الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي


كلام  X السياحة

محمد البهنساوي يكتب: مسار العائلة المقدسة.. الكنز ما زال مدفونا!

محمد البهنساوي

الأحد، 29 مايو 2022 - 09:58 م

 

الأربعاء المقبل الأول من يونيو , ذكرى واحدا من أهم الأحداث في التاريخ المصري بل والإنسانية جمعاء ، ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر الطيبة هربا من الملك هيرودس الذي كان سيشرع في طلب الصبي ليهلكه ، والصبي هو السيد المسيح عليه السلام ، والذي لولا هروبه وعائلته المقدسة لمصر والاحتماء بها ما كان لرسالته ودعوته للسلام والمحبة والخير ان تنتشر في الأرض ، فكان لجوئه لمصر وشعبها الطيب قدر من الله لحماية رسوله وبدء التمكين للمسيحية ونشرها , لينضم السيد المسيح إلى قائمة من الأنبياء شرفت بهم مصر ومنهم أبو الأنبياء الخليل إبراهيم والصديق يوسف وكليم الله موسى عليهم جميعا السلام
وطوال ثلاث سنوات ونصف , تنقل الصبي وأمه القديسة بين ربوع المحروسة لتشرف وتتبارك به ٢٥ بقعة في ٨ محافظات من سيناء الي أسيوط مرورا بالقاهرة ووادي النطرون والشرقية والغربية وكفر الشيخ والمنيا , وكل مكان منها يحوي كنوزا أثرية من كنائس وأشجار وآبار وايقونات مسيحية عظيمة , ولعلنا ندرك أن مئات الملايين من الطوائف المسيحية حول العالم تدين لرحلة العائلة المقدسة بمصر بالفضل في ميلاد وانتشار الديانة المسيحية , وتهفو قلوبهم لزيارة تلك الأماكن التي باركتها خطوات السيد المسيح وأمه السيدة مريم العذراء , لنجد اننا أمام كنز سياحي لمصر لو أقدمنا علي فتحه بطريقة مدروسة ومخلصة لحصدنا خيرا وفيرا

ولعل من المهم أن نشير الي إهتماما الدولة بتطوير وتجديد مسار العائلة المقدسة , ونتوقف أمام ما بثته وزارتي السياحة والاثار والتنمية المحلية مؤخرا عن زيارة الوزيرين إلى منطقة وداي النطرون ، ومن أهم ما جاء في تلك الأخبار إعلان وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي الإنتهاء تماما من تطوير كافة نقاط مسار العائلة المقدسة ال 25 لتقدم مصر وشعبها - علي حد تعبير الوزير - للعالم أجمع واحدة من أهم المعالم التراثية والإنسانية ،وهو وصف حقيقي , وأسهب وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني في شرح جهود الوزارة وهيئاتها المختلفة خاصة المجلس الأعلى للآثار في تطوير نقاط الرحلة وغيرها , وبالطبع يمكن الرجوع لتصريحات الوزيرين المستفيضة في هذا الأمر لنثني علي الجهود الحكومية في هذا الشأن الذي يتكامل مع جهودها في إطلاق منطقة التجلي الأعظم وكل ما يتعلق بمقومات السياحة الدينية بمصر للأديان الثلاث وتماسها مع أنماط أخرى مثل السياحة الإستشفائية والترفيهية والثقافية وغيرها من الأمور يحتاج شرحها مقالات عديدة

و حتي نجني الثمار !!

 نعود لمسار العائلة المقدسة المنتج المهم لتحقيق طفرة سياحية كبرى لا ينافس فيها مصر مقصدا آخر على وجه الأرض , لكن حتى تؤتي تلك الجهود ثمارها هناك بعض النقاط التي سنشير اليها منتظرين تأكيدا لما تم أو سيتم فيها ,  نبدأها بالمناطق المحيطة بنقاط المسار بالمحافظات والحديث فيها في اتجاهين أولهما ضرورة سهولة الوصول إلى تلك النقاط دون عوائق تنال من استمتاع السائحين , والثاني مرتبطة بضرورة وجود خدمات متنوعة حول كل نقطة من نقاط المسار , تبدأ بالفنادق خاصة ذات النجمتين والثلاث , والمطاعم والبازارات وكلها يجب أن تكون ذات مستوى سياحي لضمان جودة الخدمات المقدمة لرواد المسار , ناهيك عن نقاط ثقافية وتثقيفية مرتبطة بالسيد المسيح ورحلته بمصر , والأهم وجود نقاط بيع منتجات مصرية مرتبطة بالمسار ذات مستوى متميز ومن بائعين يجيدون التعامل مع السائحين لجذبهم وليس تطفيشهم !! , ولنا عبرة فيما يحدث بمناطق أثرية مهمة بشكل يسئ لمصر وسياحتها وحضارتها !!

نصل إلى النقطة الأهم في إطلاق المنتج السياحي الخاص بمسار العائلة المقدسة وهو التسويق , و بصراحة شديدة كل تلك الجهود ستذهب أدراج الرياح إذا لم تواكبها خطة تسويقية قوية ومدروسة وقابلة للتنفيذ . خطة متشعبة ومتعددة العناصر , وهنا أذكر القائمين على إطلاق هذا المنتج بما تم في أكتوبر عام 2017 , عندما زار وفد مصري برئاسة وزير السياحة وقتها إلى بابا الفاتيكان الذي أعلن وقتها مباركته لرحلة العائلة المقدسة بمصر كأحد مسارات الحج المسيحي حول العالم , وتفاءل الجميع بتلك المباركة في إطلاق هذا المنتج المهم , لكن وبكل أسف جاءت المحصلة صفر بسبب غياب الخطة التسويقية ومتابعة تنفيذها ، ومنا هنا نبدأ الحديث عن تسويق هذا المنتج مراهنين علي ذكاء ونشاط وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني , فلابد من إحياء تلك المباركة من بابا الفاتيكان بل وإطلاق مباركات من كافة كنائس الطوائف المسيحية حول العالم لتلك الرحلة , شريطة أن نكون جاهزين بتطوير نقاط المسار والمناطق المحيطة بها كما أوضحنا ، وبالتوازي يتم الاسراع بالعمل لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمى اللامادى بمنظمة اليونسكو

يتواكب مع تلك الخطة إعداد المادة العلمية والإعلامية والإعلانية عن هذا المنتج ، منها كتيبات وفيديوهات تشرح المسار كاملا بأسلوب يجذب مسيحيي العالم , ويشرح جهود تطوير نقاط الرحلة وما حولها , ويتضمن كذلك التسهيلات التي تمنحها الحكومة لهذا المنتج , كل هذا من خلال حملة ترويجية وتسويقية دولية كبري خاصة على السوشيال ميديا يشارك فيها رموز الدين المسيحي حول العام وليس من مصر فقط

ويتبقى أمام العناني مهمة أخرى لنجاح كل تلك الجهود , هو الإجابة على السؤال المهم , هل يوجد في مصر شركات سياحة ومستثمرين مهتمين بتسويق وبيع تلك الرحلة وترويجها , فالدولة مهما بذلت من جهد للتطوير والتعريف وغيرها , لابد من وجود شركات على الأرض تعد وتسرب وتبيع برامج هذا المنتج , فهل لدينا تلك الشركات . وهنا نعود للنقطة التي أذكرها كثيرا من قصر نظر للكثير من الشركات والمستثمرين الباحثين عن ربح سهل وسريع غير عابئين بالمنتجات و الأنماط التي تحتاج بعض الجهد والإنفاق وعوائدها مجزية للغاية

ختاما نثمن ونحيي اهتمام الدولة بتطوير وإطلاق هذا المنتج المتفرد , لكن لابد أن تكمل الدولة جهودها وتراجع كافة النقاط التي أشرنا إليها وغيرها حتى نجني ثمار هذا الكنز الذي أعتبره مازال مدفونا !

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة