السبت، 28 مايو 2022 - 07:56 م

تملك تاريخًا فنيًا كبيرًا، صاحبة قضية تدافع عن قناعاتها مهما كلفها الأمر، يثار حولها الكثير من الجدل، تختار ما تقتنع به سواء كممثلة أو كمنتجة، تملك الكثير من العلامات المضيئة فى عالم الدراما كان آخرها ظهورها قليل المساحة كبير التأثير من خلال  مسلسل «بطلوع الروح» والذى تتحدث عنه فى السطور التالية .

ما ردود الأفعال التى تلقيتها بعد انتهاء عرض مسلسل «بطلوع الروح» ؟
رغم كراهيتى للشخصية التى قدمتها إلا أننى أعتبر المسلسل أنجح أعمالى بشهادة ورد فعل الجمهور، فإن رد فعل الناس على العمل فى الشارع أكبر مما كنت أتخيل أو أتوقع وحتى الآن أتلقى التهانى عن المسلسل فى كل مكان أذهب إليه.

هل كنت تتوقعين كل هذا النجاح ؟
نعم كنت أتوقع ذلك وكنت متحمسة للمسلسل لعدة أسباب منها أنها شخصية جديدة تمامًا لم أقدمها، والسيناريو الذى كتبه محمد هشام عبية جيد جدًا، بالإضافة إلى أن العمل إخراج المخرجة الكبيرة كاملة أبوذكرى.

كما أن جهة الإنتاج متحمسة للعمل بشكل كبير، فهم وضعوا إمكانيات كبيرة ليخرج العمل للنور بأعلى مستوى، وهناك أمور خاصة بالتصوير حيث تقدم مديرة التصوير نانسى صورة مبهرة للعمل.

هل ترين أن المسلسل استطاع أن يوصل رسالته؟
بالطبع فقد استطاع العمل أن يوضح أن الجماعات المتطرفة دينيًا إيمانهم ظاهرى فقط ويقبلون الرشوة ويكذبون ويتحرشون والهدف من العمل ككل ورسالته أننا ضد الإرهاب؛ لأنه يؤذى شعوبا وبشرا كثيرين، والدواعش مجرد مرتزقة أفاقين ومتاجرين بالدين.

وجميعنا نرفض الإرهاب والفكر الخاطئ للدين، والإرهابيون لا يحبون بلدهم ولا يخصهم كما يزعمون ولكنهم يعملون مقابل المال، والإرهاب أصبح مهنة، وفكرة وصلت للجمهور فإن بطلوع الروح وقف ضد حملات هدم الدول.

تعرض المسلسل لعدد كبير من الانتقادات قبل وبعد العرض؟
قبل العرض كانت هناك حملة ممنهجة ضد المسلسل لأنه لا يوجد سبب واضح للهجوم منذ طرح أفيش المسلسل، إلا أن الجماعات الإرهابية تخاف من تأثير الفن والقوة الناعمة.

وبخاصة أننا لم نظهر بشكل خليع أو ملابس عارية فما سبب الهجوم؟ من أجل داعش؟ أتمنى أن يكون الهجوم على داعش وأفعالها وليس على الممثلين، ونحن نسعى للسلام وليس لتشويه صورة الإسلام كما زعموا، بل داعش ومن يفكر مثلهم وعلى شاكلتهم هم من يشوهون صورة الإسلام.

ولكن العمل تلقى بعض الانتقادات بعد العرض منها مشهد سجادة الصلاة؟
- الدين علاقة خاصة جدًا بين كل إنسان وربه، أيًا كان دينه، وهذه العلاقة بها سمو ولا يجب ربطه بمشهد أو بالفن عمومًا أو السياسة وأى شيء آخر.

وأنت لا تعلم هل الإنسان الذى أمامك فى منزله يصلى أم لا؟ هل يصلى 5 مرات أم 50؟ هل يصوم؟ 
جميعها أشياء لن يعرفها أحد وليس هناك أوصياء على الدين أو وكلاء لله على الأرض.

وأيضا  مشهد مكالمة الشيخ نصار؟
أنا شخصيا لا أتفق مع أم جهاد فى جميع مشاهدها وأفكارها وحديثها كان يؤلمني، وأم جهاد شخصية منافقة وأفاقة ولا تحب الشيخ نصار، ولكنها تدعى ذلك وتمثل عليه الحب، وإذا توفى سوف تبحث عن غيره حتى قبل انتهاء العدة.

بم تفسرين كل هذا الاهتمام من بعض الجماعات المتطرفة بالعمل ؟
اكتشفت أن الفن عامل مؤثر قوى جدًا فى حياة المجتمعات، فأكبر دليل على حديثى، أن الجماعات الإرهابية شعروا باضطراب، وخشوا أن نطرح أفكارهم الظلامية المغلوطة التى تسىء للدين الإسلامى، فالشخصية التى جسدتها واحدة من الجماعات الإرهابية. 

ولن أستطيع أن أهاجمهم، لكنى أطرح أفكارهم وأفعالهم الظلامية، ومندهشة جدا أنهم شعروا بالخوف من طرح أفكارهم وأفعالهم، فهذا هو الشىء الذى يدافعون عنه ويعتقدون به ويبررون به أفعالهم ونظرتهم للدين وكان يجب أن يشكرونى لأننى جسدت  واحدة منهم، وسعيدة جدًا أن الفن مؤثر ويسبب رعبا لهؤلاء الدواعش.

إذا طلبنا منك أن تقدمى رسالة لمن انتقدوا العمل بعد انتهاء عرضه فماذا تقولين؟
هل تميلون لصف داعش؟ ولا تريدون كشف مساوئ هؤلاء الدواعش، فلا يوجد شخص عاقل فى العالم يقف فى صف الإرهاب، وأقول للمنتقدين شكرًا على كل الدعاية التى قمتم بها بدون قصد للمسلسل، فتحدث كل العالم عنه، وشكرًا أنكم أثبتم أن الفن عامل مؤثر قوي، فى حياة المجتمعات .

كان هناك عدد كبير من مشاهد العنف فى المسلسل كيف أثر ذلك عليك ؟
كل مشهد أمارس به نوعا من أنواع العنف كنت أبكي، لأن الشخصية عكس طبيعتي وأفكارى ومشاعرى وأجبر على نفسى و أضغط على جهازى العصبى لأنى أكرهها من كل قلبي، حتى المشاهد التى ليس بها عنف كنت أتعب نفسيًا وأشعر بوجع فى قلبي، وبعد مشاهد الجلد أحاول التهوين على الممثلة التى أمامى . 
وما هو أصعب مشهد فى العمل؟
كل مشاهد المسلسل كانت بنفس القوة ولكن هناك بعض المشاهد التى أصابتنى بحالة من الاضطراب مثل المشهد الذى أقول به «الوطن مجرد حفنة من التراب وأستغفر الله العظيم أحن لصوت أم كلثوم» فقد  كنت أشعر باضطراب داخلى لأنى أحب وطنى ولدي انتماء كبير له.

ومؤمنة به وبالأمة العربية، وخوفى عليهم بلا حدود وقلبى مع كل دولة تتعرض لأزمات مثل سوريا وغيرها، وأم جهاد هى من وصلت لأقصى درجات الضلال وليس مصر كما تزعم، وعندما قالت أم جهاد: «أستغفر الله العظيم أحيانا أحن لصوت أم كلثوم» قلبى يؤلمنى لأن الفن ليس حراما ولن يكون أبدًا، وأم كلثوم أسطورة.

وماذا عن مشاهد إطلاق الرصاص ؟
لقد تدربت كثيرا على حمل السلاح وأشكر وزارة الداخلية على ذلك  فقد كنا، نستخدم أسلحة حقيقية بدون طلقات حقيقية بالتأكيد، والسلاح حجمه كبير وثقيل جدًا، وكان سهلًا بالنسبة لى حمله، لأنه لم يفارقنى طوال التصوير.

كيف كانت كواليس التصوير بشكل عام ؟
صراحة شركة الإنتاج لم تشعرنا بأزمات لبنان وحرصت على حل المشكلات، ولا يوجد شيء يعرقلنا إنتاجيا، وتوفرت لنا جميع الإمكانات، لاسيما وأن المسلسل تم تصويره فى عدة دول مثل تركيا وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى أن المسلسل يضم شخصيات من حول العالم مثل العراق وفلسطين وسوريا والمغرب والأردن، وكذلك روسيا وأوكرانيا وإيطاليا وبولندا.

أعلنت عن تبرعك بأعضائك بعد الوفاة هل هذا التصريح مجرد حماسة زائدة أم يأتي عن قناعة بالقضية؟
كل التصريحات التى أعلنها تكون عن قناعة، وعندما قلت «إذا كانت أعضائى تصلح للتبرع، لأن التبرع له عمر معيّن، فأى جزء يصلح منى أتبرّع به وأعلن ذلك على الملأ»، كنت أتحدّث بجدية لاقتناعى التام بأن جسمنا سيأكله الدود فالأولى أن يعيش إنسان بسببه.

ومن يقول إننى أبحث من خلال تصريحاتى عن الاستعراض الإعلامى أو الشهرة، أقول لهم إننى لست بحاجة إلى الشهرة أصلاً.

وما هى خطواتك الفنية القادمة ؟
أنا فى فترة راحة حاليا ولكن قريبا سأبدأ التحضير لـ فيلمين، أحدهما هو «بنات صابرة»مع مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم هالة صدقي، باسم سمرة، والذي يسلط الضوء على زواج القاصرات، والآخر فيلم يحمل اسم «أربع نساء شداد».

اقرأ ايضا | إلهام شاهين: «بطلوع الروح» مسلسل له رسالة إنسانية ويحارب الإرهاب| فيديو