عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

ثقافة الهدم!!

عبلة الرويني

السبت، 28 مايو 2022 - 08:23 م

مشهد تحطيم طلاب إحدى المدارس الإعدادية مقاعد فصولهم وتكسير الكراسي،فور الانتهاء من أداء الامتحانات!!..مشهد متكرر كثيرا فى الواقع، بتنويعات مختلفة.... طلاب يمزقون دفاترهم وكتبهم، ليس غضبا لكن تعبيرا عن الفرح بانتهاء العام الدراسي!!... أولياء أمور طلاب يعتدون على معلمة، لعدم تسهيلها الغش فى لجان الامتحان!!.... ولعلها جملة واحدة متصلة متشابكة مع كثير من المشاهد فى الواقع....من فكر فى إغلاق مكتبة  الإسكندرية،استعدادا لاحتفالات ٢٠ عاما على إنشاء المكتبة فى أكتوبر المقبل!!..صحيح تراجعت الفكرة، لكن مجرد التفكير فى  الإغلاق، هو بحث فى الحلول السهلة والهزيلة!!..تماما كإغلاق مجلة أو جريدة استنادا الى حجم الخسائر وتراجع التوزيع.. وتحويل كثير من المطبوعات الى مواقع الكترونية وتوفير تكاليف الطباعة!!...صحيح أن النشر الإلكترونى يغزو العالم كله، عشرات الجرائد والمجلات تم إغلاقها وتحويلها إلى مواقع الكترونية، حتى صناعة الكتاب، أصبح تداول نسخp.d.f هى الأيسر والأسرع فى حركة نشر الكتاب، وظهر مايسمي(اطبع كتابك) لمن يريد الاحتفاظ بكتابه ورقيا، يمكنه طبع نسخة أو بضع نسخ يريدها ورقيا، بينما حضور الكتاب الأساسى بات الكترونيا!!..
مايحدث على اختلاف تنويعاته وأسبابه، هو سلسلة من عمليات تجريف ثقافى وانحدار الوعي، وتفشى ثقافة الهدم، الأيسر والأسهل من ثقافة البناء!!..
منذ سنوات بعيدة،ألغيت حصص الموسيقى وحصص الرسم والأنشطة المسرحية والفنية والإذاعة المدرسية من المدارس... والنتيجة بالطبع بمرور الزمن، ظهور أجيال من الطلاب يمزقون كتبهم،ويحطمون فصولهم الدراسية، يقطعون الأشجار (إن وجدت) ويخربون الأماكن العامة والمواصلات العامة، ويستبدلون اللغة بقاموس من الألفاظ البذيئة!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة