أحمد عباس
أحمد عباس


أحمد عباس يكتب.. «الدقيقة بكام»

أحمد عباس

الخميس، 02 يونيو 2022 - 01:14 م

يتساءل المتشائمون "اشمعنى دي هي جت عليها"، ويترقب المتابعون متى تكون اللحظة المناسبة، أما المتأهبون فلا سؤال لهم الا " ها غليت واللا لسه"، ولا ينفك أصحاب المصلحة عن ترديد نفس الجملة "مايخلصونا بقى ضربة مرزبة ولا ١٠٠ شاكوش"، كذلك ينتظر عملاء المحمول رفع أسعار دقيقة المحمول والانترنت معا.


الحقيقة أن المتفائلين الأوائل كانوا يرفضون هذا الكلام جملة وتفصيلا، فلا الحكومة رفعت أسعار السولار المستخدم في محطات المحمول ولا زيادة في أسعار الهواء الذي ينقل المكالمات، وببساطة لا داعي لأي زيادة في سعر الدقيقة ولا خدمة الانترنت، وهذه حسبة بدائية جدا ومخلة بالمضمون وغير سليمة.


عملاء الأربع شركات منقسمون مابين "يعني هي جت على دي" وبين "الشركات أصلا مستغلة ولا تفوت فرصة الا وترفع أسعارها".. وهذه نبرة كل من يحمل هاتف محمول ويملك خط تليفون سواء بنظام الكارت أو الفاتورة الشهرية.


الشركات من ناحيتها لا تتجاوب مع أي زيادة بسهولة ولا تنساق خلف اعادة التسعير بهذه المرونة، أعتقد ذلك بوازع منها أولا وبتدخل من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وثانيا بسبب ان اعادة التسعير غالبا تصحبها تغيرات سعرية متعددة في منتجات وخدمات كثيرة وهذا ليس بالشأن السهل.


الطيبون -جدا- يجددون سؤالهم البسيط "ليه هي الدقيقة بكام"، والخبثاء يتهامسون " لماذا تعطل الشركات رفع أسعارها" ثم لا تمر ثوان الا ويطلقون اجابة تشيع السخط في الجميع "الشركات ترجئ الزيادة حتى ترفعها مرة واحدة بصورة مطردة بعدما ترتفع كل السلع والخدمات ولا يبقى سواها ويكون ذلك مبررا قويا لفرض زيادات كبيرة على العملاء"، يتدخل هنا النائمون " يعني هي جت عليهم احنا جتتنا نملت يعني فاتورة التليفون لا هاتقدم ولا هتأخر".

أما أنا فلا أرى أن أسعار دقيقة المحمول ولا خدمات الانترنت ستقاوم كثيرا أمام الزيادات السعرية في كل شيء، صحيح ان الحكومة لم ترفع السولار لكن ماذا عن أسعار الكهرباء، وأسعار الأراضي التي تبنى فوقها المحطات، وماذا عن ايجارات أسطح العمارات التي يؤجرها الناس لشركات المحمول، وماذا عن أسعار أجهزة الارسال والاستقبال ومحطات المايكرويف المستخدمة في الشبكات، ثم ماذا عن سعر الدولار الذي تشتري به الشركات هذه المعدات، وأسعار الكوابل الموصلة بين المحطات وبعضها.. وهذا ليس منطقا سوداويا لا سمح الله لكنها نظرة واقعية جدا لسوق تتغير معطياتها بين لحظة وأخرى كأي سوق حرة لا تضبطها سوى التغيير والتحديث الدائم.. وقبل كل زيادة مرتقبة أو بعدها لا ينقطع العميل - بينما هو واقف يسدد فاتورته أما موظف خدمة العملاء- عن السؤال الصعب.. ليه يا عم هي الدقيقة بكام!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة