الأحد، 29 مايو 2022 - 07:40 م

ما أيسر الصراخ والنواح والصياح فى مواجهة النوازل والخطوب، وما أسهل لطم الخدود وشق الجيوب إثر وقوع الأزمات، ولكن كل تلك الأفعال العقيمة لن تنجى من الكروب، أو تسهم فى عبور المحن والأزمات العالمية التى داهمت ساحات البشرية فى السنوات الأخيرة، ويخبرنا التاريخ بحقائقه الدامغة وكلماته الفاصلة، حين يقرر أن أية أمة تواجه أزماتها فى شجاعة، وثبات وتماسك ووحدة وتصميم وإصرار، ستجتاز حتما محنها، وستعبر لامحالة أزماتها، ولكن البعض يتجاهل هذه الحقائق،

ويقطع كل العلائق مع الحكمة والرأى السديد، إما لأنه جاهل أو مغرض حاقد وناقم، وكلا النوعين خطير ومهدد للمصير، وعبء على الركب وهو يجتاز العقبات، ويطوى المراحل الصعبة، وللأسف هؤلاء المولولون دائما ما يكونون حملا ثقيلا فوق عاتق مجتمعهم، وحجر عثرة فى طريق أممهم، والتخلص من إرجافهم وأثرهم المدمر يبدو  فى الأزمات والملمات شرطا لازما لعبور المحنة والخلاص من الأزمة، وما نشهده فى هذه الآونة من الآثار السلبية للمغرضين والجهلاء على السواء يؤكد ما ذهبنا إليه فى السطور السالفة حيث  تبدو نتائج أحقادهم وثمرات أغراضهم المرة ثقيلة الوطأة مع احتدام الأزمة، لذلك يسطع الوعى دوما فى مثل هذه الظلمة كفارس الخلاص، إذا ما تعقدت المواقف واشتدت الملمات، وأول ما يهديه إلينا الوعى الحقيقى من حقائق هو أن الصراخ والنحيب  يعقد الأمر، ولا يحله، ويفاقم من أثر الأزمة ولايواجهها،

أما الحقيقة الثانية التى يهدينا إياها الوعى الحقيقى فهى أن الالتفاف حول قيادة مخلصة تعى أبعاد المحنة، وترتب للخلاص فى ثبات وهدوء عبر خطوات مدروسة، وإجراءات قوية حاسمة لايشوبها  أدنى ارتباك، ويرشدنا الوعى إلى حقيقة أخرى تسطع فى مشهدنا المتأثر بالأزمة العالمية الحالية هى أن الصائدين فى الماء العكر هم أقبح الوجوه الكئيبة التى تشوه المشهد الآن من أهل الشر الحاقدين الموتورين، ومن شاكلهم  فى حقدهم على أوطانهم من تيارات متطرفة فى اتجاهات مختلفة، وتبدو حقيقة أخرى وليست أخيرة يظهرها لنا الوعى الحقيقى من وعائه، وهو أن الجهلاء هم أعوان الشياطين والمأجورين والصائدين فى الماء العكر، وأنهم بإسهامهم فى نشر الشائعات والأكاذيب  شركاء فى الجريمة النكراء البالغة حدا مذهلا من الدمامة، ألا وهى استثمار الأزمة العالمية فى تدمير مستقبل أجيال، وهدم وطن.