فن العمارة السيوية
فن العمارة السيوية


البيت السيوي.. نموذج فريد لفن عمارة الصحراء

مدحت نصار

السبت، 04 يونيو 2022 - 09:59 ص

تنفرد واحة سيوة أو واحة الغروب بالعديد من المقومات الطبيعية والتاريخية التي تميزها عن باقي الواحات المصرية، لانتشار عيون المياه المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للعصور الرومانية القديمة والتي تحيطها أشجار النخيل والزيتون مما يشكل لوحه فنيه رائعة.


كما أن الواحة الساحرة تنفرد بمنازلها العتيقة المبنية من طبقة الكرشيف وهي خليط من المونة السيوي الممزوجة بالطين والملح الصخري الناتج من بحيرات الملح المنتشرة على أراضيها والذي يجعلها مقصدا سياحيا بيئيا عالميا.

اقرأ أيضا|محافظ مطروح يتابع أعمال شركة الإنقاذ بالشواطيء

ونظم البيت المحمدي لدراسات وعلوم التصوف ندوة تحت عنوان "العمارة والعمران في واحة سيوة.. كنموذج لعمارة الصحراء" ضمن أنشطة الوعي بالحضارة المصرية حيث تم  طرح  الملامح التي شكلت العمران في سيوة من خلال أربعة محاور أساسية تتمثل في  الجغرافيا السيوية، والعمارة السيوية وتفردها بين الطرز المعمارية الأخرى، والقيم الروحانية وتجلياتها في مفاهيم العمران، وأثر البيئة على الحرف والفنون التي شكَّلت تفاصيل العمران، وتناقل الأجيال لتلك الفنون، واستفادت من الفضاء وشكلت المساحات داخل الواحة قديما، بما يتناسب مع تصوراتها عن التواصل وعن التعلم. 


ويقول  الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون  الدولي بجامعة الأزهر، إن بيوت الواحة تمثل الجانب الروحي للعمران، مؤكدا أن العمران والعمارة بهم جانب روحي قوى مستشهدا بآيات القرآن التى أبرزت العمران.

وتطرق مهنا  إلى دور الدولة  في مجال دراسات  العمارة والفنون ، والحرف اليدوية والتراثية التى عكست جمال مصر في كل بقعة منها  وتشجيع أصحاب الحرف


 وقال  الدكتور عاطف معتمد أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة القاهرة، "متحدثا عن الجوار الجغرافي لواحة سيوة"، وخصائص العمارة بها ، وطبيعة تركيبتها الجيولوجية حيث عيون المياه، وبحيرات الملح ، والرمال ، وتطرق إلى نماذج من جهود الدولة في الحفاظ على عمارة سيوة التى تتفرد عن مثيلاتها من الواحات المصرية فى فنون العمارة والبناء 


ويظهر جليا إبداع تصميم المنازل حيث  يظهر «الكرشيف» ككلمة سر مشتركة لبيوت الواحة، وهي طبقة البناء والتى تم بناءها  من جاتب أهل الواحة  بتلك المادة التي لا يعرف أسرارها إلا أبناء الواحة والتى تجعل من منازلهم  مكيفه طبيعيا حيث تساعد تلك المادة على الوقايه من حرارة الشمس وارتفاع درجات الحرارة التى تصل إلى أكثر من ٤٥ درجه خلال فصول الصيف و يشعر اهل الواحه بالدفء خلال فصل الشتاء 

وشارك أبناء الواحة في بناء أكثر من ثلث منازل الواحة، حيث تتراوح مدة بناء المنزل ما بين 15 و20 يوما على حسب المساحة كما أنهم يشاركون في بناء القرى البيئية وبيت الثقافة السيوي.


ويقول المهندس هاني أنور خبير العمارة البيئية، للحديث ان واحه سيوة تنفرد في تنفيذ عدد من المبادرات للتعرف على عمارة الكرشيف بالواحة ، خاصة المسجد الكبير بقلب الواحه كقيمة معمارية مؤكدا على أن خصوصية سيوة المعمارية تمثل نقطة أهمية لتفردها فى مجال فن العمارة البيئية 

جدير بالذكر ان الندوة  نظمهما المركز الطولوني لأصول العمارة والفنون الإسلامية بـأكاديمية  علوم التراث بهدف التعرف على المجتمع السيوي، والعلاقات المتشابكة التي ينظم بها المجتمع نفسه باعتبار العمران هو الفضاء الذي تتجسد فيه هوية و تاريخ و شخصية المجتمع، وأفكاره عن نفسه وعن العالم المحيط، وغير ذلك من الأمور التى تتحدث عن العمران فى المجتمع


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة