محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

الحوار الوطني الحقيقي

محمد البهنساوي

الإثنين، 30 مايو 2022 - 06:27 م

 

«الحوار الوطني يجب أن يكون بين ممثلى السلطة والمعارضة» استفزتنى تلك الجملة التى أطلقها بعض من نسميهم النخبة، وهى جملة كفيلة بتفريغ الحوار من مضمونه وإضاعة فرصة ثمينة لبناء دولة قوية بمعنى القوة الشاملة، يا سادة أرجوكم رفقا بمصر والمصريين، ونتعامل مع دعوة الرئيس للحوار بنية خالصة لله والوطن الذى تتهدده المخاطر والتحديات من كل حدب وصوب، ولا أظن أن الهدف من الحوار فقط وضع نظام سياسى جديد لمصر، ماذا يفيد وضع نظام سياسى مثالى لدولة تتداعى معاول المتربصين لهدم أركانها الأساسية وتغييب وطمس هويتها.

يجب أن يقاتل الجميع لوضع أسس راسخة لهذا الحوار ليضعنا على أول الطريق لبناء مصر التى نحلم بها، وان نفوت الفرصة على كل مشتاق لتحقيق مكاسب شخصية ولو على جثة الوطن وأحلام المواطنين، يجب ألا نسمح أن يتحول الحوار إلى مكلمة وفرصة للتنظير والمتاجرة وتصفية الحسابات، لا ندعو أبدا لاتخاذ صف السلطة وسياساتها وخططها، بل نتمنى نقدا لكل هذا يحفظ الوطن ويراعى ظروفه وتحدياته ويحمى شبابه ويصنع مستقبله، لذا يجب ان نحدد آليات الحوار وأولوياته وأهدافه الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية وبعد كل ذلك وليس قبله السياسية، فلو انصلحت هذه الأحوال سينصلح بالتبعية وقوة الدفع نظامه السياسى وليس العكس.

لا نرفض مشاركة كل الرموز بالحوار حتى التى تجيد ركوب كل موجة والتلون بلون كل نظام للدخول فى دهاليزه، لكن قبلهم نضمن مشاركة حقيقية للشعب الكادح الذى لا أرى قوى تمثله التمثيل الحقيقى، وألا نسمح بإطالة الحوار الى ما لا نهاية، مطلوب آليات تضمن عدم هروب الوقت وضياع الزخم، أما الأهداف فلا بد أن تتصدرها الحفاظ على هوية المصريين ومواجهة محاولات التغييب وقتل الذوق العام وبث الإحباط وقتل الأمل، ومواجهة دينية أولا لبعض مدعى التدين الذين يبثون مفاهيم دينية خاطئة بجهل وثانيا لمن يتطاول على الثوابت والرموز الدينية الحقيقية، أن نبنى شبابنا بما يحقق أمل مصر فى حاضرها ومستقبلها.

- المنيا واستغاثة بـ «حياة كريم»!!

استغاثة وصلتنا من أهالى ٦ قرى بمركز مغاغة محافظة المنيا طالبين رفعها لمؤسسة حياة كريمة لتنقذهم من معاناتهم التى تعود لـ١٠ سنوات ماضية من تفشى الأمراض بسبب تلوث مياه الشرب، استغاثوا بالمسئولين وتبرعوا،  فقيرهم وغنيهم لشراء قطعة أرض أقامت عليها الدولة محطة مياه حديثة بتكلفة 75 مليون جنيه افتتحها محافظ المنيا اللواء أسامة القاضى قبل عدة أشهر لكن فرحتهم سرقتها معاناة يومية جديدة، فمنذ افتتاح المحطة والمياه شبه مقطوعة، وتاهت المسئولية بين المحافظة وشركة المياه والشركة المنفذة للمحطة، لتعود تلك القرى عقودا للوراء، عاد الاعتماد على «الطلمبات الحبشية» بمشاكلها.. والبسطاء لجأوا لغسل أوانيهم وملابسهم بالترع!! وبدأت تجوب الشوارع عربات بيع المياه، وكأن السقا الذى مات من قرون بعث فى تلك القرى من جديد.
ويبقى التساؤل، إذا كانت الدولة استجابت وأقامت المحطة على أحدث التقنيات من المسئول عن تعطيلها واستمرار معاناة الأهالى ليحدث فجوة بينهم وبين الدولة؟، الإجابة لدى محافظ المنيا الذى أكد للأهالى تعاطفه معهم، لكن التعاطف وحده مش كفاية فالحل تأخر ومعاناة الناس تتفاقم فهل إلى خروج من سبيل؟!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة