مظفر النوّاب | شاعرُ الرفض والمقاومة والنضال
مظفر النوّاب | شاعرُ الرفض والمقاومة والنضال


مظفر النوّاب | شاعرُ الرفض والمقاومة والنضال

أخبار الأدب

السبت، 04 يونيو 2022 - 03:24 م

بقلم : عِذاب الركابى

أيُّها الشاعرُ القدّيس.. والمثقف والفنّان – الرمز الذى ينتمى إلى العراق إنساناً.. وأرضاً.. وتراثاً.. ومستقبلاً، وإلى العروبةِ تاريخا ً..ومصيراً.. وهدفاً.. وقضيةً.. ودماً.. وثورة حتى انتهاء الزمان.. وإصغاء للعالم بكلّ همسة حرية.. وموكب حقّ وعدل.. وتواصل!!
الفنّانُ والشاعرُ الكبير..تحية بعمق ِ ظلال ِ نخيل ِ العراق، وعذوبة الفراتِ، وبساطة رغيفِ أهلنا الجريحين..الطيبين!!
 سلامٌ عليكَ أيُّها الشاعرُ القدّيس.. والمثقفُ الراهبُ فى محرابِ كلمةٍ لاتقهرُ..الرابضُ فى تربةِ موقفٍ لاتبور..الخاشعُ فى صلاةِ انتماءٍ لاتصيرُ قضاءً..الحائز على شرف الصوت الإبداعى – الشعرى البعيد المدى..والمُلهم الأصيل..!!
 مظفر النواب..أخَ القلبِ!! أيها الغائب – الحاضر!! الراحل – الساكن فى قلب أهلنا الطيبين..صوتهم الذى لا يهداْ.. يموت الموتُ وهو يفكرُ بفاكهة جسدك!!

سلامٌ عليكَ يومَ وُلِدتَ..ويومَ اغتربتَ..وعشتَ بجرحٍ نازفٍ غائر ٍ..وكلمةٍ ثائرةٍ..مزعجةٍ.. ومُقلقةٍ طوالَ سنين غربتك المزمنة.. بداية جارحة بلا انتهاء!!


سلامٌ عليكَ يومَ التحقتَ طائعاً بكتيبة الشعراء والكتّاب والمثقفين المستفزين..المُقلقين الذينَ يُرتّبونَ وسادةً لوطنٍ لنومٍ مخمليّ..حتّى يولدُ عالمٌ جديدٌ، بخطى ربيعية.. ومشية زهرةٍ مُتبرجةٍ..عالم الأمان..والعدل.. والسلام.. والألفة.. والتواصل.. حيثُ كرنفالات الانعتاق والحريّة فى اللامكان..!!


سلامٌ عليكَ.. وأنتَ تضبطُ عقارب ساعة قلبكَ الناحلِ على خطى وملامح وطنٍ يفلتُ من بين أصابعك الودود كلّما اقتربتَ منهُ .. ويغادرك – جارحاً أحلامك – وهوَ يسكنُ فيك!!


سلامٌ عليكَ.. وأنتَ تصوغُ من صحو العراق.. وغيومه.. وأحزانه..وعذابات إنسانه ِقصيدتكَ المكتوبةِ بالدمع الحجريّ.. وبفتافيت جسدِكَ النحيل.. قصيدتك – فوضاك المستحلة.. وخرابك الضروريّ..الممكن القراءة بالعين والقلب معاً .. فى كلّ وقت.. وفى كلّ اللغات..!! صدى المكان، وأيقونة الزمان!!


سلامٌ عليكَ.. وأنت تصرخُ لتوقظِ المدنَ التى استعذبت عسل صمتِها المخجلِ.. وتأتى «وترياتك الليلية» تعليقاًجريئاً ًعلى تلك الصرخة التى تظل وحيدة.. لمبدع ٍ.. طير ٍ  ياقوتيّ يُغرّدُ خارجَ السرب.. ليسَت فى خربة.. بل هى صرخة فى فضاءٍ مكيّف بالهواء الأمريكيّ الكاذب المريب..!!


سلامٌ عليكَ.. وأنتَ توصلُ كهرباء جسدكَ.. وذبذباتِ أصابعك السحرية.. وارتعاشة رئتيك بكلّ قضايانا العربيّة الّتى لم تعُد مصيرية فى حسابات التابعين.. والمهادنين!


أيُّها الشاعرُ القدّيس.. والمثقف والفنّان – الرمز الذى ينتمى إلى العراق إنساناً.. وأرضاً.. وتراثاً.. ومستقبلاً، وإلى العروبةِ تاريخا ً..ومصيراً.. وهدفاً.. وقضيةً.. ودماً.. وثورة حتى انتهاء الزمان.. وإصغاء للعالم بكلّ همسة حرية.. وموكب حقّ وعدل.. وتواصل!!


مظفر النواب لسانُ العراق.. وضميره فى أزمنة المحنة.. والطغيان..والظلام.. والاحتلال.. فى وقتٍ خؤون، اهتمّ كبار شعرائه فى زورق نجوميتهم الشاحب، بصوغ أكسسوارات شعرية.. زخارف لفظية..بلاغات خاوية.. غموض.. وتيه.. وألغاز.. وضباب لاتمتّ إلى ظلال لنخل العراق.. وعذوبة أنهاره.. وأنين إنسانه بأيّ صلةٍ.. وهوَ ضميرُ مواطنه بقاموس  فريد من الكلمات.. والمفردات.. وأشكال متعددة اللغة والوزن والإيقاع لقصيدةٍ ثائرةٍ دائمة.. موقظة، تتردد لتضيفَ نسمات عطرة إلى الريف وإلى الجبل والنهر والمدينة.. وإلى اللامكان!! قصيدة مختلفة خرجت على كلّ أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدى ومَن جاء بعده من الذين يقدسون القريض الموزون فى زمنٍ غير موزون.. وعدالةٍ عرجاء!!


قصائدك الشعبية إيقونة فى كلّ بيت..وكلّ سجنٍ، تضيء شوارع بغداد الحزينة، وحارات مدن العراق المتوجة بالطيبة والغبار، والدروب التى أظلمت بغطرسة وقهر وطغيان الأنظمة التى حكمتنا، وعبثت فى قماش أحلامنا، وتجبرت بكلّ ما تملكُ من أنياب ومخالب..قصائدكَ وثيقة رفض..مرسوم ثورة مكتوب بفتافيت جسدٍ منهكٍ، يقاومُ أفاعى المرض.. والواقع الجارح معا ً.. بصبرٍ أسطورى.. ومعدن روح ٍ لايصدأ!!
تعبتُ ومن دوخة رأسى فى الدنيا.. أبكى
لاتكسرنى الريحُ!!
فماذا يكسرنى بعد الريح ِ.. وأبكى
القصّة ُ بلّلها الليلُ،
وليسَ هناكَ مَنْ يحكيها،
فلنذهب فالريحُ ستحكى
المأخورُ يضيءُ وجوه الزانين
فلا تخجل ياحزنى أنْ تصبحَ زانى 
ياقلبى!!
يابنَ الشكّ!
أرحنى من أحزانى
تعبتُ ولمْ أصلِ المنفى
المنفى يمشى فى قلبى،
فى خطواتى ..فى أيّامى،
يسافرُ فى كلّ قطار ٍ أركبهُ،
فى كلّ العرباتٍ أراهُ

  حتّى فى نومى
يمشى  كالطرقاتِ أمامى!!
-   مظفر النواب – المنفى كالحبّ
مظفر النواب هو «للريل وحمد» و«وتريات ليلية» و«مساورة وراء الباب الثانى»..هو الشعرُ الشعبيّ النضالى.. وشعر الثورة والرفض والغضب، حيث لا شكل للقصيدة، ولا قواعد للكتابة، شعرهُ الذى يلقيه فى العواصم هنا..وهناك، حيث تعشبُ الثورة، ويغنيه فى ميادينها النائمة فى حضن شمس الانتماء التى لاتغيب ..يصدحُ بشرايين قلبٍ ناحل ٍ..متعبٍ، ونزيف قريحة لا يهدأ.. وذبذبة أصابع ملائكية لا تتوقف!!


  مظفر النواب – مايكوفسكى العراق..!!
الشاعر المزعج..المُقلِق أبدا ً لأمةٍ استعذبت نبيذ التبعية..والضعف..والصمت المعتّق، واستهانت بأحلام مواطنيها..ونسمات أرضها وحقولها..!!


أيُّها الشاعرُ..والقدّيس النبيل..سلام لروحك..ولقلبك وهو بذاكرةٍ لا يطالها صدأ النسيان!!

اقرأ ايضا | أدب الحرب بين التغني والإدانة مُتتالية نيميروفسكي وطيور باورز.. 14 رواية كُبرى استوحت أحداثها من الحرب

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة