عصام السباعي
عصام السباعي


يوميات الأخبار

أيام عم كامل

عصام السباعي

الإثنين، 30 مايو 2022 - 05:21 م

المجتمع الصحى يستطيع استيعاب المسجد والكنيسة والخمارة ، ودعونا نعترف بلا تجميل للكلمات : مجتمعنا فى أزمة كبيرة  !

الأربعاء :
أنا ياسادة مواطن مصرى ستينى عاش طفولته وصباه قبل أكثر من نصف قرن مضت فى مجتمع رائق وصاف ، كان سلفى الهوى رائقا راقيا صافيا ، رغم أنك لو نظرت هذه الأيام إلى تلك الأيام لتعجبت من قدرة الناس فى بلادى على طبخ تلك الحياة وبتلك الجودة وبذلك القدر العالى من التسامح والود، وكم تبسمت وأنا أتذكر مشهد ذلك المسجد الذى يحمل اسم «الهداية» وتلك الكنيسة واسمها « مارى جرجس « وبينهما « خمارة كامل « فى الضاحية الهادئة الوديعة فى ذلك الوقت « عين شمس « ، مازال وجه عم كامل فى مخيلتى ضخم فى طوله وعرضه وصاحب وجه يشبه الفنان الراحل حسن فايق ، كما أتذكر كل ملمح فى طفولتى ، كان جارنا الذى بيننا وبينه مجرد سور منخفض هو خواجة يونانى وزوجته ، وأمامنا فيلا آل اسكندر ، وحولنا مزارع الورود والفواكه ، وعلى محطة القطار فيلا ذلك الفنان الكبير الذى نسيت اسمه ، وكل مايحيط بسورها ومايظهر منها مجموعة كبيرة من منحوتاته ، و عم علام بائع الجرائد الكبيروكنت أراه وأنا صغير شخصا مهيبا وكأنه يستمد من الجرائد والصحافة القوية «هيلمان» لاحدود له ، ونفس عظمة أبطال قصص مجلتى سمير وميكى ، وبائعة الجرائد أم محمد ، كانت جارتنا أبلة فيكتوريا وهى أيضا تلميذة أبى ثم مدرستى فى المدرسة ، وكان الكل يرونها شديدة ، وكنت أقبل يديها كما كنت أفعل مع أبى ثم مع أمى ، كان المشهد الأخير قبل عقد كامل ، عندما جاءت لأمى رحمهما الله ، وأعطتها مفتاح شقتها المؤجرة ، فهى لم تعد تحتاجها، حبيبها عم دانيال مات ، وحبيبتها ابنتها الوحيدة ماتت بذلك الخبيث ، وستذهب إلى الجيزة لتقيم مع شقيقها الطبيب بالجيزة .كانت الحياة هادئة بسيطة ، لا أعتقد أن الكراهية أو الحساسية موجودة ، وتخيلوا منظر المترددين على تلك الخمارة ، والداخلين والخارجين من المسجد والكنيسة ، كل فى شأنه ، وانقلبت الأحوال فجأة وجدنا بدروم العمارة يتحول إلى مسجد أمام باب الكنيسة ، كنا نصادف القسيس فنقبل يده ويعطينا قطعة من البونبون ، ولا أعلم كيف يسير اليوم ولا أستبعد أنه يهرول خوفا من خطر قد يأتى ، ووجدنا الكنيسة تتوسع حتى أصبح لها أكثر من باب على شارعين ، فجأة ظهر نزاع على أرض فى أحد الشوارع ،وهل ستقام كنيسة أم مسجد ، وعندما تركت المنطقة فيما بعد ، كنت أفاجأ بوجود تغيير أكثر قتامة ، أشعر وكأن مصارين بطنها تتشابك وتتصارع وتخرج علينا بأسوأ مافيها شكلا ولونا ورائحة ، وجاء الوقت الذى لا يسعدنى ولا يريحنى صحيا ولا نفسيا أن أعود إليها ، شيء ما احترق أو أحرقوه ، ليس فقط لأن معظم الأحباب قد راحوا ، ولكن لأن المحبة قد غطت عليها الأتربة ، وغطاها البعض بكثير من أوساخ المجتمع ، لأن المجتمع الصحى يستطيع استيعاب المسجد والكنيسة والخمارة ، ودعونا نعترف بلا تجميل للكلمات : مجتمعنا فى أزمة كبيرة !

كلنا سنكون فى النار ياسادة !
الجمعة :
الشهيدة شيرين أبو عاقلة فى القدس المحتلة، فبدلا من أن يتوحد الجميع ضد تلك الجريمة ومن ارتكبوها من قوات الاحتلال الصهيونى ،وجدنا يدا صهيونية تحرك مواقع التواصل الاجتماعى ، وعلى وجه الخصوص الفيس بوك ، وبدلا من أن تتوجه الى شجب جريمة جيش الاحتلال ، حركت تلك الأيادى المجهولة الدفة ، ليتحول الموضوع بقدرة قادر الى مسلم ومسيحى ، وهل تجوز الرحمة على الشهيدة شيرين ، وينساق القطيع وراء ذلك الطرح الغبى ، و يضحك علينا الصهاينة ، وهم يقلبون الطاولة علينا جميعا ، وهم يروننا ننساق باخلاص ، وراء منطق شاذ وكلام شاذ فى الحياة العامة ، وكما القطيع ظهر من يرفض ، ومن يسخر من الذين رفضوا الرحمة لها ، وهنا تكررت كارثة التلاعب بعقائد الناس ، وتحريكها من مكانها المقدس داخل المسجد والكنيسة الى الحياة العامة ، وغير ذلك فكلنا مواطنون وكلنا إنسان، وحركت الأيادى الخفية نيران التعصب ، وتم استدعاء ماحدث قبل فترة ، عندما تمت سرقة لحظة توحد المصريين خلف طبيب الغلابة محمد مشالى ، بسؤال واجابة القمص داود لمعى ، بأنه ومهما كان صالحا ويعمل من الصالحات ،فلن يدخل الملكوت مع الملك ،لأنه لم يقبله ورفضه ، وهو ماسبق وحدث عندما قال متطرف إن الدكتور الانسان مجدى يعقوب لن يدخل الجنة ، ولعلنا لم ننس تلك الواقعة التى فاقت الحدود ، عندما رفضت كنيسة أرثوذكسية بقرية اتليدم فى أبو قرقاص استقبال عروسين اختنقا بالغاز فى ليلتهما الأولى ، لأنهما بروستانت ،فى جزء من ذلك المسلسل العقيم ، ولا أدرى كيف أصبحنا هكذا ندعى أنا نمسك مفاتيح الجنة فنوزعها على من نشاء ، ونفرض إيماننا على الآخرين ، رغم أن الله لو شاء لجعل الناس أمة واحدة ، ولكنه أراد أن يجعلنا أمما لكى يحاسبنا على سلوكنا ومحبتنا لكل الناس، و الأكيد أن كلنا سنكون فى النار ياسادة لو استمررنا فى دوامات الكراهية والتكفير !

إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان
الأحد :
بمناسبة الجدل حول مشروعات القوانين الجديدة للأحوال الشخصية ، تذكرت قصة زينب والدكتور مبروك عطية .. قالت له زينبٌ قبل أن تستفتيه فى برنامجه الفضائى : زوج ابنتى ضرب البنت ، رحنا عليه بعربية لورى ومعانا 20 راجل ، ضربناه علقة موت ، وخدنا العفش ورفعنا عليه قضية تبديد عشان نحبسه ، ومرت شهور جاى يشوف عياله ضربناه ، يسألها : ليه ؟ تجيب : أصله اتجوز ، يستفسر منها : وإنت عايزة ايه .. تقول: هوا إلى إحنا عملناه فيه حرام ؟!، وهذه القصة توضح ما تصل له الخلافات الزوجية من كراهية وعنف لأنها بين الكارهين المبغضين ، وعند هؤلاء تغيب تماما الأوامر الربانية « إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان « ، ومما سمعت هنا وهناك من تصريحات اسمحوا لى بذكر بعض النقاط التى يجب مراعاتها فى ذلك الملف ومنها : لا يجب أن يكون تناول المجلس القومى للمرأة أو أى جهة أخرى لأى مشروع قانون «جندريا « « ، يدافع عن حقوق المرأة فقط لأنها امرأة .. أن تراعى كل الجهات المختلفة أن الهدف الرئيسى المطلوب ليس مصالح الزوج أو الزوجة ، ولكن الدفاع عن تماسك الأسرة والمجتمع .. وكم أخشى أن يأتى يوم نشهد فيه نجاح الخواجات فى فرض مخططهم فى المثلية الجنسية على مجتمعنا .. من النقاط المهمة أيضا حماية حقوق ومصلحة الأبناء ، وقد استعرضت العديد من التجارب ، ووجدت أن العبء الأكبر فى تحقيقها يقع على القاضى المكلف بتحقيق مصلحة الطفل ، أما تطبيق النماذج الأوروبية ، فيتطلب وجود ثقافة ومؤسسات وتمويل يستطيع تلبية تطبيق نفس النموذج ، ويجب أن يراعى الجميع عدم النظر إلى حالات خاصة ، على أنها عامة ، وعلى سبيل المثال ، لايمكن أن ننظر إلى حالات الزواج الثانى على أنها ظاهرة ، ومهما فعلنا ستظل قاعات المحاكم مشتعلة ، لأن أوراق كل قضية تنظرها فيها علامات فشل وقهر وخوف وكراهية ، فقط كل مانريده هو بنود متوازنة وعادلة ومحكمة ، ويبقى المحك دائما فى التطبيق ، من أجل تحقيق الهدفين الساميين الكبيرين « تماسك الأسرة واستقرار المجتمع « ، وهما هدفان لا يتحققان بهيافة مدعى التنوير من جانب ، ولا من «زناخة» عقل ضيقى التفكير!

مبروك .. لأبطال الأهلي !
الإثنين :
لعب الأهلى بعد ساعات قليلة من كتابتي تلك الكلمات، مباراته في نهائي كأس أبطال الدوري الأفريقي أمام الوداد المغربي، لا أشعر بالقلق من نتيجة المباراة، فالأهلي سيظل البطل حتي لو خسر النهائي، هو البطل رغم أنف الجميع بداية من «أبو علي» حتي «أبو ريدة» و «أبو الكاف»، وسيظل لاعبو الأهلي هم مصدر الفرحة، ورمز الإصرار، ونموذج البطل لأجيالنا الجديدة، ومنبع الفخر للدولة المصرية، يكفي مؤسسة الأهلي أنها واصلت السير في طريقها، تتجاوز العقبات والمؤامرات والصغائر وكبائر الإثم والكذب والتدليس والتشويه، التي تنطلق من ذيول قناة بيراميدز القديمة، التي انتشرت في كل مكان، والله أعلم بالشيطان الذي يحركها، ويفتح أبوابه للكاره والحاقد والنطيحة والمتردية وعبد العال، و يحاول كل واحد منهم إلصاق كل نقيصة بالأهلي وهي فيه، لدرجة أن أميرهم يطيل في الشرح عن تأجيل المباريات لمصلحة الأهلي في أحد المواسم، وكأن كل الناس لا تعلم ان كل الدوري قد تم تأجيله من أجل عيون ناديه، ورغم كل تلك «المؤاخذات» من مسئولين «لامؤاخذة»، حصل الأهلي علي البطولة، اكتب تلك الكلمات بروح المواطن المخلص غير المتعصب، الذي يصعب عليه أن يشوه الصغار  واحدة من أحلي وأنجح المؤسسات في مصر، ويشيع الفاحشة في قطاع الرياضة المصرية، ننتظر عودة أبطال فريق الأهلي لنحتفل بهم، فهم الفائزون في كل الأحوال، في مباراتهم ضد الحقد والغل والتربح والتدني، مبروك يا أهلي!

كلام توك توك:
لا يتطاول على الأزهر سوى ساقط أو ساقطة !
إليها : وكم أصلى لك فى كل صلاة لله .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة