الأحد، 05 يونيو 2022 - 02:43 م

كشف الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر، عن اكتشاف أقدم حديقة حيوان في العالم منذ عهد المصريين القدماء.

وقال «عامر»: إن المصري القديم اهتم بالحيوانات منذ عصر ما قبل التاريخ، وأصبح يقدسها من أجل إبعاد الشر عن نفسه أو لحبه وتقديسه لها، ولذلك أصبحت عقيدة المصري متعلقة بالحيوانات، بل وأصبح يخصص لها مكانة هامة في الحياة الأخرى ولخلودها معه بعد الموت، ويعد اختيار موقع الدفن للحيوانات مهم جدا حيث يتم وضع الأمتعة الجنائزية معها، ومن المثير ما تم الكشف عنه في موقع "نخنالكوم الأحمر" وهي المدينة التي تقع بين "إسناوإدفو"، حيث عثر بتلك المدينة على مجموعة من الحيوانات الضخمة والمميزة، والأليفة، وهي عبارة عن مجموعات من الكلاب مدفونة بشكل منظم، منها مجموعة لا تقل عن ستة وعشرون كلبًا دُفنت في مقبرة واحدة، ومجموعة أخرى شملت عشر كلاب تم دفنهم مع أصحابهم.

وأشار إلى أنه تم دفن أفيال أفريقية مميزة وضخمة في مدافن كبيرة بلغت أبعادها من ٥ إلى ٦ أمتار، وقد تميزت تلك الحديقة المدفونة بأنها أقدم حديقة حيوان مدفونة في العالم منذ عهد المصريين القدماء، ونجد أنه تم العثور بالموقع على دفنات لأبقار بنفس آلية دفن الموتى، وذلك عن طريق عمل تبطين لأرضية المقبرة أسفلهم ووضع الراتنج لحفظ الجسد، كما تم لف الجسد بالكتان والحصير، وهذا يُبين مدي أهمية البقرة عند المصري القديم، نظراً لما تُدّر له من خير، وتميزت الدفنات أنه تم دفن الكثير منها بمجاورة أصحابها بعد الموت، كما ثم العثور أيضًا على مجموعة هامة من دفنات الغزلان والظباء وكان بعضها حاملًا، وقد تم دفنها مع الأغنياء والنخبة، كما عثر أيضا على العديد من الأغنام.

اقرأ أيضًا:- خبير آثار: تنفيذ 14 مشروعا لتطوير موقع «التجلي الأعظم» بأرض السلام

وتابعت الباحثة الأثرية والمتخصصة في علم المصريات د.هناء فايد، أن للحيوانات المفترسة أيضا نصيبا من هذه الحديقة، حيث تم العثور على مجموعة من الفهود، كما تم دفن مجموعة نادرة شملت أفراس النهر، والحمار الوحشي، وبعض الفيلة الصغيرة وقردة البابون، كما تم دفن بعض التماسيح والتي لازلت تحتفظ ببقايا القشور الخاصه بها، فضلا عن قطط برية ونمور، وتم العثور على قرابة ثمانية وخمسون نوعًا من الحيوانات المدفونة، لتصبح تلك المقابر أشبه بمتحف دفن حيوانات متنوعة.

وأكملت "فايد" أن النماذج الحيوانية السابقة كان لها دوراً في عقيدة المصري القديم، حيث تؤرخ المقبرة بالألف الرابع قبل الميلاد، فلقد أصبحت تلك النماذج هي إرهاصات مبكرة لعقيدة المصري القديم، فالبقرة كانت دومًا رمزاً للأمومة والخير، والتي جسدتها المعبودة "حتحور"، وفرس النهر يُعد الصورة الحية للمعبود "ست" رمز الشر، وكذلك التمساح الذي يجسد المعبود" سوبك"، والفهد الذي يجسد المعبودة "مافدت" وهي التي تقوم بالعقاب الإلهي للبشر الضالين عن الحق، والقرد الذي يجسد المعبود تحوت"، و"سشات" والذين يتجسدون حول الكُتاب، والقطط التي تجسد "باستت"، بينما القط الذكور التى تجسد المعبود "رع".