق الزمن ليكتب هذه الحياة وهذه التجربة مع الترابيس ليكون قد تخفف من حمله وأدى أمانة مهمة. تسريع السرد ربما يكون أمرا فنيا يحتاج إلى قدرات خاصة ولا يقدر عليه إلا أصحاب اللغة الرفيعة والحصيلة الكبرى من المفردات والقدرات الكتابية الفذة، ولكن الرواية كذلك تبدو فى نظرى أقرب إلى المعزوفة أو اللحن الموسيقى الممتد الذى يحتاج إلى قدر من التنوع فى الوتير والإيقاع السردى.


 لو تفهّم القارئ هذه السرعة ودخل تدريجيا فى المنظومة الإنتاجية والسردية الخاصة بهذه الرواية واستوعب نسقها فى الحذف والاختزال والنقلات السريعة ربما يحظى بمتعة لا تحققها له أى رواية أخرى. فالرواية تنقل ملامح مرحلة الخمسينيات والستينيات بصفاتها وأناسها ولغتها وعادات الناس وتقاليدهم وبخاصة حياة الوافدين على القاهرة للبحث عن العلم والمعرفة ويحاولون شق الصفوف نحو الطبقات العليا، حياة القاطنين للأحياء الشعبية ووسط القاهرة وحواريها الضيقة، وما يلف هذه الحياة من ذكريات تطال كافة المسائل الحياتية سواء فى الطعام والشراب أو الحب والمتعة. فى أحد المشاهد يرى البطل أو الشخصية الرئيسة من أكلوا معه من قدرة الفول نفسها إخوة له فى الرضاعة، فهم يشاركونه مصدر الغذاء لسنوات طويلة، والإخوة فى رضاعة الفول من القدر عند صاحب العربة فى منطقة السيدة زينب أقوى فى نظر صاحب الصوت الرئيسى من الإخوة فى الرضاعة التى لا تدوم لأكثر من شهور، بينما الأكل من قدرة الفول يدوم سنين طويلة. وفى مشهد آخر يحاول السارد سبر أغوار النفس الإنسانية وخلجاتها الدينية مع هؤلاء المساكين من الطلاب الذين لا يأكلون إلا من (الزوادة) بما فيها من المش والقراقيش، وحين يهم بحمد الله لا تطاوعه نفسه. فى مواقف عديدة وكثيرة جدا تضج بالفكاهة وبالقدرة على الإضحاك، بينما فى مواضع أخرى يملك السرد القدرة على إبكاء القارئ. ليكون فى خطاب الرواية نوع من المراوحة الطبيعية بين التراجيديا والكوميديا، ولكها نابعة من الحياة بشكل عفوى ومن الأزمات والمواقف التى تتعرض لها الشخصيات أو يعيشها هؤلاء الطلاب من (الترابيس).


 الرواية برغم هذا التكثيف واللغة الخاطفة والسرد المشهدى السريع والطابع الحوارى المركز ذى الجمل القصيرة اللاذعة الوامضة، أقول برغم هذا التكثيف تنعطف مع عديد القضايا والأسئلة المرتبطة بموقف الإسلام من المرأة أو من العلم والمعرفة ودراسة لغة الآخر والانفتاح الثقافى والاتصال بالأديان الأخرى، وهى هى تقريبا الأسئلة والشواغل التى مازالت تحيا فى دار العلوم حتى الآن وكأن هذا الكائن أو النموذح الإنسانى الذى صورته الرواية كائن أسطورى ممتد عبر الزمن ولا يختفى أبدا، لأنه الممثل للعقل العربى بأزماته وانغلاقه وأسئلته البدائية والمجافية للفطرة فى كثير من الأحوال. فالمرأة مثلا فى رأى بعضهم للمضاجعة والإنجاب فقط، وكذلك العمل والعلم والبحث يكون فى وقت الفراغ من المضاجعة، وهذا ما يجسده مشهد واحد فى غاية التركيز والجمال يأتى عبر روح ساخرة تمتد فى كل الحوار بين الشخصيات. مثلما نجد فى هذا المشهد (والمرأة عليها كل الواجبات ولها نصف الحقوق. قال الشيخ سلام: ليس الذكر كالأنثى، الرجال قوامون، المساواة منكر، الناس درجات، فضل الله بعضهم على بعض، تلك هى الفطرة. – والرق وملك اليمين؟ - لخدمة المؤمنين والمرأة للفراش. – رسالتكم الجماع فمتى تعملون؟ - وقت الفراغ... تناكحوا تناسلوا. – الجهل منجاة. – قال الشيخ الشطلاوي: أفسدتم الدين العظيم بغبائكم العظيم» . 


ليست السخرية فقط المنتجة للكوميديا والفكاهة فى رواية الترابيس، بل لها منابع أخرى منها أن الرواية تنتج أنماطا طريفة من الشخصيات تبدو أقرب للنماذج الكاريكاتورية المبالغ فى إبراز أحد أبعادها المتطرفة فكريا أو الجامحة إنسانيا نحو منزع بعينه، مثل نموذج الليبرالى أو نموذج الإسلامى المتحجر الأصم أو نموذج الصعيدى أو الفلاح (الترباس) حتى لتبدو للرواية شخصياتها اللافتة التى تصبح علامة عليها ومرتبطة بأسلوبها، تطرح نماذج هزلية نابضة وتفرح حضورها بقوة على المتلقى الذى يصبح صديقا لها كلما تقدم فى القراءة. على أن الرواية فى طرحها لشخوصها تطرحها وتنتجها وفق نسقها السردى الخاص والذى قلما يتكرر، فهى تميل كثيرا إلى حوار مسرحى مكثف وخاطف هو التقنية الأساسية فى كشف ملامح الشخصية وبخاصة أبعادها الفكرية، على نحو ما نرى من شخصية محمد الليبرالى. «قال محمد الليبرالى: مولانا العقور. بوصفك شيخ العاشقين وإمام القوادين ما رأى مذهبكم فيما حدث اليوم؟ قل عليك اللعنة أنت ومن اتبعك إلى يوم الدين.. قال الشيخ: أفسدت علينا ديننا أيها الزنديق. – مزقتم الأمة باتهاماتكم وتصنيفاتكم؛ زنادقة، ملاحدة، سنة، شيعة، إخوان، خوارج، دواخل... قاتلكم الله أنّى تؤفكون.. – نحن الفرقة الناجية. – أنتم الجماعة الضالة». فتستثمر الرواية اللغة الساخرة الهزلية لتأكيد الفواصل بين أنماط الطلاب واتجاهاتهم الفكرية فضلا عن أن يكون هذا منتجا لحال من الهجاء الفكرى الظريف بين هذه الشخصيات المتعارضة فكريا وهو ما يرسم فى النهاية مشهدا كوميديا أشبه بمشهد مسرحى مركز يحمل قيمة دلالية مهمة وتمثل وحدة من وحدات النص المركزية؛ لأن الرواية فى الأساس برغم هذا المستوى الظاهرى من الهزل فيها تحمل رسالة واضحة عن أبعاد هذه المرحلة التاريخية وتنازع تياراتها الفكرية وكشف الأهواء المتنوعة للمجتمع وتقسيمات العقل المصرى والعربى والمسلم. ليكون هناك نوع من الربط بين العام والخاص وبين الهين والمهم أو بين الظاهرى وما يبدو مضمرا أو غير مباشر من دلالات النص. فهذه الأفكار والقضايا والأسئلة يتم عرضها أو تأتى عبر سياق حياتى ومشاهد تكاد تكون عابرة أو تبدو كذلك، وهذا هو الأقرب لطبيعة الحياة، والرواية فى ظننا أشبه ما تكون إلى الحياة وكأنها خالية فى مشاهدها من التخييل والصنعة والاختراع أو تنميط الشخصيات وخلقها، فهذه الأنماط التى عَرَضتْها مستمرة نعاينها حتى الآن حولنا بهذه الملامح الفكرية البارزة وبتطرفها أو جموحها وتخبطها. 

على أنه من المهم كذلك القول بأن الأبعاد الفكرية للشخصيات ليست هى فقط المهيمنة على ملامح الشخوص، فهناك كذلك ملامح جسدية واضحة ومؤكدة عبر أفعال الشخصية وحركتها أو عبر وصف السارد لها وصفا نابعا من إحساسه بالتباين بين هذه الشخصيات العديدة المتجمعة من أماكن عدة وهى مختلفة الأشكال والألوان والأحجام وتتفاوت فى القبح والجمال والوسامة والدمامة. وفى الأبعاد الجسدية للشخصيات وعبر حضورها الدافئ فى الرواية يمكن أن يلمس القارئ المدقق أن هذه الشخصيات بأبعادها الجسدية تمارس نوعا من الضغط أو الازدحام على ذاكرة السارد أو الراوى الرئيس main narrator الذى قلت من البداية إنه يسرد تحت ضعط استشعار واجب الأمانة فى نقل هذه الحكايات ونقل تجربة (الترابيس) وحكاياتهم كما لو كان مؤتمنا على تاريخ يجب عليه كتابته أو تأديته ونقله، وبالتالى فإن هؤلاء الأبطال المتنوعين لهم عليه الواجب نفسه والأمانة ذاتها فى أن يعبر عنهم جميعا كلا بملامحه وخصوصيته ودون أدنى خلط أو تداخل، وكأنهم قد يحاسبونه أو يلومونه فى وقت ما إن اشتبه أحدهم بآخر أو بدا أحدهم مشوشا فى صورته. 


والرواية كذلك تعكس حالا من التنوع الثقافى والمعرفى الكبير فى هذه المرحلة التاريخية التى تقارب عالمها، وهى عالم الخمسينيات والستينيات كما ذكرت، فيما يجعلها تطرح تصورا كوزموبوليتانيًّا لمدينة القاهرة التى كانت تحتضن أناسا من مشارب عدة وأصول متنوعة، فكأن القارئ أمام اختزال لأنماط البشر فى كل العالم بما يكون دائما بينهم من التناقض والتنازع الفكرى والإنسانى.


ومما يجعل رواية الترابيس مهمة ومرشحة للبقاء طويلا هو أنها تتماس مع الممتد والمستمر من المشاكل والقضايا، فعوالمها التى كانت فى حقبة الخمسينيات والستينيات مازالت ممتدة حتى الآن، وأسئلتها هى هى عينها التى تشغلنا فى هذا التوقيت، وربما كان هذا هو الدافع الخفى وراء تدوين حكاية الترابيس ليكون الماضى بقصصه مرآة لحاضر مازال مستنسخا من هذا الماضى مع تغيرات شكلية طفيفة فى أدوات الحياة ومظاهرها فقط، بينما يبقى الإنسان المصرى بشكل خاص كما هو فى تشتته وتخبطه بين أكثر من مسار، فكأنه لم يبرح حال البحث عن هوية تناسبه ويستريح لها حتى الآن. وهذا ما يجعل عالم الرواية والنقطة التى انطلقت منها وهذه المساحة التى حددتها بدقة وهى الكلية التى يدرس فيها هؤلاء الطلاب الترابيس نقطة صادفها قدر كبير من التوفيق الذى أنتج منها رسالة مهمة لخطاب الرواية وجاوز بها قيمة التسلية والمتعة فقط إلى خطاب روائى يطرح حمولات فكرية وإنسانية قيّمة. 


الرواية كذلك تعتمد لغة ثرية فى السرد تأخذ من القرآن والحديث والشعر ولغة العامة ولغة أولاد البلد والمعلمين والطلبة والصعايدة والفلاحين، فيما يجعلها فى النهاية نسيجا متنوعا وشاملا ويعبر عن حياة هذه الحقبة التى كانت فيها الثقافة الأزهرية والدرعمية قوية وتفرض نفسها، كما فيها كذلك شخصياتها البليغة وطلقة اللسان دون تعليم بصرف النظر عن النوع، فبنت البلد فى الرواية لا تقل بلاغة عن ابن الأزهر أو دار العلوم، ثقافة السينما والمسرح والاطلاع على الآداب الأخرى، بما يحمل من الأسئلة حول ضرورة الانفتاح على الآخر. ولكن من زاوية اللغة وحدها يمكن تلمس عدد من القيم الجمالية الواضحة فلغة الرواية ليست لغة أحادية هى لغة السارد الرئيسى، فلا يهيمن عليها نسيج واحد أو معجم واحد أو طريقة واحدة فى التركيب النحوى، بل تميل اللغة مع كل شخصية حسب ثقافتها وأسلوبها، لتمثل أو تعبر عن هذه الحياة المتنوعة ولتكون اللغة السردية مرآة دقيقة لعوالم الرواية والحيوات المتشعبة التى نقلتها.

تتسم لغة الرواية كذلك بالإيحاء والرمزية، فالعنوان (الترابيس) على سبيل المثال يشير إلى قدر من الانغلاق الفكرى أو التحجر الذى ربما يتسم به الإنسان العربى بشكل عام، والكلمة لها كذلك أبعادها الشعبية التى نبعت منها فى الصعيد إذ تستخدم فى إطار من المداعبة أو النقد الخفيف لنوع من البشر المتحجرين، ومن هنا يمكن القول بأن العنوان يحمل معنى المداعبة أو الممازحة لهؤلاء الأصدقاء الذين اجتمعوا وتفرقوا بعد الدراسة وكأنهم لم يتفرقوا روحيا أو ظلوا على حال من الاتصال الروحى الذى يسمح بالممازحة والمداعبة بوصف الترابيس من قبل السارد الرئيس برغم مرور كل هذه العقود. ويمكن مقاربة معطيات العنوان على نحو أكثر اتساعا فى التأويل بتلمس ما يرمى إليه من وصف هذه المجموعة بالثبات وبالسذاجة وربما التحجر والجمود وأنهم لم يقدروا على أى تغيير برغم كل هذا الجموح والطموح الفكرى والأيديولوجى وأن الحياة بواقعها العملى والاقتصادى فرضت عليهم إيقاعها وقوانينها التى لم يكتشفوها إلا بمرور العمر.  

اقرأ أيضا | الببلوماني الأخير.. جماليات التجريب

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة