مستريح البورصة
مستريح البورصة


من هو "مستريح البورصة" الذي يطارده الأمن؟!

أخبار الحوادث

السبت، 04 يونيو 2022 - 03:59 م

كتب: علاء عبد الكريم

«أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم»، أسوأ أنواع البشر الذين يزعمون دعوتهم للبر وهم يمارسون في الخفاء كل وسائل الفجور والنصب على خلق الله.

 

يوم أن أنشأ «البنا الساعاتي» مؤسس الإرهاب في العالم شجرته الملعونة والخبيثة، وهو اليهودي أبًا عن جد؛ كاشفًا هذا السر المفكر الكبير العقاد في مقاله المنشور سنة 1949، في جريدة الأساس قائلًا؛ «إن حسن البنا يهودي من أب يهودي وأم يهودية وإن والده قدم من المغرب لمصر وتلقفته الجماعات اليهودية ووفرت له المأوى وألحقته بهيئة السكة الحديد في مهنة إصلاح الساعات وهي المهنة التي كان يحتكرها اليهود في مصر»،هؤلاء تجدهم في كل وادِ يهيمون، تراهم يقولون ما لا يفعلون، شياطين يتبعهم الغاوون، إرهابيون يعشقون التدمير، صناعة الفوضى جزء من خططهم القديمة في محاولة دنيئة لإرباك المشهد، أينما حلوا تجد الخراب في أقدامهم، والمبررات العقائدية التي تبيح لهم أفعالهم معلبة وجاهزة وتحت الطلب بفضل مشايخ الدماء.

 

لم يكن الإرهاب وإثارة الفزع فقط من ضمن أهدافهم، ولكن السلب والنهب أيضًا من أساليبهم، منذ عامين وتحديدًا يوم السادس من ديسمبر عام 2020، خرجت علينا قناة الشرق الناطقة بلسان الإرهابية والتي تبث من تركيا، بحكاية استغرقت الحلقة كلها، ليس من شك أنها قصة تمخضت عن لقيط، زعموا عنه أنه الاقتصادي الموهوب والفذ في مكانته، إنه رجل الأعمال الشاب المغمور امحمد الماويب، وبدأت الأسئلة تتكاثر، وتتزايد في قوة الدفع بين الاقتصاديين؛ من هو هذا الشخص الذي تدعي قناة الإرهابيين التي اعتادت بث السموم والفتنة ضد مصر، بأنه رجل أعمال مصر القادم؟!، بالتأكيد كانت محاولة رخيصة ووضيعة من هذه القناة العميلة لإبعاد الشبهات عن شخص مطارد من الجهات الأمنية، ظنوا أن بالكلام عنه سيغرقونا في متاهات أوسع ننسج خلالها الحكايات عن رجل أعمال شاب ناجح صاحب المشاريع الاقتصادية العملاقة.

 

وكأن الموالي الرديء الذي تغنت به هذه القناة هو القالب الذي سيخدعونا به؛ فالحقيقة التي لم تكن يومًا غائبة عن الأمن أن أجهزة الأمن بوزارة الداخلية تكثف جهودها في عملية البحث عن محمد الماوي رئيس شركة الشروق لتداول الأوراق المالية، بعد تحرير عدد من المحاضر ضده وآخرين بالشركة تتهمه فيها بالنصب عليه وشقيقه وآخرين، وتكبدهم خسائر مفتعلة بالبورصة بحسب ما أكده تقرير الهيئة العامة للرقابة المالية، باتخاذ إجراءات التحقيق ورفع الدعوى الجنائية عن الوقائع المبينة وصفًا وتفصيلًا بالمذكرة المرفقة في ضوء قانون سوق رأس المال؛ وفي 11 ابريل الماضي، تحركت مأمورية أمنية لتنفيذ محضر ضبط وإحضار مستريح البورصة محمد الماوي وشقيقه أحمد، وسامح موظف بالشركة الخاصة بالقضية رقم 13069، وألقت القبض على أحمد الماوي وقررت جهات التحقيق حبسه، ووجهت النيابة العامة للمتهم الرئيسي في تلك القضية، تهم من بينها النصب باستخدام أساليب احتيالية من شأنها إيهام المجني عليهم وبث الأمل في نفوسهم لتحقيق ربح وتمكنت بتلك الوسيلة من الاستيلاء على المبلغ المالي المملوك له، وقررت النيابة حبس المتهم الثاني أحمد الماوي، 4 أيام على ذمة التحقيق.

وقفت طويلًا عند اسم هذا الرجل، من يكون؟!

لن يكون أكثر دهشًا، وإزهالًا طالما كنا مدركين لحقيقته؛ ظهر اسم هذا الرجل بين الأوساط الاقتصادية عام 2011 عندما نشرت بعض الصحف خبرًا عن تقدمه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه ياسر الملواني، رئيس شركة هيرميس وقتها، بالتهديد بقتله، قبل أن تكشف التحقيقات أمره ويتم الحكم عليه بالسجن بتهمة النصب والشيكات بدون رصيد، وداخل السجن التقى االلص الهاربب بالجماعة الإرهابية، زامل المعزول مرسي قبل أن يخرج الثاني هربًا من السجن مع باقي جماعته الإرهابية مثل حشرات السمك التي تستوطن المراحيض العمومية، ولأن اللصوص ينهون كلامهم دائمًا بعبارة، وبالله المستعانب، كانت أولى قرارات المعزول بعد توليه سدة الحكم في سنة مرت على مصر كبيسة؛ هي العفو بقرار رئاسي عن زميل الزنزانة وبالأروانةب الماوي، لتبدأ رحلته الكبرى في الاستثمار بالبورصة، ثم الظهور اللافت في اجتماعات وفعاليات الإرهابية، حتى بعض الاقتصاديين تساءلوا؛ هل يدير هذا اللهو الخفي أموال الجماعة المحظورة في البورصة بغطاء خفي؟!

 

وتتواتر الحكايات أكثر عن هذا الرجل؛ عمل رئيسًا لجهاز تنس الطاولة بنادي الزمالك في ظل رئاسة الدكتور كمال درويش، حيث كان لاعبًا لتنس الطاولة إلا أن المستشار مرتضى منصور قام بشطب عضويته ومنعه من الترشح لعضوية مجلس الإدارة في الانتخابات الماضية.

هذا االماويب مهما طال اختفاؤه وهروبه سوف يتم القبض عليه إن عاجلًا أو آجلًا، في إطار جهود وزارة الداخلية في حماية الاقتصاد المصري والحفاظ على استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

لصوص وقتلة

والتاريخ أيضًا يدلنا على جرائم السلب والنهب التي ارتكبوها ومنذ نشأتهم؛ دائمًا وابدًا كانوا يعدون الخطط للحصول على الأموال لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية؛ فاختاروا لمعاونتهم في ستينيات القرن الماضي وفقا لما كشفته التحقيقات، قاتلًا محترفًا هو حسين توفيق الذي نذكر من سجله أنه حُكم عليه قبل ثورة يوليه بالإعدام لاشتراكه في عدة جرائم اغتيال، ثم هرب إلى الخارج حيث اتصلت به مخابرات بعض الدول الأجنبية واستخدمته في عمليات سرية، وعاد حسين توفيق بعد صدور قرار بالعفو عنه لكنه بقي يتصرف بنفس الشذوذ الذي طبع سلوكه دائمًا، والتقت به الجماعة الإرهابية واتفقت معه على السطو على البنوك، وسرقة خزائن بعض الجمعيات التعاونية الاستهلاكية.

 

أيضًا تخبرنا الوثائق التي تم ضبطها وقتها؛ أن التنظيم الإرهابي استغل الأموال المرسلة من الخارج لأهالي بعض عصابة الإخوان الفارين كالفئران في أوروبا وبعض الدول العربية، فكان التنظيم يستولي على ثلث كل مبلغ يصل من هؤلاء إلى ذويهم في مصر، وكشف التحقيق مع هؤلاء اللصوص، أن مبالغ مالية كبيرة وصلت إلى التنظيم الإرهابي في مصر بالعملات الأجنبية وخاصة بالدولار والاسترليني، وقد وجد أن أحد المقبوض عليهم يحمل في جيبه 314 دولارًا وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقد اعترف حينها أمام المحقق؛ أنهم كانوا يخدعون المنتمين إليهم من الشباب خاصة الهاربين خارج البلاد؛ بأن هذه الأموال التي يتبرعون بها، لخدمة إنسانية، ولم يدرك هؤلاء أنها تذهب لجيوبهم، نعم لقد تجمع اللصوص في جماعة واحدة اسمها الإخوان الإرهابيين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة