هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


اشتروا منى

هكذا نحمى الحوار الوطنى من الفشل

الأخبار

السبت، 28 مايو 2022 - 08:59 م

 

هناء عبدالفتاح

فكرة أن تصل الدولة لمرحلة فتح حوار وطنى يشمل جميع القوى السياسية هى ليست مجرد خطوة عظيمة فى ملف الإصلاح السياسى ولاحتى مجرد نقلة ديموقراطية سيترتب عليها « فى حالة التعامل معها بحكمة ووعى ومسئولية « مكاسب عظمى على صعيد الحقوق والحريات وحرية الرأى والتعبير والاعتراض، وإنما هى رسالة شديدة الوضوح والطمأنينة بأن الدولة استقرت واشتد عودها وانتصرت على كل ما كان يهدد وجودها وتعافت بعد ثورتين أنهكاها اقتصاديا وأمنياً، ما أعظم أن تنتقل من مرحلة الخطر الشديد التى لا يسمح معها بأى ديموقراطية أو أى اختلاف إلى مرحلة الاستقرار التى يستقيم معها استقبال جميع الأيدولوجيات ويترحب فيها بالاستماع لكل الآراء المعارضة قبل المؤيدة، تلك الخطوة هى بداية عظيمة لطريق عظيم.


لكن لدى مخاوف حقيقة  و مخاوفى أولاً من سقف طموح الأصوات التواقة للديموقراطية والتى كانت بعيدا عن المشهد لسنوات، أخشى ألا يدركوا أن الدولة لازالت تواجه تحديات كبيرة لا تتيح لها فتح باب الديموقراطية على مصراعيه وعملياً ليست فى المرحلة التى تجعلها تترجم كل أحلام المعارضة إلى واقع يمشى على الأرض،
أطالب المعارضة التى ستشارك بألا تكون طلباتها بمعزل عن الواقع ولا تبعد كثيراً عن الأدوات المتاحة حالياً، أطالب المعارضة بالتحلى بالحكمة والوعى.


أخشى أيضاً من زيادة أعداد المشاركين فى الحوار الوطنى للدرجة التى تخنق فاعلياته وتجعل الكلمات الهامة فيه قصيرة ومقتضبة وتضيق من مساحات عرض الرؤى بالشكل الكافى فيتوه الكلام الهام وسط الزحام، أخشى أيضاً من وجود رغبات لا تغلب المصلحة الوطنية أو طلبات ليست مدروسة بعناية.
اختصاراً، على جميع القوى الوطنية المشاركة أن تبدأ بالأهم فالمهم، ولا أهم حالياً من العمل على إرساء قواعد حرية الكلام، لا أهم من خروج جميع المحبوسين فى قضايا الرأى وبناء الحياة السياسية بما يتوافق مع مبادئ الجمهورية الجديدة، الجماعة الإرهابية ستتابع عن كثب ولجانها الإليكترونية ستعمل بمنتهى الخبث على تشويه الدعوة وإفشالهاو نجاح الحوار الوطنى سيفتح الطريق لمزيد من مرات انعقاده، وفشله سيعيد الحياة الديموقراطية للمربع صفر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة