صورة ارشفية
صورة ارشفية


«عدم التفتيش الدوري» يسبب انتشار ظاهرة انتحال صفة الأطباء 

شاهندة أبو العز

الأربعاء، 01 يونيو 2022 - 10:44 ص

◄ المقبوض عليهم يخرجون دون إجراءات عقابية..وعاطل منتحل صفة طبيب يهرب من عيادته بكفر الشيخ إلى الفيوم لإستكمال النصب على المرضى 


◄ ووكيل نقابة الأطباء سابقاً:: يعتمدون على الروشتة الموحدة ومن يعمل بالمستشفيات الحكومية أصعب الحالات التي يمكن اكتشافها 

باتت أخبار "انتحال صفة طبيب" تتداول بكثرة خلال الـ 4 شهور الماضية فتم الكشف عن العديد من قضايا التي يقع المواطن فيها ضحية للنصب والاحتيال على صحتهم والكشف عليهم وإعطاءهم وصفات دوائية قد تؤدي بهم إلى الموت المؤكد.


وباتت صفة الأطباء مهنة لا مهنة له، وخلال الأشهر الماضية تم الكشف عن أكثر من واقعة قامت فيها الشرطة والأجهزة الأمنية بإلقاء القبض من منتحلي صفة الطبيب بكافة التخصصات حيث يمارسون الطب لسنوات عديدة في عياداتهم الخاصة والمستشفيات الحكومية دون رقابة أو كشف أمرهم.


وعلى الرغم من أن عقوبة الانتحال قد تصل 10 سنوات حبس، وفقاً لقانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 وتعديلاته، حيث نصت المادة 10 من قانون مزاولة مهنة الطب على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زوال مهنة الطب على وجه يخالف أحكام هذا القانون، وفى حالة العود يحكم بالعقوبتين معا»، إلا أن مسلسل انتحال صفة الأطباء ما زال مستمراً.


ففي محافظة الجيزة تم إلقاء القبض على مسجل قام بانتحال صفة طبيب بشري وقيامه بممارسة مهنة الطب مستخدماً مستندات مزورة، بعد فشله فى الحصول على شهادة بكالوريوس طب من إحدى الجامعات الخاصة، تمكن من الحصول على مستندات مزورة  بشهادة الثانوية العامة لإثبات كونه طبيب ويعمل في جهات مختلفة حتى لا يكتشف أمره، وقام بتزوير 20 تقرير طبى منسوب لمستشفيات مختلفة.


وبمستشفى فرشوط المركزي بمحافظة قنا، انتحل طالب بكلية الآداب قسم جغرافيا صفة طبيب ووقع الكشف على المرضى من بينهم نساء وأطفال ويقوم بكتابة وصفات طبية لهم حيث مارس المهنة كأي طبيب بشري تحت التمرين دون أوراق تثبت إنه مقيد لدى أي كليات الطب بالجامعات المصرية، حيث ظل 5 سنوات يمارس المهنة في أكثر من مستشفى حكومي، وبدأ عمله الطبي بمستشفى دشنا عام 2017، وكان يحمل بطاقة طالب بكلية طب جامعة عين شمس، وافتتح عيادة في نجع حمادي لأمراض النساء والتوليد.

وبمحافظة الغربية بمدينة طنطا، ضبطت أجهزة وزارة الداخلية أحد الأشخاص بسبب انتحاله صفة طبيب وإنشاء حساب على موقع "فيس بوك" للإعلان عن قدرته على إجراء عمليات جراحية، ومن خلال التحريات وجد إنه مسجل ومطلوب التنفيذ عليه في عدة قضايا، ولكنه نجح في إيهام المرضى أنه طبيب بشري يقوم بعمل عمليات.

وفي محافظة سوهاج قام فني زراعي بانتحال صفة طبيب وفتح عيادة طبية لِممارسة ومزاولة النشاط الطب، حيث يقوم بإجراء عمليات جراحية للمرضى وكشف عليهم بعدما قام بشراء أدوات الجراحة والمعقمات وأجهزة قياس ضغط وسكر وسماعات للكشف على المرضى المترددين على العيادة.

بالإضافة إلى افتضاح أمر سيدة انتحلت صفة طبيبة  ومزاولة مهنة الطب البشرى بدون ترخيص وتزوير كارنيه منسوب صدوره لمستشفى سوهاج الجامعى.


وأعلنت محافظة الدقهلية بمدينة السنبلاوين القبض على مسجل منتحل صفة طبيب نفسي يدير مركز يسمى «إنجاز للطب النفسي وعلاج الإدمان»، وكان يعمل في مركز لأكثر من 3 سنوات يعلاج مدمني المخدرات بأتباع طرق غير علمية أو صحيحة، معتمداً على تجربته السابقة في علاجه من الإدمان قبل 7 سنوات ومعرفة أنواع الأدوية المخصصة لعلاج الإدمان.


وبمنطقة الأميرية بالقاهرة، تمكنت المباحث من القبض على مسجل خطر انتحل صفة طبيب بشري وإجراء عمليات جراحية للمرضى مقابل مبالغ مالية وقام بإنشاء حساب عبر موقع "فيسبوك" لترويج لمزاولة نشاطه والعمليات الجراحية التي يقوم بها، ما بين إستئصال المرارة وعمليات تكميم والزائدة، حيث يمتلك جميع الأدوات الطبية والمواد المطهرة  ومخدر موضعي لاستخدامه في العمليات الجراحية.

فيما قام شاب في محافظة الإسكندرية بتزوير كارنية طبي منسوب لنقابة الأطباء وفتح عيادة لإجراء عمليات مخ وأعصاب بعدما كان يعمل «تمرجي» لدى إحدى العيادات الخاصة المتخصصة في المخ والأعصاب وترويج لنفسه عبر وسائل التواصل الإجتماعي عبر إعلانات ممولة، لجذب أكبر قدر من المرضى.

وتوضح دكتورة ميرفت عبدالله عضو نقابة الأطباء الوكيل سابقاً، أن زيادة عدد العيادات الخاصة في مصر وتوظيف أي شخص بها تسبب في تفاقم ظاهرة انتحال صفة الأطباء، فأغلب منتحلي صفة الأطباء كانوا يعملون في مجال الطب عبر العيادات خاصة كعامل نظافة أو حسابات  أو تمرجي، لإكتساب الخبرة ثم يقومون بعد ذلك بفتح عيادات خاصة بهم وتزوير شهادات وكارنيهات طبية.

وتابعت إن منتحلي صفة الأطباء يعتمدون على إعطاء روشتة موحدة للمرضى تشمل مضادات حيوية وخافض للحرارة وبعض الأدوية المعروفة، مشيرة إلى ضرورة تكثيف الحملات على العيادات من قبل إدارة العلاج الحر، قائلة" في منتحل صفة طبيب فتح عيادة في كفر الشيخ وبعد القبض عليه وافتضاح أمره، عاد لمزاولة المهنة مرة أخرى في إحدى قرى الفيوم".


وأضافت عبدالله، إن النقابة ليست جهة تنفيذية وينحصر دورها في تفتيش على لافتات الإعلانات  الخاصة بالأطباء والإعلانات التي تنتشر على الفيسبوك والقنوات الفضائية التي تبث تحت "بير السلم" لتلقي الضوء على المشكلة فقط.

مشيرة إلي، منتحلي صفة الأطباء الذين يعملون في المستشفيات الحكومية أصعب الحالات التي يمكن اكتشاف أمرها، نظراً لتزوير شهادات والكارنيهات وتقديمها للمستشفى على إنه طبيب تحت تدريب ليبدأ في ممارسة الطب ويتم إكتشافها عن طريق الصدفة.


ونوه دكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة الأطباء  إن قطاع العلاج الحر لديهم مشكلة في عدد العاملين به مما يجعل عملية التفتيش على العيادات تحدث بنسب قليلة نسبياً، برغم من كونها الجهة المنوطة في الضبطية القضائية على منتحلي ومزوري صفة أطباء..

وتابع أمين، إن يمكن لآي شخص تزوير شهادات وكارنية منسوب لنقابة الأطباء وفتح عيادة في أي مكان ومزاولة مهنة الطب دون اكتشاف حقيقته بسبب عدم وجود تفتيش دوري من إدارة العلاج الحر أو وزارة الصحة أو المحليات على العيادات الجديدة التي يتم افتتاحها. مضيفاً إن نقابة الأطباء توفر خدمة الإستعلام عن الأطباء وتخصصهم ودرجة العلمية الحاصل عليها.


وشدد أمين على ضرورة العمل على تشريعات جديدة بتغليظ العقوبة على منتحلي صفة الأطباء موضحاً إن أغلب الذين تم القبض عليهم  من منتحلي صفة الأطباء خرجوا دون أي إجراءات عقابية و استكملوا مزاولة المهنة في محافظات أخرى بأسماء جديدة، بسبب إن الموضوع مربح.

اقرا أيضأ: المشدد 10 سنوات لمتهم بانتحال صفة طبيب نساء وتوليد وعلاج السيدات  


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة